هل بدأ العد التنازلي لضرب حزب الله؟

استمعت الى خطاب السيد حسن نصر الله والذي بثته قناة المنار
’والحقيقة انني اصغيت له باهتمام بالغ’حيث انه جاء هذه المرة وسط جومشحون
ونذرتلوح بالافق’بان هناك طبخة قد اعدت
وفصل جديد من مسرحية تراجيدية
لم يتوقف عرضها على مسرح الشرق الاوسط’
لاحظت انه كان هادئا (ليس كعادته)
’مما يؤشرعلى انه قد استوعب خطورة الامر’هذه المرة
وجدية مايمكن ان يحدث’خصوصا ان قرار الجامعة العربية جاء لاول مرة باجماع غير مسبوق
اذ’اذا مااستثنينا تحفظ العراق ولبنان ولاسباب معروفة
فموافقة الجزائر’وكذلك سلطنة عمان المعروفة بنأيها وحياديتها وتجنبها مناكفة ايران’كان مفاجئا وذات دلالة
ومع ذلك فسماحة السيد نصرالله لم يقدم جوابا واقعيا مقنعا’
يمكن ان يفند ما صدرمن مجلس الجامعة العربية’
والتي اتهمته وحزبه صراحة بالارهاب
’وبأنه عميل لايران
وينفذ اجندتها الاستعمارية ضد بلده وابناء جلدته ’
بل عاد واستعرض نضالاته’زاعما انه’وحزبه
وايران وحرسها الثوري’وحشد العراقيين الشعبي’
هم الذين تصدوا لداعش وهزموها في العراق وسوريا’
ثم زعم ايضا ان الامريكان تعاونوا مع الدواعش
’وان طائراتهم قامت بانزال ’في منطقة البو كمال وحملت قادة من الدواعش’
ونقلتهم الى مناطق سيطرة قسد!
وانه لايستبعد ان يحلقوا لحاهم ويلتحقوا بقوات سوريا الديموقراطية!
كما امتدح كثيرا الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس
وبقية الحجاج من الرفاق!
ودورهم الكبير في قيادة المعارك وتحقيق النصرالمؤزرعلى داعش
ثم وفي النهاية اعترف بان قوات’وخبراء من حزبه شاركوا في العمليات القتالية وتدريب الميليشيات العراقية
ووعد باعادتهم’بعد ان حققوا النصر
ساكتفي بهذه النقاط والتي هي اهم ماجاء في كلمته المسجلة
وسأحاول ان ارد على تلك المزاعم
واعتمادا الى لغة المنطق’والواقع
حيث كل يستطيع ان يقول ويزعم مايشاء
لكن لواقع الحال كلمته النهائية والتي هي الحكم
ومع احترامي وتقديري العالي لكل الدماء الزكية الطاهرة
التي سالت في محاربة الدواعش المجرمين
الا اني أود القول:-ان
كل منصف عاقل خبير قوي الذاكرة’لابد ان يكون على قناعة تامة’
بأن القوة الاساسية التي هزمت داعش’’جائت من الاجواء وليس على الارض
حيث ان الحملة العالمية التي ضمت تحالفا واسعا من معظم دول العالم
هي التي ضربت الدواعش من الجو’
وتسببت باختلال القوى على الارض
لصالح الجيوش والميليشيات ’العربية والايرانية
والدليل ان الدواعش كانوا قد سيطروا تماما على اراضي شاسعة
وكانت مناطق نفوذهم تنموا وتتسع كل يوم
رغم تصدي الحشد وحزب الله وباقي الميليشيات التي جندتهم ايران
لقد بدأ ميزان القوى يختل لغير صالح داعش’بعد تكثيف الضربات الجوية’والتي اشتركت فيها دول عربية ’وخاصة الخليجية’
ولاننسى قضية الطيارالاردني’الكساسبة والذي سقط اسيرابيد الدواعش’واعدموه حرقا
كما ان النظام السوري كاد ان يسقط’رغم كثافة المساعدات الايرانية وحزب الله
’لولا تدخل روسيا في نهاية سبتمبر2015والتي رمت بكل قواها كدولة عظمى’وبالكاد تمكنت من مساعدة بقية الفصائل على الصمود’ومن ثم تحقيق الانتصارات
لذلك فالزعم بأن حزبه وميليشيات ايران والحشد’وحتى الجيش العراقي ’كان لهم الفضل الاول والاخير في هزيمة داعش
لامرينفيه واقع الحال.
خصوصا ان الاراضي المحررة من الدواعش’كانت محروقة تماما بفعل القصف الجوي
ولوكان الامر حرب شوارع كما يزعم البعض’لما حل مثل هذا الدمار المريع
ثم’هل يعقل’بأن الامريكان يتعاونون مع الدواعش’وينقلونهم من مكان الى اخر
في الوقت الذي يعلم كل ذي بصيرة بأن اعدى اعداء الداعشي هم الامريكان
وان أول واهم مقاصد الداعشي الفرد هو القتال حتى الموت من اجل نيل الحوريات السبعين!
اذن فكيف يعقل ان يتعاونون مع قوات كافرة؟
واذا ماكان قادتهم متعاونون فعلا مع الامريكان’
فكيف يقبل المقاتل ان يتقيد باوامر قائد خائن؟خصوصا عندما يشاهد بام عينية قوات كافرة تقدم لهم المساعدة والعون!
بل الحالة الوحيدة التي سمح للدواعش فيها بالانتقال من جبهة الى اخرى
كان قد تم بواسطة حزب الله وتحت سمع وبصر كل وسائل الاعلام
ثم زعمه بأن الامريكان نقلوا الدواعش والحقوهم بقوات سوريا الديموقراطية هو الاخرغير مقبول’حيث ان العداء العقائدي بينهما
ينفي تماما تصورامكانية تعاونهما واندماجهما في جبهة واحدة
خصوصا ان قسد كان لها دوركبيرجدا في قتال وهزيمة الدواعش
المسألة في حاجة الى عقل خاص مهيأ سلفا لاستيعابها
وحدث العاقل بما لايليق
انا لااستبعد فرضية ’أنه كان هناك عملاء للمخابرات المركزية’مزروعين بين الدواعش
وانه ربما جرت عملية محددة
باخلائهم في امكنة وضروف خاصة’
وبعيدا عن ساحة المعارك المشتعلة في البو كمال انذاك
ثم زعمه بأن الحوثيون ’وقوات علي عبد الله صالح كانوا هم من صنع واطلق الصواريخ البالستية!!لامر
لايمكن لشخص متزن ان يزعمه’اذ
ومع احترامنا للاشقاء اليمنيون
الا انهم بكل واقعية يفتقرون الى تلك الامكانية
خصوصا في مثل هذه الضروف
ونسى السيد انه كان قد اعترف بوجودلحزب الله في اليمن(وطبعا ليس لغرض السياحة والاستجمام)
الامر الاكثر اهمية هو اعترافه لاول مرة بان خبراء وقادة حزبه عملوا في العراق!
فالحق بمصداقية الحكومة العراقية والقائد العام السيد العبادي ضررا في السمعة واحراجا
(لاادري ان كان متعمدا!)
حيث لم يتوانى العبادي يوما عن انكار وجود اية قوات غير عراقية’على ارض العراق!
خلاصة الامر
ان كل الدلائل تشير الى ان هناك مخطط مدروس’قد تم وضع اللمسات الاخيرة عليه’
وان قرار ضرب حزب الله’وقطع احد اقوى اذرع ايران في المنطقة’لاينتظر الا ساعة الصفر
وان استقالة الحريري ومؤتمر القمة العربية’هما من متطلبات المخطط’
لذلك فالمطلوب من سماحة السيد نصر الله ان يعي خطورة الموقف
وان لايتمادى في التحدي وتجاهل اجراس الخطر
فشباب حزب الله’خاصة, ولبنان’عامة’امانة في رقبته
لايمكن لعاقل ان يتصورولو للحظة واحدة
ان حزب الله وكل حلفائه يمكن ان يصمدوا امام
امريكا وربيبتها وقاعدتها العسكرية المتقدمة المزروعة في المنطقة’اسرائيل
اذا قرروا توجيه ضربة قاصمة بهدف انهاء وجوده العسكري على ارض لبنان
وصدام يجب ان يكون عبرة لمن اعتبر
فقد كان اقوى بكثير
وكان له تأييدا عربيا وعالميا واسعا
وكلنا نتذكرالمظاهرات المليونية التي سارت في جميع دول العالم ضد الحرب
لكن قرار ضرب العراق كان قد اتخذ
ولم يفهم صدام الامر’وكان في وقت ما قادرا على سحب البساط من تحت اقدام الغزاة
فقط كان عليه الاستقالة والانسحاب
وكان يمكن ان يجنب نفسه واهله وشعبه
ماحل بهم’ومانراه حاصلا امامنا من واقع مأساوي
لم يسبق له مثيل
لم يستوعب الحقيقة الا بعد فوات الاوان
الان’وبعد ان عاد الحريري الى بيروت’وفند مزاعم كونه كان محتجزا’
توجب دراسة كل مافعله بتمعن وتفهم!اذ يقينا انه لم يتصرف بدافع شخصي’بل يلعب دورا مناطا به
شئنا ام ابينا’فامريكا تحكم العالم’ونحن لسنا الا حجارة على رقعة شطرنج
ولذلك يجب ان لايضيع السيد حسن نصر الله فرصة سحب البساط من تحت اقدام الامريكان
اذ’لاشك بأن الدواعش افادوا امريكا’والكثيرمن دول العالم
حيث تسببوا في بيع كميات هائلة من الاسلحة
وامتصوا معظم ورادات النفط’ولازال البترول غزيرا’ويجلب المال الى خزائن الخليجيين
مما يستدعي اعادته الى خزائن الغرب’اما باعادة اشعال حروب’او
لقاء اعادة الاعمار’والافضل ان يكون للغرض الثاني’كل ذلك تقرره طريقة تعاملنا مغ الاقوياء
حيث ان اية محاولة لمقاومة ضربة امريكية ضد حزب الله’وتوريط الميليشيات العراقية في المعركة’سوف تشعل حربا جديدة’لايعلم الا الله الى ماذا سوف تؤدي
لاشك ان ايران مستعدة لقتال الامريكان حتى اخرعراقي او لبنانيأو يمني’أو اي عربي اخر
لقد تصرقادة دول الخليج بحكمة وتعقل(لاول مرة)عندما اشتروا الحماية والامان من الامريكان لقاء مال وفير
’الان ستقوم امريكا بمحاربة اعدائهم نيابة عنهم’بعد ان استلم الرئيس ترامب المال اللازم ’ووفرعليهم عملية تواطئه وتشجيعه على زرع فتن وميليشيات في الدول العربية
حيث تبين ان مخطط الامريكان كان منذ البداية’اسقاط النظام العراقي
والسماح’و بتواطء مكشوف للايرانيين ’بالسيطرة على مقدرات العراقيين وزرع ميليشياتها وتقوية عملائها واتباعها
كل ذلك من
اجل جررجل ايران ’الى فخ قاتل’
بعد تشجيعها على التغول في العراق وفرض سيطرتها عليه
وايجاد سبب كافي لتوجيه ضربة قاصمة حاسمة تؤذيها بقوة وتنهي مخططاتها’
واحلامها الغيرواقعية’باعادة احياءالامبراطورية الفارسية تحت غطاء ديني
امريكا دولة عظمى ولها اطماع ومصالح واهداف ستراتيجية في المنطقة
ولايمكن لعاقل ان يصدق انها تتحدى العالم وتخوض حرب شعواء في العراق’وتخسر المال والرجال’وبعد ان تتمكن من احتلاله’
تتركه فريسة للايرانيين’ولوجه الله
ولذلك فنحن بحاجة الى قيادة حكيمة تعي وتقدر واقع الحال ’وتجنب شعوبها خسارة المال والعيال’وذلك بتفهم اهداف الامريكان ومصالحهم في المنطقة’ومن اجل الحفاظ على ارواح البشر
والا’ فوالله سوف نخسرالجزة والخروف
مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here