قوّات من 3 محافظات تلتحم شمال الأنبار وتحرِّر 9 آلاف كم مربّع

بغداد / وائل نعمة

توشك القوات المشتركة على إعلان انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، بعد استعادة نحو 96 % من مساحة الارض التي سيطر عليها التنظيم في 2014.
ومازالت القوات المشتركة المتقدمة من ثلاث محافظات، في إطار عملية تطهير الصحراء، مستمرة بعملية مسك الحدود مع سوريا بعدما التقت أول من أمس، في شمال راوة.
وبالتزامن مع عملية أعالي الفرات، بدأت القطعات العسكرية ومقاتلو العشائر بعملية جديدة لتطهير الصحراء الغربية الواقعة قرب الرطبة، واخرى في جنوب الموصل لمتابعة فلول التنظيم.
تواصلُ عمليات التطهير لم يمنع تسرب مقاتلي داعش من الصحراء باتجاه سوريا عبر الشريط الحدودي الواقع في شمال القائم.
وتعتقد بعض الاطراف في الانبار أن الحكومة “تغضّ الطرف” حتى الآن لدفع المسلحين الى خارج الحدود.
وأطلقت القوات المشتركة، الخميس الماضي، آخر عملياتها العسكرية في الصحراء الممتدة على طول الحدود مع سوريا لمطاردة فلول تنظيم داعش.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، يوم الثلاثاء الماضي، “بعد إكمال عمليات التطهير (…) سنعلن هزيمة داعش نهائيا في العراق”.

نهاية داعش
ويرجح مصدر عسكري، طلب عدم نشر اسمه في تصريح لـ(المدى) أمس، أن “تنتهي العملية العسكرية لتطهير الصحراء ومسك الحدود مع سوريا مساء اليوم الإثنين”.
وبعد استعادة العراق لجميع المدن من سيطرة داعش، لم يتبق لدى التنظيم سوى الوديان والصحارى التي تشكل 4% من مساحة البلاد، التي باتت تضم عناصر مسلحة بحسب مسؤولين.
وأعلن قائد عمليات تطهير أعالي الفرات والجزيرة الفريق عبدالأمير يارالله، يوم السبت، تحرير 8 قرى جديدة في شمال راوة بمساحة 950كم2 . لتبلغ المساحة المحررة على مدى الايام الثلاثة الماضية حوالي 9150 كم2
وقالت العمليات المشتركة، في وقت سابق من يوم السبت، ان قواتها طهرت “45 قرية بمساحة 2400 كيلومتر مربع”، ضمن المرحلة الثانية من الحملة العسكرية الاخيرة.
وكان الفريق يار الله قد أعلن، بعد عدة ساعات من بداية عملية تطهير الصحراء، تحرير 77 قرية، ما يعادل نحو 5800 كيلومتر مربع.
بدوره يقول عشم الجبوري، قائد اللواء 51 بالحشد الشعبي، إن “الحملة العسكرية الاخيرة هي الاوسع منذ بداية العمليات ضد تنظيم داعش في منتصف 2015”. ويشارك في العملية العسكرية 12 لواءً من الجيش، بينها 6 تشكيلات تابعة لعمليات صلاح الدين، ولواءان من الشرطة الاتحادية، و15 لواءً وتشكيلاً من الحشد الشعبي.
وبالاضافة الى قيادة عمليات الجزيرة بالانبار، تشارك 4 أفواج من الحشد العشائري بمساندة طيراني الجيش والتحالف الدولي.
ويؤكد الجبوري، الذي يقود فصيله خلال العملية العسكرية، في اتصال مع (المدى) أمس أن “بعض القوات قريبة من الحدود مع سوريا بمسافة أقل من 30 كم”.
وكانت قيادة الحشد الشعبي قد أعلنت، يوم السبت، تحرير الجزيرة والبادية الرابطة بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين.
وذكر بيان الحشد ان ما تبقى من مساحة سيطرة التنظيم هو “الجزء الغربي المحاذي للشريط الحدودي العراقي السوري للمناطق الرابطة بين جنوب تل صفوك ومناطق شمال القائم”.

منفذ للهروب
على الصعيد ذاته، يقول مسؤول محلي في الانبار إنّ “أغلب مسلحي داعش هربوا من الصحراء الى داخل الارضي السورية عبر الحدود المفتوحة في شمال القائم”.
ويعتقد المسؤول، الذي تحدث لـ(المدى) أمس طالباً عدم نشر اسمه، أن “القيادة العسكرية تركت ذلك الممر مفتوحاً لتدفع عناصر داعش الى خارج الحدود”.
ويؤكد عشم الجبوري، القيادي في حشد العشائر، أنّ “العملية العسكرية تتضمن السيطرة على الحدود من شمال القائم الى غرب البعاج”.
وكان اتساع المساحات في الصحراء، وانشغال القوات خلال الاسابيع الماضية بمعارك على أكثر من محور، قد منع من السيطرة على تسرب المسلحين الى البادية ومن ثم الى الحدود.
ويكرر الجبوري ماقاله لـ(المدى) بعد يوم من انطلاق العمليات العسكرية، بأن القوات المهاجمة لم تصطدم بمقاومة واضحة من مقاتلي داعش.
واضاف القيادي في حشد العشائر “لم نجد غير مفارز تعويقية وعبوات مزروعة في الصحراء”، مشيرا الى أن “طائرات الجيش عالجت الكثير من السيارات والجرافات المفخخة”.
في هذه الاثناء، شرع الجهد الهندسي التابع للجيش والحشد الشعبي بتفكيك الالغام، وإقامة السواتر في المناطق المحررة. ويضيف الجبوري ان “خط الصدّ الرئيس سيكون على الحدود مع سوريا، وخلفه سنضع أكثر من خط صد”.
وكشف الفريق الركن عبدالامير يار الله، السبت الماضي، عن تطهير 36 قرية وتدمير 4 عجلات تحمل أحاديات و6 دراجات نارية، وتفجير 4 مفخخات ضمن المرحلة الثانية من العميلة العسكرية الاخيرة.
وأضاف يار الله أن قواته “نجحت في تفجير وإبطال أكثر من 250 عبوة ناسفة وتدمير معمل لتفخيخ العجلات وقتل عدد من الإرهابيين”.

الصحراء الغربيّة
بدوره يقول قطري العبيدي، القيادي في حشد غرب الانبار، إن “القوات القادمة من 3 محافظات التحمت يوم السبت، كما ان القطعات المتقدمة من جنوب الحضر وصلت الى راوة”.
وتابع العبيدي، في اتصال مع (المدى) يوم أمس، “استكمالاً لعمليات التطهير، انطلقت اليوم حملة جديدة لتحرير وادي حوران ضمن الصحراء الغربية للانبار”.
وأكد القيادي العشائري أن “الحشد العشائري والفرقة 7 بالجيش، ضمن عمليات الجزيرة والبادية تشارك بالعملية الجديدة”. ولفت الى أن القوات تسعى لتحرير منطقة بمساحة 120 كم2. وتمتد صحراء غرب الانبار على مسافة 450 كم2.
ويؤكد العبيدي أن “عمليات الانبار ستشارك في المرحلة المقبلة لتطهير بقية الصحراء”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here