شاهدت قرويا…..

د عبدالحميد العباسي

قبل ايام شاهدت من على شاشة التلفاز قرويا من محيط قضاء طوزخرماتو, حيت وقع التفجير الانتحاري الاخير وكان يقول: *لو كان عندنا مستشفى (قريب) لما وصلَ عددُ الضحايا الى الجسامة التي وصل اليها* اي انه اراد ان يقول ان طول الوقت الذي استغرقه نقل المصابين الى المراكز الطبية, كان مسئولا عن وفاة عدد من المصابين. كان كلامه, ذاك تاكيدا لحقيقة علمية صارت راسخة وهي *ان معظم الوفيات بعد الاصابات تقع في الساعة الاولى بعد الاصابة* . من هذا كانت اهمية سرعة اخلاء الاصابات الى المراكز الجراحية المتقدمة ومن هذا. دفعَ الجيش الامريكي في حربه في العراق, دفعّ بالمراكز الجراحية الى قرب خطوط التماس (خطوط القتال) كما أن نقل الإصابات يطائرات الهليكوبتر, لهذه الغاية اصبح امرا معتادا, بل لازما خاصة وقد تاكد ان نقل الجرحى بطائرات الهليكوبتر, كان عاملا اساسا في خفض نسبة الوفيات في الحرب الفيتنامية عما كانت عليه في الحرب الكورية, التي وقعت قبلها ولم يلعب سلاح الهليكوبتر دورا في نقل الاصابات إبانها. عليه ارى ان يجرى فوزالاصابات في مواقع الاصابات نفسه وحسب خطورتهاTriage (لا ُحظوتها) ونقلها جوا. وهذا يتطلب حضور اطباء ممن لهم دراية في فرز الاصابات وعلى مقربة من موقع الاصابات.وليعلم اولي الأمر ان استعمال طائرات الهليكوبى لهذه الغرض, لايقل اهمية عن استعالها في القتال, إذ أن إنقاذَ مصابٍ وشفاءه وربما عودته الى القتال سيكون مُكلفا للعدو الذي لابد خسرَ الكثير لايقاع الاصابه ثم لا يتحقق له ما اراد. هذا هو الرئيس الامريكي جونسون يقول اثناء الحرب الفيتنامية (وقد سمعته بنفسي) يقول على ما اتذكر * من مائة الف إصابة (من جندنا), أُمكن انقاذ ُ79 الف منها , فشكراً للطبابة ولسلاح الهليكوبتر*.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here