ما يمكن كتابته في سطر يجب أن لا يكتب في سطرين .!.

بقلم : د . خالد القره غولي ..
(( الصحافة العراقية )) اليوم تجاوزت ذاتها من ناحية المستوى والتقنية واعتبر أن زيادة إصدارات الصحف والمجلات في صالح هذه الصحافة والذي أستطيع أن أؤكده أن الفجوة كانت كبيرة جداً لصالح الصحافة اليوم مقارنة بالصحافة منذ أكثر من ثلاثين عاماً لأن الأداء المهني اليوم تطور بشكل كبير بسبب تقدم وقيام تكنولوجيا المعلومات وتطوير الأجهزة الإعلامية والإرسالية وانتشار الفضائيات فصحافتنا كانت قديما فيها المساحات التي تستطيع أن يعبر فيها الصحفي عن واقعها المرير , أما الآن فالوضع انعكس وتفوقت الصحافة على ذاتها وهذا لا يعني إننا لسنا مهمومين بمعطيات أصحاب هذه المهنة المقدسة لأن العمل الصحفي في عراقنا الجديد يكشف الفراغات الصعبة في حجم جريمة دخلت للعراق للتو اسمها اللامبالاة , عذرا أقولها للأسف وأكرر للأسف إن البعض من الزملاء لم يؤد الرسالة الإعلامية بالشكل المطلوب فالمجاملة والمحاباة والتنظير للآخر والتسابق والإسراع في الوصول أولا للجلوس في ديوان المسؤول وتقديم الولاء والطاعة أولا على حساب المهنية الصحفية والإعلامية لازالت بين أسطر الصحافة العراقية. فالصحفي الناجح من يملك الشجاعة لا يخجل من الاعتراف بسلبيات المسؤول والإداري من وهب البصيرة لا ينظر تحت قدميه ولا ينتشي بالإيجابيات المؤقتة , بل يبحث دوما في مهنة المتاعب عن الأفضل والأحسن ومن يسع للنجاح يرفض دفن رأسه في الرمال يواجه النفس ينتقد الذات ولا يخشى في الله لومة لائم , عندما نقول من يولد ليزحف لا يستطيع الطيران دوماً لكن هنا ما نؤكده قد يثير حفيظة البعض من الزملاء لكن في النهاية يجب علينا كشف الحقائق والرسائل الإعلامية الأخلاقية لصاحبة الجلالة ونطالب بإيجاد طرق جديدة لإعادة الهيبة والفخر للصحافة العراقية الوطنية كافة وعندما نبدأ في الكتابة أولا عن واقعنا المرير والمريض لكافة مفاصل العراق , هنا لابد من التوقف عند حقيقة ثابتة ومزعجة للبعض أن الصحافة العراقية عرفا ما يمكن كتابته في سطر يجب أن لا يكتب في سطرين هذا العرف ابتدعه كتابنا الأوائل وأساتذتنا الأفاضل , وهنا لا يمكن حصر هؤلاء لكن أكرر مع الأسف الشديد أن الصحافة العراقية اليوم لم تضمد جرحها والبعض من الزملاء يرى أن الكم والكيف يفرز إنجازا والبعض الآخر يرى أن الإنجاز هو الذي يفرض نفسه على الساحة كما وكيفما وأن الاهتمام عندنا الإنجازات المادية التي تتحقق. سؤال كبير ولكنه لم يكن محيراً رغم حالة الفرح والنشوة التي يشعر بها البعض من الزملاء عندما يقبض بالدولار وهم يغادرون بصحبة المسؤولين إلى دول الجوار من خلال المتابعة والتنظير والكتابة الملونة ما يجري على الساحة العراقية بالمقلوب وكيف تجرد البعض عن هذه الرسالة الإنسانية وأخذ البعض يبيع نفسه لكل من هب ودب , كانت إجاباتنا واضحة إمام مجلس إدارة نقابة الصحافيين العراقيين وحجم المسؤولية الملقاة على نقابتنا وما حققته من مكاسب معنوية وماديه لفقراء هذه المهنة في بلدي اليوم كم أتمنى لو يفاجئني أحد زملائي الأعزاء من الصحافيين بذات السؤال قبل الحكم عليه إلى السادة المسؤولين في الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق بعد الاحتلال الغاشم وما تحقق للصحافة في العراق خلال السنوات ( 14 ) الماضية , والسؤال يطرح نفسه الآن أين حقوق شهداء الصحافة العراقية , والى متى تأخذ حقوق الصحفيين الكبار ومع أسفي الشديد وتعطيها للصغار , سيقذف عدد من المسؤولين العراقيين الاتهامات الباطلة ضد الناطقين بالحق وهناك حكمة أؤمن بها إذا كانت في فمك كلمة حلوة قلها على الفور حتى لا تفقد حلاوتها , وإذا كانت في فمك كلمة مرة فأجلها إلى الغد حتى تفقد مرارتها , والله من وراء القصد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here