الدعوة الى تأجيل الانتخابات من يدعوا لها ولماذا

لا شك ان العراقيين وصلوا الى حالة من التطور والنضوج من الوعي والادراك وتمكنوا من معرفة الطريق الذي يؤدي بهم الى النجاة والسير فيه والطريق الذي يؤدي بهم الى الهلاك وتجنبه

حتى انهم وصلوا الى قناعة تامة ان سبب ما حل بهم من فساد وارهاب وسوء خدمات هي الطائفية والعنصرية السياسية ودعاتها وحكومة المشاركة المحاصصة الشراكة لهذا قرروا رفضها ورفض من يدعوا اليها وابعادهم وعدم اختيارهم مرة اخرى بل دعوا الى احالتهم الى العدالة لينالوا جزائهم العادل لما اغترفوه بحق العراقيين من جرائم وآثام

لهذا شعر هؤلاء الفاسدون اللصوص الذين اطلق عليهم دواعش السياسة والذين تعاونوا وتحالفوا معهم بان الجماهير تخلت عنهم بل أن احالتهم الى العدالة ومصادرة الاموال التي سرقوها والحكم عليهم بالاعدام او السجن المؤبد امر لا مفر منه لهذا تحركوا بسرعة لانقاذ انفسهم ودعوا الى تأجيل الانتخابات الوسيلة الوحيدة التي يمكنها ان تساعدهم في انقاذهم واستمرار سيطرتهم حتى لو لفترة الاربع سنوات القادمة

من هذا يمكننا القول كل من شعر انه افلس جماهيريا وانه عاجز عن الوصول الى كرسي البرلمان وكل من يشار اليه بالفساد وسرقة المال العام والتعاون مع الارهاب بدأ يدعوا الى تأجيل الانتخابات بحجج واهية تضحك من يسمعها

المعروف جيدا ان الانتخابات السابقة كانت تجري تحت ضغط القوى الطائفية والعنصرية والعشائرية وخاصة في المناطق

الغربية اي السنية وفي المناطق الشمالية اي الكردية وحتى في المناطق الشيعية نتيجة لوحشية الجهلاء والثيران واكراه الناس بالقوة على التصويت لاختيار ممثليهم

فالانتخابات التي جرت في المناطق السنية جرت تحت سيف الارهاب الوهابي الصدامي والانتخابات التي جرت في المناطق الشمالية جرت تحت ضغط اماني واحلام البرزاني الانفصالية وبعض الانتخابات التي جرت في المناطق الشيعية جرت تحد سيف الجهلاء وعصابات السرقة

اما الانتخابات القادمة المزمع اجرائها في منتصف عام 2018

فأن المواطن سيذهب برغبة وقناعة ذاتية بعيد كل البعد عن سيف الارهاب الصدامي الوهابي وعن الضغوط البرزانية وعن جهل المجموعات الشيعية

وهذا يعني ان العراقيين جميعا تحرروا من ضغوط وتهديدات القوى الطائفية والعنصرية التي يرون فيها الوسيلة الوحيدة التي توصلهم الى كراسي المسئولية

ومن هذا يمكننا القول ان العراقيين جميعا وخاصة الذين في المناطق الغربية والشمالية وبالذات العوائل النازحة اكثر شغفا ورغبة بالانتخابات ويتمنون أجرائها اليوم قبل الغد لهذا فانهم يرفضون تأجيل الانتخابات بل يتمنون ويرغبون في تقديمها وانهم على استعداد كامل ان يذهبوا الى اي مكان ويتحدوا كل الصعاب كي تنتخب بقناعتها بدون تخويف او ترغيب من اجل ان يغيروا المسئولين الذي فرضوا انفسهم منذ 2003 وحتى الآن ولسان حال المواطن العراقي وخاصة المواطن النازح ايها المسئولون لا تذرفوا دموع التماسيح انتم وراء مأساتنا انتم وراء تهجيرنا وراء

جوعنا وعطشنا اعرف سبب هذا البكاء لانكم خائفون على كراسيكم على انفسكم على اموالكم التي سرقتموها من تعبنا من دمنا منعرقنا

لهذا قرر العراقيون جميعا وبصرخة واحدة بكل اطيافهم واعراقهم ومناطقهم لا لتأجيل الانتخابات لان تأجيل الانتخابات

يعني زيادة في آلامنا في معاناتنا زيادة في الارهاب الذي ذبحنا والفساد الذي اجاعنا وهتك حرماتنا

وهكذا بدأت حركة جماهيرية واسعة موحدة تضم العراقيين الذين يعتزون بعراقيتهم ويفتخرون بانسانيتهم ولسان حالهم يقول انا عراقي عراقي انا

من اهدافها عدم تأجيل الانتخابات مهما كانت الظروف والتحديات ورفض دعوة الطائفيين والعنصرية التي تتذرع كذبا بعودة النازحين بل نقول لهم ان حالة النزوح هي التي تدفعنا اكثر للانتخابات

لا شك ان المعركة شرسة التي اشعلها دعاة الطائفية والعنصرية شعروا ان الجماهير تخلت عنهم وانهم افلسوا سياسيا وان نهايتهم اقتربت لهذا توحدوا في جبهة واحدة في مواجهة الجماهير لتضليلها وخداعها والركوب عليها بكل الطرق والوسائل الخبيثة مثل الخوف من بعضهم البعض وزرع الفتن الطائفية والعنصرية في ما بينهم

الا ان الجماهير تجاوزت هذه الحالة ورفضت مثل هذه الاساليب واحتقرت من يدعوا اليها

وقالت الانتخابات ستجرى في الوقت المحدد لها واي دعوة لتأجيلها مرفوضة ومن يدعوا لها مرفوض

نعم لحكومة الاغلبية السياسية ولا لحكومة المحاصصة المشاركة

وهذا يعني اغلاق الطرق امام دعاة الطائفية والعنصرية والجهل

لهذا اسرعت هذه المجموعات سرا وعلنا الى ساسة البيت الابيض وهم يذرفون الدموع ويقبلون اقدام واحذية ساسة البيت البيت الابيض كي يؤجلوا الانتخابات ولو لفترة زمنية كي يتمنكوا من خداع الجماهير بحجة عدم قدرة النازحين للأدلاء بأصواتهم

الا ان النازحين رفضوا العودة الا بعد اجراء الانتخابات وسيدلوا بأصواتهم رغم كل المعانات لان الانتخابات هي الدواء التي تشفي كل آلامهم وتزيل كل متاعبهم ومعاناتهم وتحقق احلامهم وآمالهم

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here