(لا تقل لي ما يوحدك معي.. لكن قل لي ما يخفك مني)..

بسم الله الرحمن الرحيم

(لا تقل لي ما يوحدك معي.. لكن قل لي ما يخفك مني).. (واكبر الفتن.. ان نترك ما نختلف عليه)

ما صلى الشيعة والسنة (صلاة موحدة) الا وكان بعدها (الكارثة) من طرفيهما ضد بعضهما البعض.

كم يشبه اليوم البارحة.. لنجد (صلاة اصحاب الفتن).. يجتمعون اليوم.. كما اجتمعوا بالامس.. تحت عنوان (صلاة موحدة).. تحت شعار الفتنة الذي اتبعه السذج والجهلة.. هو (تعالون نتوحد على ما نختلف عليه.. ونترك ما نختلف عليه).. والذي صدر من (وكر الفتنة) الازهر المصري.. في وقت من ملئ قلب الامام علي عليه وعلى البشرية السلام هم دعاة هذا الشعار.

فيأتون للامام علي ويقولون له بمعركة الجمل (نحن نصلي مع اتباع عائشة نفس الصلاة ونفس القبلة ونفس الكتاب ونفس النبي ونعبد نفس الاله هو الله.. فلماذا نحاربهم).. هكذا وبكل سهولة وسطحية.. فكرية يتحدثون مع الامام علي.. ويزيدون بان (طلحة والزبير وعائشة هم من اصحاب النبي وزوجة النبي).. فيؤكد الامام على ضرورة (معرفة الحق يعرف اهله.. لا يقاس الحق بالرجال ولكن يقاس الرجال بالحق).. وهم لا يدركون (بان الباطل يكمن بما نختلف عليه وليس على ما نتوحد عليه).. وهذا ما يتطلب طرح كل ما نختلف عليه على الطاولة.. ولا نضع رؤوسنا بالرمال..

فسبب كل ماسينا هي دعاة الوحدة.. فنجد مثلا بيوم المولد النبوي ظهر شيعة وسنة يصلون معا بالاعظمية يذكروننا بنكسة العشرين عندما صلى ايضا شيعة وسنة بكل غباء معا.. ليتم خداع الشيعة لاحداث نكسة العشرين، ليستلم بعدها السنة الحكم.. بطشا بالشيعة.. وكما حصل بعد عام 2003 عندما صلى اتباع الفتنة (بالاعظمية بين اتباع مقتدى الصدر وحارث الضاري) جناحي الحرب الطائفية وقتل الشيعة والسنة صكا وذبحا.. (جيش مهدي.. والقاعدة التي وصفها القاعدة هو منها وهي منه).. الذين بعد هذه الصلاة بزيفها.. حصلت حرب طائفية بشعة..

مختصر القول على المكون الشيعي والمكون الكوردي والمكون السني العربي.. ان يطرحون ما يخافون منهم من بعضهم البعض على بعضهم البعض.. ليعرف كل طرف الحقائق كما هي.. ولا يتم تشويهها.. وليتم معالجتها والتعايش السلمي بعدها.. بعد حلها بصورة جذريه وواقعية.. فكما ان الكورد ارادوا ان يطمئنون انفسهم من شرور الاخرين.. فاسسوا اقليم فدرالي لهم.. كذلك على المكونات الاخرى ان تطرح مخاوفها وان تطرح الحلول بالنسبة لهم بصورة متحضرة.

فالشيعي يتخوف من عودة حكم السنة والبعث.. ومن زحف سني مسلح عشائري مجددا عليهم كما حصل بعد احداث الموصل عام 2011.. ومن التفجيرات والمفخخات والعمليات الانتحارية التي يقوم بها المسلحين السنة وانتحارييهم وحاوضنهم السنية.. ومن مخاطر الزحف السني الجغرافي من ما يطرح السنة من مصطلح (المحافظات السنية الستة) التي تشمل محافظات ومناطق شيعية يريد السنة ابتلاعها وعدم اعدادتها للشيعة.. وكذلك مخاوف من حرمان الشيعة العرب من حقهم من دول لهم بالمنطقة.. ومنها من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى.. (الاقليم الواسع الشيعي العربي) بمنطقة العراق..

ومن جهة ثانية ايضا يتخوف الشيعة من استمرار الفساد المالي والاداري وسوء الخدمات والوضع الامني المزري الذي تتسبب به (الاحزاب الاسلامية المحسوبة شيعيا الموالية لايران تحديدا).. ويتخوفون من حرب شيعية شيعية سببها (مليشة الحشد وفصائلها) لتصارعها على النفوذ والكعكة والسيطرة والاموال.. ويتخوفون من (هيمنة ايران المستمرة على جميع مفاصلهم بوسط وجنوب) على حساب مصالح شيعة منطقة العراق.. وكذلك مخاوف من مليشة الحشد وولاءها لايران والذي يجهر زعماء مليشة الحشد بولاءهم لزعماء ايران ونظامها الحاكم..

والسنة يتخوفون من تهميشهم.. وفقدانهم الحكم على مناطقهم، ومن الاحتلال الايراني اليوم ومن مليشيات الحشد، ومن عودة الحرب الطائفية، ومن فقدانهم الامل للعودة للحكم المطلق على العراق من بغداد، واستمرار نزوحهم المليوني وعدم وجود الاموال اللازمة لعودتهم. وفساد سياسييهم ومحافظيهم الذين يستنزفون ثرواتهم.. ومن العراقيل ا مام قيام اقليم للسنة العرب بالغربية.. واخرين يتخوفون من حرمانهم من حقهم بانضمام المثلث السني لمناطق السنة العرب بسوريا لتاسيس اقليم سني عربي كبير.. وهذا بعض من فيض..

والكورد يتخوفون من فقدانهم المناطق المتنازع عليها وكركوك، ومن مخاطر عودة حكم المركز على اربيل وعودة المذابح والحروب الاهلية ضد الاكراد.. ومن فقدانهم الرواتب لموظفيها، ومن هيمنة احزاب كوردية فاسدة واصنام سياسية تتربع على الكراسي بكوردستان وهم مجرد عوائل تمارس الطغيان على الشارع الكوردي.. وكذلك يتخوف الكورد من فقدانهم الامتيازات التي كانوا يمتعون بها بالسنوات الماضية .. ومن فقدانهم حلم الدولة الكوردية.. وهذا كله بعض من فيض..

وكذلك هناك مخاوف للتركمان والمسيحيين واليزيديين والشبك وغيرهم.. يجب ان يطرحون مخاوفهم للراي العام وان تقام ندوات ومؤتمرات بخصوص ذلك.. وان تكون هناك شجاعة للحل.. ولا يتم الضحك على الذقون تحت شعارات الوحدة الزائفة، القسرية..

فتعالوا لا نبحث عن ما يوحدنا.. بل ما يحفظ بعضنا من شرور البعض الاخر.. فكل ما يدعى انه يوحدنا في الحقيقة هو سراب يحسبه الضمأن ماءاً.

………….

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here