السيسي يغني على ليلاه

امجد العسكري
بركة مياه اسنة راكدة كانت بحاجة الى حجر يرمى في كبدها، ليثير جميع الطفيليات المستقرة في قاعها، لتتحرك نحو السطح، مظهرة مدى نتانة وقذارة المكان، هكذا توصف ثورة “الربيع العربي”، شرارة انطلقت من تونس بفعل ذلك الشاب التونسي المدعو “محمد البوعزيزي” الذي احرق نفسه امام المارة، فتناقل الحدث قنوات التلفاز، ولعبت فيها مواقع السوشيل ميديا دورا فعالا، معلنة عن بداية عصر دموي جديد تضاف الى سجل اخفاقات الامة العربية الواحدة.
من تونس العربية مرورا بمصر وليبيا واليمن واستقرت في سوريا، هكذا رسمت خارطة الطريق لثورات شعبية انفجرت في وجه حكامها اطلق عليها الربيع العربي، كانت نتاجها اكثر من مليون ونصف المليون بين قتيل وجريح بالاضافة الى 830 مليار دولار دفعت بين سلاح وتجنيد المرتزقة لدخول ضمن الثوار كما يطلق عليهم، ربيع عربي تفوح منه رائحة الدم، ونحن نرى الدول المطالبة بالتغير تغرق في بحر من الصراع والنزاع على كرسي الحكم، كشرت العديد من الاحزاب عن انيابها، ومرة اخرى رفعت راية الاسلام بهتان وزورا، تستهوي افئدة قوم استخدموا كأدوات لوصول الى التحكم بمصير الشعوب.
مصر من بين الدول التي جاهد شعبها لاسقاط نظام الرئيس “حسن مبارك” ليزاح عن منصبه وينتخب حزب الاخوان المستأسلمين كحزب حاكم لمصر، عاد الشعب مرة اخرى ليعاني الامرين من جور وظلم حكم الاخوان برئاسة “محمد مرسي” فثورة ثم انقلاب و حاكم جديد لتسلم زمام الامورالى الرئيس الحالي “عبد الفتاح السيسي” ان الطابع الطاغي في الثورات المصرية والانتفاضات الشعبية هناك، هي عدم تواجد مثل تلك الزمر والقتلة الذين اجتاحوا غرب العراق، فكيف لسيسي بالظهور على قناة العربية بتصريح استفزازي وانتقاص من قيمة تضحيات الشعب العراقي، بقوله ( مصر تواجه الارهاب منفردة بالنيابة عن العالم بأسره)، نعم قاتل الجيش المصري بالنيابة عن الجيش العراقي لدعم الحكم الدكتاتوري بقيادة صدام حسين في حربه ضد جمهورية ايران الاسلامية، ومرة اخرى ضد اليمن جنب الى جنب مع الجيش السعودي، وفي المرة الثالثة ضد الشعب الاعزل في البحرين، فاين داعش التي قاتلها الجيش المصري! ام (ان البقر تشابه علينا ) كما ذكر الله في كتابه لحوار بني اسرائيل لموسى عليه السلام.
مازالت مياه دجلة تمئلها الروائح الزاكية من اجساد ابناء العراق في سبايكر، هناك على جرف النصر رسالة لام نقشها ولدها الشهيد في جرف الصخر، الى الان جسر الفلوجة ينطف دما من قدمي المغدور ” مصطفى العذاري” الارهاب العربي الاجنبي الذي واجهه العراق كان اشد واقوى تنظيم في العالم، ازاحه ابناء العراق بدمائهم لا باقوال والتنرح والتباهي خلف شاشات التلفاز، دور العراق في حربه ضد داعش هي حرب بالنيابة عن العالم بأسره، وهو اشد واكثر الارهاب وحشية من بعد تنظيم القاعدة وعصابة “الزرقاوي”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here