يا لها من دولةٍ عجيبة ليس إلا ..

بقلم : د . خالد القره غولي ..

في هذا العام تعرض العراق الى جفاف كبير في المحافظات الجنوبية بعد أن كان يعاني من نقص كبير في الموارد المائية وشح خطير في نسبة الأمطار الساقطة عليه هددت المساحات الزراعية المتبقية وإنعكست هذه الخطورة على قلة مناسيب نهري دجلة والفرات وزيادة نسبة الملوحة فيهما ..الحمد لله إنتهينا من مشكلة الأمطار ووقعنا في مشكلة أخرى أخطر وأشد تأثيراً وهي المجاري والفيضانات الفرعية وسقوط مئات البيوت على ساكنيها وكأننا لانعيش في دولة وحكومات مركزية ومحلية ووزارات ومؤسسات دولة وخدمات .. وكما يقول العراقيون عندما يصابون بضرر ( ميخالف !) لكنَّ الحدث الأخطر والناقوس الأشد وقعاً عن قريب هو الهزات الأرضية ، إذ بدأ إنذارها وصهيلها بالإقتراب جداً من مدن العراق .. وبإختصار شديد فإن بعض مناطق العراق تقع ضمن الشريط الزلزالي وبخاصة في المناطق المحاذية لإيران وبعض المناطق الشمالية وهو ليس بالأمر المؤكد أو الثابت لأن الهزات الأرضية التي وقعت في مناطق خانقين وكانت بدرجة 5,8 على مقياس ريختر تطرق طبول حربٍ فتاكةٍ أخرى .. فهذه الهزات التي شعرت بها أغلب مناطق الوسط وبعض مناطق الجنوب تطرق طبول الحرب على العراقيين الّذين لم تقاوم مدنهم وشوارعهم ومدارسهم منخفضاً جوياً قد يصيب بعض الدول يومياً .. فما الذي ستفعله الدولة إذا ماتعرضنا إلى هزات أرضية على مقياس ريختر قد تصل إلى 8 درجات ؟!

هل سيتخذ البرلمان العراقي ومجلس الوزراء قراراً بإيقاف الهزات ودعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إصدار قرار عاجل للتنديد بالهزات الأرضية ؟! أجيبكم بأننا لو تعرضنا الى هزةٍ أرضية على مقياس 7 أو 8 وهو أمرٌ إحتمال حدوثه كما يقول خبراء الرصد الزلزالي يصل الى 75% فسيتحول العراق خلال بضع دقائق إلى معسكر متروك للاجئين أو زقورة قديمة مثل زقورة أور أو عكركوف .. وستقع منازلنا وجامعاتنا ومدارسنا ومشافينا ومقاهينا ومطاعمنا فوق رؤوسنا .. وهو ليس تشاؤماً بل أمرٌ قد يحدث في أي لحظة .. أين مناطق الإنقاذ التي كانت تملأ مدن العراق ومناطق الكوارث والإخلاء هل تمت مصادرتها أيضاً .. لابد من الحكمة والتعقل لمعالجة ماقد يُصيب العراقيين وإلا سنصبح ونُمسي على كوارث وهزات وزلازل وأعاصير قد تحمل العراق والعراقيين إلى بلدٍ آخر إذا بلغت سرعة الرياح أكثر من 80 كم في الساعة أما إذا بلغت أكثر من 100 كم في الساعة فسنطير وننزل على القمر نحنُ وحضارتنا ودجلتنا وفراتنا وبهذا يتحقق الحلم للبعض بالنزول على سطح القمر ! يا لها من دولةٍ عجيبة ليس إلا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here