مُحمدٌ, مُدعيٌ وكذاب

حسين نعمة الكرعاوي

ذلك الغار البسيط, وذلك الوحي العميق, وتلك الرسالة الإسلامية الواعية, أُطلقت من أعنان السماء, لتجد مُستقرها بين وحي ذلك الراعي الفقير, الذي لطالما كان يتساءل عن هذا الملكوت, وهذا الخلقِ العظيم, والقدرة الالهية على خلق كونٍ لا ينتقص لشيء, وجد ظالته في همساتٍ بريئة التكوين, متواضعةِ المغزى, تُعبر عن أفكار ذلك الشخص الشارد التفكير, بما خلق الله وأبدع, ويتساءل عن بدايات هذا الكون ونهاياته, فكيف لإرادة السماء أن تختار شخصٍ بهذه الأمكانيات البسيطة, والتي لا تملك مستقرًا واضح البصيرةِ لأفكاره العميقة, ذلكَ المساء, وتلك الوهلةُ التي خُلقت لمحمد, ولم تكُن لغيره, فلم يظل جبرائيل الطريق طويلاً, حتى وجد غار حراء, أو بالاحرى غار مُحمدٍ مستقر له, ليبعث تلك الرسالة الروحية, وذلك الدين المتكامل, في شخصٍ لا ينتقص إلا لعمقِ تلك الرسالة, لينطلق في بثها, فالأمكانيات كانت مزروعة مُنذ الصغر, ليتم أستثمارها في الكِبر.

أقرأ, كأنت أول كلمة تبدأ مسيرة ذلك الكتاب العظيم, دستور القرأن, أم دستور الله المحمدي, كانت أول كلمةٍ تقفُ بالضد من الجهلِ والكُفرِ ولغة الظلال, كانت أول سيفٍ يُرفع بوجه كفارِ قُريش, فكانت سلاح الدين, وسلاح الحق, ورسالة الأيمان, بخالق السماوت والأرض, ولم يُقصر حاملُ تلك الرسالة في أيصالها, فكان خير ممثل لتلك الرسالة السماوية, وخير مقاتل في سبيل ذلك الحق الذي يكمنُ في داخلِ تلك الرسالة, فقاد مسيرة الأصلاح, ضد من لا يفقه لغة الأصلاح بشيء, علم الأنسان ما لم يعلم, علمه التضحيات التي لا يُمكن أن تكون هجرته الى يثرب إلا أعمق رسالة ومثال لتلك التضحية الجليلة, علمهم الجهاد في سبيل الله ونصرتهِ, فكان للشجاعةِ مثالٌ يُحتذى بهِ كالمسلمين, حمل شعار المظلومين ضد من لا من لا يعرفون غير لغةِ الظلم والطغيان, نصر البشرية, فعلمهم الأنسانية.

محمد مدعي وكذاب, لم تكن مجرد حروفٍ من هند, ولكنها كانت رسالة عميقة لأتباع الطرفين, فأتباع محمد أزدادوا أيماناً بهِ يوماً بعد يوم, وأتباعُ هندِ أكلة الأكباد, بقيوا الى يومنا هذا, يستهدفون كل من يحمل شعار محمد, لأن الأساس الذي نشأوا عليه, يحز في نفوسهم, والأنتصار الأول كان كبيرًا بعض الشيء على تحملهم, ولكن مهما حاولت تِلكَ الجيوش المحاربة للغة الحق من الطغيان عليه, يبقى الحق حقٌ والباطل باطل, ويبقى أتباعُ محمد شجعانً ولا يهابون من أحفاد من خلت بشرفها, وأموالها وكل ما تملك, لكي تقتل من كان يُحرق دمها أنتصارتهِ وأفعاله, ولأن لغة الأيمان بالدين, والتضحية من أجل الحق, أعمق بكثير من لغة السيوف والباطل, ستبقى رايتها مرفوعةٌ كتلك الراية الحسينية خفاقةٌ فوق كل منزلً حسيني, ولا تُحمل الأ بيد مصلحها وناصر زمانها .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here