متى يستيقظ وزير الموارد المائية من غفوته المخملية و الآسرة ؟!!

متى يستيقظ وزير الموارد المائية من غفوته المخملية و الآسرة ؟!!

بدأت دول و حكومات عديدة ــ و منذ زمن طويل ـــ تولي اهتماما خاصا وعناية فائقة بالثروة المائية ، ليس فقط من الحفاظ على ما موجود من هذه الثروات القيمة والثمينة جدا جدا وحمايتها وصيانتها لتكثر وفرة و غزارة ، أنما أخذت تهتم هذه الدول بكيفية حصول على كميات مياه جديدة من هنا و هناك ، سيما من دول متناهرة و متشاطئة معها .
فضلا عن توقعات مستقبلية باحتمال حدوث حروب من أجل المياه في منظور بعيد وخاصة في منطقة الشرق الأوسط الأكثر تعرض1ا لعوامل الجفاف و القفار. .
فمع بداية بروز خلل واضح في النظام الكوني بسبب التلوث وما ينتج عن ذلك من ارتفاع درجات الحرارة بشكل مقلق و غير طبيعي و اتساع مساحات التصحر الزاحفة مع عواصف ترابها و رمالها وتشقق الأراضي الصالحة للرزراعة نحو القفار والقحالة والجدب ، مهددة بذلك حياة الملايين من بشر و حيوان بالظمأ و العطش المميت أخذ القلق ينتاب دولا كثيرة حول كيفية مواجهة هذه المشكلة الخطيرة جدا .والمهددِة لحياة الإنسان و الحيوان على حد سواء .
و لكن يكاد أن يكون العراق هو البلد الوحيد الذي لا يبالي بهذه الكارثة المحدقة والزاحفة ببطء ولكن بعزيمة مخيفة ومرعبة فعلا ، و ذلك بسبب كثرة السدود التي بنتها كل من تركيا و سوريا على حوض الفرات من جهة و قيام إيران بتغيير مجرى العديد من أنهرها التي كانت تصب نحو الأراضي العراقية ــ من جهة أخرى .
و بينما يحدث كل هذا فأن الحكومة العراقية و لا سيما وزارة الثروة المائية تتصرف و كأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد ، إذ فما من إجراءات و خطوات استباقية على هذا الصعيد ، في الوقت الذي أخذت تشكو محافظات جنوبية عديدة من شحة المياه الخطيرة ومدى انعكاساتها السلبية والمضرة على حياة الناس مباشرة .
وهو الأمر الذي يعني بأن العراق سيُعد من ضمن أكثر البلدان في الشرق الأوسط مهددا أو متعرضا ت لمشاكل شحة المياه وسوف يعاني منها بشكل خاص ودون أن يستطيع الخروج من أزمتها المزمنة بعد فوات الأوان ، طالما إن الحكومة العراقية ــ و تحديدا ـــ وزارة الثروة المالية لا تحرك ساكنا في الوقت المناسب بهدف حماية الثروة المائية وزيادة حصة العراق عبر الدول المتشاطئة و كذلك المباشرة ببناء سدود للاستفادة من مياه الأمطار و وكذلك من مياه الفرات و دجلة التي تصب في شط العرب هدرا ظالما..
نقول و نكتب كل هذا مع علمنا بأن وزير الثروة المائية سوف لن يستقيظ من غفوته المخملية بعد الآن ، سيما أن موعد الانتخابات المقبلة أخذ يقترب وهو الأمر بالنسبة يعني له الان سيان في سيان ، حتى لو مات نصف العراق عطشا و جفافا و قفارا مجدبا .و خاصة إذا كان من مزدوجي الجنسية .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here