تأملات فلسفية حول الأسرة الأمريكية – 2 *

بقلم د. رضا العطار

وعدنا في الحلقة السابقة اعطاء الأسباب التي تجعل المرأة الأمريكية تفكر في الطلاق من زوجها، اليكم اياها :

1- غياب الدعم العاطفي وعدم احترام الزوج لزوجته وصفق الابواب عند محاولة مناقشته.
2- لا يجيب على اسئلة الزوجة.
3- يسخر من الزوجة عندما تحاول ان تفهمه انه على خطأ.
4- يعيب عليها عندما توجه اليه نقدا, ويسدّ اذنيه كي لا يسمعها مما يجعلها تستغيض حنقا.
5- يتوقف عن الكلام بضعة ايام منزويا وراء جدار من الصمت.
6- يفرض رايه على الزوجة, وعليها ان تصغي اليه وتطيعه ولا يسمح لها ان تبدي رأيها الشخصي في موضوع.
7- يستمر في الاكل او المشي جيئة وذهابا في المنزل بينما يكون لدى الزوجة امور هامة للمناقشة وبذلك ينتابها نوبات غضب شديدة.
8- يتجاهل وجود زوجته ويفضل في ان تبقى صامته واكثر ما يزعجها انه يرمي ما في يده في ارجاء المنزل دون اكتراث.
9- يقابل التلفزيون منذ عودته من العمل برفقة قنينة البيرة, ليشاهد برامج معتوهة لا تطيقها الزوجة.
10 ـ يكرر على زوجته القول انها حمقاء غير كفؤءة.
11 ـ يذلّها امام الاطفال موجها اليها اللوم في كل ما تفعله.
12 ـ يلجأ الى اساليب تنم عن سلوك متعال ومتعجرف وخطر.
13 ـ يستعمل معها مصطلحات خادعة لترجمة افعاله.
14 ـ تشعر الزوجة بالوحدة داخل الاسرة والزوج لا يشاركها في شؤونه الشخصية مما يجعلها تشعر انها مهملة.
15 ـ يعتقد الازواج انهم هم الاهم , يسلكون اسلوب حياة وكأنهم نجوما.
16 ـ 60% من الزوجات يعتقدن ان المشاكل العائلية لا يمكن ان تحل مهما يكن حجم الجهود التي تبذل , لذا يبقى 47% من الازواج في الاسر الامريكية في عراك متواصل.
17 ـ يستعمل الازواج تعابير في الكلام تكون سببا الى الخصام.
18 ـ يستعمل الازواج بعض انواع التنكيد الذي لا تطيقه النساء.
19 ـ يقول بعضهن : الرجل يعتبر علاقته الزوجية كالتلفزيون الذي يملكه، كشيء ما نستعمله او نطفئه بضغط بسيط من الاصبع حسب رغباته.
20 ـ الخيانة الزوجية.

اليكم ثلاث نماذج من حالات سوء معاملة الزوج للزوجة و التي انتهت بالطلاق :

( اني اتذكر ذلك اليوم الذي اراد به زوجي ان اطبخ له حساء كالذي كانت تطبخه له امه. لذا امضيت ساعات العصر في المطبخ كي اهيئ له ما اراد. وعندما عاد في المساء وتذوق الحساء المطلوب اعلن انني اكثرت فيه الفلفل ثم طرح كل ما في القدر في المرحاض وصفعني، عندها شعرت بالمهانة، فقد جرح كرامتي التي ابت ان استأنف الحياة معه، فخرجت من البيت ولم اعد.

وتقول الثانية : ( بينما كنت اقود سيارتي متجهة الى مقر عملي، فوجئت بسيارة مسرعة متجهة نحوي، وبما انه لم يكن هناك سوى خطين للسير، انحرفت عن الطريق لأتفادى التصادم، فأرتطمت سيارتي بشجرة واستقرت في حفرة. فأصبت بهلع شديد ورضوض في بعض اعضاء جسمي. وفي المساء عندما شرحت لزوجي الحادث، اخذ يلومني ويأنبني على ما اصاب السيارة من ضرر. دون ان يعير اليّ اي اهتمام ولم يسأل فيما لو كنت قد اصبت بأذى او ان يبدي اسفه كما هو المتوقع، فشعرت ان كرامتي قد جرحت وكأن ليس لشخصي قدر ولا شأن، فغادرت البيت ولم اعد.

والاخيرة تقول : ( كنت اشارك زوجي راتبي الشهري لسنوات عديدة، لانه كان عاطلا عن العمل منذ ان ترك سلاح البحرية. لكنه مقابل ذلك كان يعاملني بجفاء وجفاف، يهملني ولا يكلمني، كنت اشعر خلالها اني مهجورة، امضي الليالي الطويلة وحدي مورقة مهمومة، اسأل ربي، لماذا انا هكذا محرومة، حتى جنسيا ؟ لكنني مع ذلك كله لم افكر يوما في الانتحار، لانني اعبد اطفالي، فأخذتهم وتركت الدار. ولم اعد .

نستنبط من هذه الاحداث ان الكثيرين من الازواج هم سجناء عاداتهم وهمومهم ومشاكلهم الشخصية. انهم يعزفون على ابداء افكارهم بالصراحة المطلوبة، لان طراز تربيتهم يفرض عليهم كبح هذه الافكار. كما اعتقد ان بعض الازواج رغم انهم في العقد الثالث او الرابع من اعمارهم الاّ انهم لا يزالوم يعيشون كالاطفال، يتشكون كثيرا ويتوقعون ان يصلهم ما يطلبونه على طبق من الفضة. وحسبي ان هؤلاء قد نعموا في طفولتهم، او قل الأرجح انهم فُسدوا في طفولتهم نتيجة الدلال المفرط من قبل ذويهم. فتعودا ان يأخذوا ولا يعطوا .
الحلقة التالية في الاسبوع القادم !

* مقتبس من كتاب (النساء والحب) لشير هايت، ترجمة فؤاد جديد، دار المدى للنشر والثقافة، الطبعة الاولى، بيروت 1997 .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here