عندما تكون في السلطة .. وعندما تكون خارجها

محمد الشجيري

عندما تكون خارج السلطة تنادي بالديمقراطية كنظام حكم، تنادي بالحقوق والحريات واحترام الرأي والرأي الاخر ، تنادي بالعدالة الاجتماعية وضرورة ان يكون لكل فرد مسكن ووظيفة ومصدر دخل وتأمين صحي كنوع من انواع الرفاهية الاجتماعية، عندما تكون خارج السلطة تدافع عن حرية الناس في المعتقد والتعبير وتنادي بحرية الاعلام وتطلب من السلطات حماية هذه الحريات وبشدة، عندما تكون خارج السلطة تؤمن بحرية الافراد والشعوب في اختيار شكل النظام الذي يحكمهم وتدعم حرية الشعوب في الاستقلال تحقيقا لاحلاما تسكن عقولهم ووجدانهم.

اما وانت في داخل السلطة وقد قبضت على مقاليد الامور وآلت اليك جميع الاحداث واصبحت المحرك الرئيس لها فانت انسان وشخص اخر ، فلقدت نسيت المباديء والقيم التي تربيت عليها واصبح الايمان بالحقوق والحريات شيء من الماضي لا بل اصبحت تنظر لمن يطالب بتلك الامور عدو وجاهل سياسيا وفوضوي وثرثار اعلامي، اما وانت في السلطة فقد ضربت المباديء التي تنادي بالعدالة الاجتماعية عرض الحائط فرحت تنعم بالاموال والعطايا والهبات على حاشيتك المتكونة من ابناء العائلة والعشيرة ورفاق الدرب كيف لا والخزينة اصبحت بيدك وانت حر التصرف فيها فاصبحت اموال الفقراء من الايتام والارامل والعجزة جزء من حياة ولقمة الحاشية وليذهب هؤلاء الحشرات الى الجحيم فالمزابل بانتظارهم وهم يستحقونها لانهم يصفقون دوما لكل مستبد.

اما وانت في السلطة فقد اصبحت دكتاتورا ومستبدا في رأيك فلا صوت يعلو على صوتك وتدعي كذبا وزورا ان الدستور والقوانين هي المعول عليها في بناء الدولة ونموها وتقف حجر عثرة في طموح الجميع لقيام دولة عادلة ومتطورة.

اذن هي الازدواجية التي تسكن العقول والنفوس وهي ايضا بهرجة السلطة وامتيازاتها تجعل الانسان الشرقي ينادي بما هو لا يؤمن به وان آمن فان ايمانه ضعيف مصلحي وقتي ريثما يتم الاجهاز على الفريسة عكس المواطن الغربي فالسلطة التي يتسلمها تزيده متاعب متاعب الحرص على احترام القانون وتسيير امور الدولة وفق القوانين التي وضعها من آمن بها ايمان حقيقي وجعل تطبيقها على ارض الواقع حقيقة ماثلة للعيان وان كان هناك انتهاك او تجاوز او تقصير فهو من الندرة التي جبلت عليها قدرة البشر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here