ما سبب كل ما يحدث في المنطقة !

منذ حدوث الثورة الأيرانية ، ، وكل ما يحدث في الكون ، من سقوط أوراق الأشجار ، إلى الشجار بين الزوجين ، إلى الهزات الأرضية ، إلى الخسوف في المشتري ، إليّ الفساد وغسيل الأموال في العالم ، إلى الأزمة الكورية ، إلى سجن الأمراء في السعودية ، كل هذا ، وغيره ، يعزو إلى أيران ! فهل حقاً كل يحدث هو سبببه أيران ؟ لا يخلو هذا الأتهام ، من لمسه من الحقيقة ، فهذا ، في الحقيقة رأي أكثرية السنة وأمريكا وحلفاءه ! فما أن أندلعت تلك الثورة ، والمنطقة تتغير ، وتحدث فيه أشياء لا احد من دول العالم يسيطر عليها ، فمعروف أن الثورة الأيرانية ، حدثت بطريقة سهلة نسبياً بدون تدخلت خارجية ، بل ترك الشعب والسلطة تتصارع ، ولم تتدخل أمريكا لصالح الشاه كما نعرف ، بل ترك لمصيره ، وما يقدر أن يفعله . ولكنه بنهاية استسلم ، ونجحت الثورة . بل أن الكثير من دول العالم قدمت خدمت للثوار الإيرانين . فبعد أن طرد آية الله الخميني من العراق ، قامت فرنسا في أستضافته ، وكان نشاط الثوار في فرنسا مسموح به حيث كانت ترسل تسجيلات وخطب الخميني منها . وبعد نجاح الثورة ، قامت طائرة فرنسية بنقله إلى أيران بمجازفة كبيرة . وأعجب من هذا كله ، كانت أمريكا غير مبالية بالثورة ، ولم يبدو عليها أي ردود فعل عدائية ضدهم ، ولا حتى السعودية ، فما قدمت لشاه مساعد ضد الثوار ، بل كانت راضيه كل الرضى عما يحدث ، بل لا نبالغ إذا قلنا أن العالم كله كان مع الثورة ، لا لأنه يكره ، الشاه ، فالشاه لم يكن شخصية مكروهة . هذا الموقف العجيب ما كان يمكن تفسير وفهم ، في وقته ، فهو أحتاج ، لكي يفهم بعد كل ما حدث منذ أندلاع الثورة لحد هذا اليوم . فالثورة الأيرانية ، كان المفروض أن تقيم الدنيا ولا تقعدها ، وخصوصاً من أمريكا ، والغرب ، والسعودية ، لكونها شيعية . فكيف مرت بصمت ، وترقب ؟ نحن لا نشك أبداً بأن الغرب ، وأمريكا ، والسعودية ، ساعدو على حدوث الثورة ، وربما هي حدثت تماماً مثلما حدث ، ما يسمى ” الربيع العربي ” أي أنها لم تكن حركة عفوية ، وأيرانية خالصة، ولو كانت كذلك لما نجحت أبداً ولم وقعت أصلاً ، فهي كانت، لحد كبير صناعة خارجية . ولو أسلمنا بهذا ، والذي لا يبدو بنظرنا هو المهم ، وليس هو ما نريد نثبته ونقصد أليه . فنحن نهدف ، إلى غاية أخرى . فحدوث الثورة الأيرانية بمساعدة أمريكا والغرب ، قضية كتب فيها الكثير في وقتها وكلهم أكدوا هذا الحقيقة ، وهي أصبحت من الأشياء المسلم بها . أما لماذا ساعد الغرب وأمريك وتم برضى السعودية حدوث الثورة ! فهذا هو الذي قلما أشير اليه ، والشي الذي كان يخفي عن الناس ويتكتم عليه ، ويعد من الأسرار المحضورة . ورغم أهمية هذه النقطة ، وأنها تحاج منا وقفة قصيرة ، فأننا أيضاً ليس معنياً بها هي لذاتها هنا . وإنما لشيء اخرى ، الذي هو موضوع هذه المقالة . فحدث الثورة الأيرانية ، كان زلزال كبير ، يساوي في قوته وضخامته , زالزال ١١ سبتمبر ، تفجير برجي التجارة في أميركا ، فما كان للأمريكا أن لا تبالي بهذه الحدث وتعطيها الأهمية ، لو لم تكن الثورة الأيرانية من صنعها , وساهمت فيها ، وأنها رادتها ، وعملت من أجلها للغايات شتئ . ولنأت أولاً ، على النقطة التي قلنا تسحق وقفة قصيرة ليضاحتها ، والتي يتكتم عليها ويحالون أخفائهما ، وعنيا ، بها ، لماذا ساهمت أمريكا والغرب عن قصد ودراية في الثورة الأيرانية ، وأنها من صنع أمريكا بنسبة كبيرة . ولكن علينا أن نستدرك في الحال ، بأن هذا ، لا يعني ، أن الثورة الأيرانية هي من صنع أمريكا والغرب ، وأن الأيرانين ، وقادة الثورة كانوا مجرد دمئ ، فمثل ، هذا التحليل ، يذهب بعيداً، وغير معقول في الحديث عن ثورة كبيرة . ولكن ما نود أن نعبر عنه ، هو أن نقول ، وبعبارة واضحة ، أن أمريكا والغرب من ناحية لم يعارضوها ، ومهدوا الطريق أمامها ، وهذا يكفي للقول ، من وجهة نظرنا ، على الأقل ، أنها تقف وراءها ، لما هو معروف عنها وتدخلها في كل كبيرة وصغيرة من شؤون العالم ، فما بالك ، أن يحدث هذا في قلب مصالحها ، ومن أناس معروف عنهم سابقاً، أقصد الشيعة ، بفضل الدعاية السعودية ، بأنهم أعداء بالفطرة للغرب وأمريكا بوجه خاص . ومن ناحية آخرى أن السعودية أتخذت موقف أمريكا وقفت موقف المترقب . فقد كانت شريكه لها ، فيما يبدو بما حدث . هذا كل ما يمكن قول بهذا الخصوص ، من موقف أمريكا وحلفاءها . وإذا هذا بات واضح ، ، فالنرجع ، للأسباب لهذا الموقف ، الذي يبدو غير معقول من أمريكا والسعودية ، ونظر في أسباب هذا الموقف العجيب ، الذي هو مربط الفرس هنا كما يقال ! فقد بات معروف للمراقب ، أن أمريكا لا يغمض لها جفن عن مصالحها ، وتخترع من العدم الطرق للوصول أليها ، وتضع الأخلاق ، والمبأدى على الرف ، حينما يتعلق الأمر في الوصول لغايتها ، ولكنها، في العادة ، كما يفعل الكثيرون ، حينما يريدون يحتفظوا بسمعه جيدة ، تطلي طرقها وتصرفها بمسحة اخلاقية ولمسه فنية ، حتى لا تبدو فضة ووحشية ، ما عدى هذا ، فكل شيء مباح . فاظاهر ، أن أمريكا تعيش ، أو لنقل ، بتعبير أفضل ، أن استراتيجيتها ، تقوم على خلق الأزمات وأستثمارها . بيد أنها في كثير من الأحيان ما أن تَخَلَّق الأزمات وتطلقها شياطينها ، لا تعود , من بعد هذا ، تسيطر عليهم . وتتخذ تلك ، المخلوقات مسارهم الخاص ، وتستقل ، ويغدو لهم كيانهم المحدد ، والذي قد يتعارض ، ويخالف كل ما خطط له . وتصبح ، بعد فتره مشكلة تتطلب حل . فنظرية الأحتمالات العديد ، التي تكمن بكل ظاهرة ، والتي لا يمكن للعقل بشري أن يحيط بها تلعب هنا دورها ، وتختلط كل الغزل وما نسج ، وتفسد اللعبة من أساسها .وإذا نحن رجعنا ، بعد هذا الأستطرد لموضوعنا ، الذي هو لماذا عمدت أمريكا للعدم المبالاة في الثورة الأيرانية ، أو ساهمت في خلقها بطريقة ما ، ولحد ما . أن هذا هو جزء من اللعبة القذرة ، التي دأبت أمريكا دائماً أن تلعبها ،، فهناك مسلسل طويل ، من الألعاب ، التي رأينا أمريكا تلعبها . فأمريكا سمحت بثورة الأيرانية ، لغاية خطير ، لغاية في نفس يعقوب كما يقال . فقد رأت أن منطقة الشرق الأوسط ستنعم بهدو طويل ، وإذا دام ذلك الهدوء ، فستكون المنطقة بغير حاجة لخدماتها ، ، أذن لا بد من تحريك المياه الساكنة ، فأمريكا حينما ، أو cia , استخباراتها عندما ألقت نظره على البحر الساكن من سكانه من السنة ، فأرادت أن تعكر صفو هذا المياه ، بخلق جسم غريب يثير غضب سكانه ، ويحرك سواكنهم . ولا يمكن أن يكون هذا الجسم الغريب والعدائي لسنة ، غير الشيعة ، كما هو معروف تاريخياً ، فمن السهولة في أمكان ، أيجاد ضريعة وحجة لدفعهم للصراع . هذه الفكرة العبقرية ، هي التي دفعت أمريكا والغرب من ناحية على مساعد ثورة أيران والسكوت عنها . والتي بدت في حينها أنها بادر أنسانية ، وهذا هو الطلأء التي تطلي بها الأعمال القذرة ، وأظاهرها بالمظهر الأنساني . والسعودية ، من ناحية ثانية ، كما قلنا سكتت عنها ، لأنها أيضاً كانت لها حساباتها الخاصة أو على الأقل ما صور لها استخبارات الولايات أنها تجنيها من تلك الثورة ، فهي بعد، أن يهدم الثوار المعبد على أهله ، ويخربوا كل شيء كنتيجة منطقية ، لكي يبنو عهد جديدة ، يمكن للسعودية أن تتحرك أحد أدواتها ، لتجني ما وعدت به . وهنا أيضاً ، وبعد أن حدثت الثورة الإيرانية ، وهدم المعبد على أهله ، وقتلت كل القادة العسكرين وحلت الجيش ، وهرب من هرب من الناس . وأصبحت أيران منزوعت السلاح ولقمة سائغ لكل طامع ، شن العدوان عليها . من قبل صدام ، وبتحريض من السعودية ، وبوعد بتحمل نفقات الحرب . . فقد أستعرت الحرب ، وقطف الأمريكان أول ثمار تخطيطهم . وأضحى الطلب على السلاح والخبرات الآخر حاجة ملحة لكل الأطراف . وبما أن قصة الحرب الأيرانية معروفة لدى الجميع ، فلسنا في حاجة لسردها من جديد . وكل ما علينا أن نشير اليه ، هو أن أن حسابات الحقل ليس مثل حسابات البيدر ، كما يحصل في بعض التجارب ، أو الريح لا تهب وفق ما تشتهي السفن . فنظرية الاحتمالات ، تتدخل هنا بقوة وعنف ، وتطهر سطحية العقل البشري ، وحساباته . فما خطط له ، ليس هو كل الذي حدث، وليس هو الذي أدت له الأحداث . صحيح أن أمريكا جنت أرباح طائلة منها ، ووجدت الدجاج التي تبيض لها ذهب . ولكن على المدى الطويل ، سوف تصبح الافعئ الصغير تنين . فأيران ، التي أريد لها ، أن تكون مجرد أداة لتحريك المياه الراكدة ، وأداة أبتزاز ، هي الأفعى التي أنقلب تنين . وتحولها لهذا لم يكن في الحسبان . أما السعودية فلم تجني شيء مما وعدت به ، وما أملت به ، وأنما دفعت ثمن غالي لهذه الحرب ، والأدوات التي أستخدمتها أوشكت أن تنقلب عليه ، وحسابات السعودية لم تؤت أكلها . وبذلك أوجدت أمريكا والغرب بسماح بسقوط الشاه وغض النظر عن الثورة ، عدو دائماً ، يمكن أن تبتبز به دول الخليع ، وتستخدمه السعودية أداة جمع المتطرفين حولها بحجة محارب التمدد الشيعي في المنطقة وتصدير الثورة . وبعد أن أصبحت أيران عدو يجلب منفعه كبيرة للأمريكا ، وأستنفذت مؤقتاً ، كل ما يمكن أن تقوم به ، بعد أن أنهكتها الحرب ، وضعت على الرف لحين الأستفادة منها ثانية . فجاء دور صدام ، الأداة ، التي استخدمته بالحرب ضد أيران وجلبت منه غير عميم لتجار السلاح والخزينة الأمريكية ، فقد هدت الحرب وأستنزفت كل خزين صدام من أموال لديه ، فطالب دول الخليج بالأموال ، والتي كانت هي التي تقوم بتمويله بحربه. ، وخصوصاً الكويت والسعودية والأمارات ، ورفضت الكويت هذا الطلب بشكل الذي أراده صدام ، فتشنجت العلاقات بينهم وتوترت . وهنا لعبة أمريكا لعبتها ، بأن لمحت له ، بأن الطريق سالك نحو الكويت واموالها . وبدون أي حذّر وشك ،، بأن يكون ثمة فخ منصوب له ، اصبح في الصباح بقصر أمير الكويت . ونهب كل شيء ، ولم يطل المقام به بالكويت ، فقد دفع الكويتين إلى الأمريكان كل ما لديهم من أرصدة في البنوك الخارجية ، وبذلك تمكن التحالف الدولي والعربي من طرده شر طرده . وهذه أيضاً فائدة من فوائد السماح بحدوث الثورة الأيرانية التي كان يمكن منع حدوثها . ومهما اختلفنا في تأويل وتفسير كنة تلك التلميحات ، هل هي حقيقية أم وهمية ؟ فأن السؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة الثورة الأيرانية بغزو الكويت ، فهل كان هذا الغزو جزء من الثورة ، وخطط له مسبقاً ، أم أنه حادث عرضي ولا علاقة له بها ، وهو يدخل في خانت لا مفكر به ، ونظرية الأحتمال الغير متوقعة ! فالحرب الأيرانية- العراقية أنتجت شيء لم يكن في الحسبان ، ولم يخطط له . فكل شيء يحدث يأتي بكم هائل من النتائج الغير متوقعة وغير المحسوبة . ولذا فغزو الكويت ، لم يكن لدى صدام علم به ، وحينما شن حربه على أيران ، لم يكن يعلم أنه بعد نهاية هذه الحرب سوف يغزو الكويت ، فكل ما كان يعتقد أن هي مسألة أيام ، وليس سنين عجاف . أما ، كونه ، دفع لهذه الغزو بطريقة محسوبة ، ومخطط لها مسبقاً ، فهذا ما يصعب علينا فهم ، لأن الحرب ، ما كان لأحد حقيقة ، أن يعلم بأن الخميني سوف يصر عليها حتى نهاية أحد الطرفين . ولتدوم من ثم ثماني سنوات . وهكذا نرى أن الحوادث الجسام يتول بعضها البعض ، وكلها ، بشكل أو آخر ، نتيجة لثورة الأيرانية . ولو واصلنا الكلام ، وبحثنا ، في الأحداث الكبير لها صله ، بما حدث بأيران .فسنجد حتى الحدث المزلزل ، والذي أذهل العالم وصعقه ، ينظر له بشكل وآخر ، على أنه ، له صلة بثورة الأيرانية ، وعنينا به ١١ سبتمبر . وعلينا ، هنا ، أن لا نأخذ الرواية لأمريكا لما حدث في برجي التجارة كرواية موثقة ، فالمرء لا يمكن أن يكون هو من يعطي الفكرة عن نفسه ، كرواية لا يخالطها الشك ، ويجب أن لا تبقى أمريكا هي من تسمي الأشياء وتحددها ، ، فهناك وجهات نظر متعددة لما حصل . ونحلل الحدث من ما تكسبه أمريكا منه ، لا ما تقوله عنه . والمهم أن نالنظر عن كل ما قيل عنه . ونطرح سؤالنا الذي له علاقة بموضوعنا ، الذي هو هل لما حصل في ١١ سبتمبر علاقة بأيران ٫ أما أنه كما يصور حادث عفوي ، أو بداية لخطط جديدة ؟

صور هذا الحدث وكأنه عمل أرهابي ، وأنه نتيجة للخلاف بين القاعدة ورعاتها أمريكا ، ولكن على ماذا ختلفوا ، لا أحد يعرف ! وفعلاً جرت بينهم حرب طاحنة سحقت فيها القاعدة سحقاً ، غير أن الأرهاب ليس له وجه واحد فهو متعدد الوجوه ، وتحت الطلب ، فاليوم القاعدة وغداً داعش وأسماء آخرى كثيرة . فقد ولد مع ١١ سبتمبر ارهاب جديدة ، والذي لم يكن هدف أمريكا القضاء عليه بل المحارب به ، فالقاعدة احترقت أوراقها ، وهذا الأرهاب الجديد له عدة مهام وبعدة رؤوس كلها خاضعة لأمريكا ورعاة الأرهاب . فهذا الأرهاب اختراع عبقري وفر على أمريكا الكثير من الجهد والتدخل المباشر المكلف ، فهو فتنمت جديدة . ومحاربة السورين بالسوريين والعراقين بالعراقين . وكان لهذا الأرهاب طموح كبير . فهو ليس تأسيس دولة على أنقاض دول قديمة ، ومصر قلق وأضطراب ، وأنما أيضاً محارب أيران به وازهاق روحها , هذا كان الغاية من ولاداة الأرهاب الجديد من رحم الأرهاب القديم وبعملية قيصرية . بيد أ ن نظريةالأحتمالات ، كانت تقف في المراصد ، لهشاش تخيط العقل البشري ، فهو ليس عقل كلي ومحيط بكل تفاصيل ما سيحدث ، فهناك الكثير الذي يغرب عن باله وما لا علم له به ، وهذا سوف يفاجئه ، ويذهب بكل حساباته أدراج الريح ،، فأن لا متوقع ولا متحتمل ، والذي في كثير من الأحيان أورد الإنسان حتفه وسقاة السم الزعاف ، فأنه خير من يكيد لمن يكيد للآخرين بغفلت عنهم . وهكذا نرى وبوضح ، كيف ، أن كلما خططت أمريكا لشيء فيه لا تستطيع أستنفاذ كل مطباته ، وكل تفاصيله ، وتجد نفسها دائماً أمام حجرة عثرة ، فتبحث في الحال ، عن مقلب جديد ، ليتكرر الوضع المرة تلو المرة ، هذا في الحقيقة حال أمريكا وتصرفها حيال العالم ، فهي تتصرف حسب طبيعتها التي فطرت عليها ، التي الطبيعية الرأسمالية . فالرأسمالية ، لديها سلع كثير تغص بها مخازنها ولابد من تصريفها ، والإنسان تحول من في عهدها من غاية لوسيلة ، فالمهم أن يكون الرأسمالية في حركة ، يتحول النقد لسلعة ، والسلعة لنقد في دورة آبدية ، ترقص كل البشرية على إيقاعها ، ويأتي من ثم دور المثقفين المتطفلين على الرأسمال لتبرير كل تصرفاته ومجازره في أسماء جميل وعقائد مختوم عليها من رب الأرباب . وما نستطيع نتستنتج بعد كل هذا ، هو أن نقول كل ما حدث ويحدث في هذه المنطقة كان بسبب الثورة ، التي كان من الممكن تداركها وعدم حدوثها ، بيد أن عدم حدوثها كان ، يكتب على السلع الأمريكية والغربية في البوار ويغدو الوجود الأمريكي في المنطقة غير مبرر وغير مرغوب فيه .

، هذا في الحقيقة ، ما بدأنا لنا عن الثورة الأيرانية ، فهي تبدو وكأنها حدث غير متوقع ، أنبثاق مفاجئ ، مثل الربيع العربي ، والذي لا يمكن النظر له ، إلا على أنه اختراع وخارج سياق الوضع العربي ، ومثل ١١ سبتمبر ، ومثل كل الأحداث التي أعقب الثورة ، كلها صناع ، وتصدير . فهذا المنطقة يجب أن في حالة صراع دائماً وإلا سوف تخرج من عنق الزجاجة التي هي فيها .

هاني الحطاب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here