لِقنواتِ [الاتِّحاد] و [الأَهواز] و [الكَوثر] الفضائيَّة؛ لِهذهِ الأَسباب فانَّ العِبادي قادِرٌ عَلى خَوضِها! [٢]

نـــــــــــزار حيدر
٢/ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّ الفساد المالي والاداري باتَ الآن ظاهرة إِجتماعيَّة عامَّة، وللأَسف الشَّديد! ولكن لا يُمْكِنُ، في نفسِ الوقت، مقارنةِ فساد السياسيِّين مع فساد المُواطن العادي! ففسادهُم أَضاعَ البلد بين الاٍرهابِ والفشلِ ولذلكَ فانَّهم يتحمَّلونَ المسؤُوليَّة الكُبرى من دونِ تبرئة المواطن العادي بهذا الخُصوص!.
حتَّى المُشرِّع عندما شرَّع قطع يدِ السَّارق كقَصاصٍ وضعَ أَكثر من [٢٨] شرطاً قبل التَّنفيذ! منها، ورُبما على رأسِها، هو أَن لا يكونَ اللِّص مُحتاجاً عندما اعتدى على الآخرين أو على المالِ العام!.
أَمّا [العِصابة الحاكِمة] التي سرقت الدَّولة ونزَت على المالِ العام وأَفرغت ميزانيَّة الدَّولة واستحوذت على كلِّ الفُرَص! فيكفَ يُمْكِنُ أَن نُقارنَ فسادها بأَيِّ فسادٍ آخر في المجتمعِ؟! بل إِنَّ فسادها المالي والاداري هو الذي شجَّع ورُبما أَجبرَ المواطن العادي على الفساد عندما تركوهُ بِلا لُقمةِ عَيشٍ وبِلا مأوى!.
٣/ أنا شخصيَّاً مع مفهوم الشِّعار القائِل [بسمِ الدِّين باگونا الحراميَّة] فالمقصود بهِ هُم المُتستِّرون بالدِّين لشرعنةِ فسادهِم وفشلهِم! من دونِ تبرئةِ الآخرين!.
فالمواطنُ يثق بالمسؤول فيسلِّمهُ كلَّ شَيْءٍ إِذا ما رأَى جبهتهُ اسودَّت من كَثرةِ السُّجود! أَو أَنَّهُ لبِسَ [عِمامةَ رسول الله (ص)] أَو لمحهُ يسير مع المشَّاية إِلى الحُسين السِّبط (ع) في الأَربعين! لأَنَّهُ بهذهِ الحالةِ ينظرُ إِليهِ كمُتديِّن فلا يتوَّقع منهُ أَن يسرقهُ أَو يخونهُ أَو يضحكَ عَلَيْهِ بالشِّعارات الدِّينيَّة البرَّاقة المُزيَّفة!.
وهذا هو واقع الحال، للأَسف الشَّديد، منذُ التَّغيير في عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن!.
لقد خدعتنا العمائِم السياسيَّة الفاسِدة وخدعَنا التَّاريخ الجهادي لهؤلاءِ الدجَّالين وخدعَتنا صُوَرَهُم وهم يخُطونَ في [قِدرِ القيمةِ] أَيَّام محرَّم الحَرام! ويُقيمونَ سُرادقات العزاء لخدمةِ الزوَّار! حتى ظنَّ كثيرون بأَنَّهم ظِلُّ اللَّهِ في الأَرْضِ وأَنَّهم سيُقيمونَ حكومة العدلِ الالهي فلم يبقَ فقيرٌ أَو مُحتاج! خاصَّةً في ظلِّ سُلطة مَن يدَّعي أَنَّهُ يسيرُ على نهجِ أَمير المؤمنين (ع) في العدلِ والانصافِ والمُساواة! ليتبيَّنَ لنا فيما بعدُ أَنَّهم يتلفَّعونَ بعباءةِ الامام لشرعنةِ أَفعالهِم الأَمويَّة التي رسم خارطتَها طاغية الشَّام مُعاوية بن أَبي سُفيان في الفسادِ والظُّلمِ والاستئثار واحتكارِ فُرص الخَير!.
إِنَّ غيرهُم لا يحضرونَ مجالسَ الحُسين (ع)! كما أَنَّهم لا يُصلُّونَ ولا يصومونَ ولا يحجُّون بيتَ الله الحرام في كلِّ عامٍ! وغيرهُم لا يقلِّدُ مرجِعاً ولا يدَّعي إِنتماءهُ للحُسين (ع)! ولذلك لا نتعجَّب أَو نستغرِب منهم إِذا سرقوا أَو تجاوزوا على حقوقِ النَّاس! إِنَّما نستغرب ممَّن يفعل كلَّ هذا ثمَّ يسرِق ويُفسِد ويظلِم ويتجاوز على حقوقِ الآخرين!.
فلماذا يزعل البعض إِذا سمِع مَن يرفع شعار [بسمِ الدِّين سرقونا الحراميَّة]؟! فيتَّهِمهُم ويطعن بوطنيَّتهُم ويُشكِّك بانتماءاتهِم وخلفيَّاتهِم!.
إِنَّ الالتزام الدِّيني [كمنهجٍ سياسيٍّ تحديداً] لا يُبرِّر الفساد والفشل! بل إِنَّهُما أَشدّ خطورة إِذا تلفَّع صاحبهُما بالدِّينِ والمذهبِ!.
*يتبع..
٢٥ تشرينِ أَلثَّاني ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here