هجوم في داقوق يكشف النقاب عن تنظيم جديد بديل لداعش

بغداد/ وائل نعمة

تنذر المعطيات الأمنية في كركوك من بروز جماعة إرهابية تستعد لأن تكون بديلا عن تنظيم داعش، الذي تم طرده من آخر معاقله في المحافظة مطلع تشرين الاول الماضي.وتشير بعض الخروق التي شهدتها مدينة طوزخورماتو التركمانية، مؤخرا، الى وجود تنظيم يطلق على نفسه (الرايات البيضاء) او (السفيانيين). وتتبنى الجماعة أفكار وأساليب تنظيم داعش، لكنها لم تسجل عملية انتحارية باسمها حتى الآن.
ويرصد مسؤولون ومراقبون التباساً في مكان وتوقيت ظهور (جماعة السفيانيين) التي يعتقد أنها تشكلت من بقايا داعش الهاربين من الحويجة.
فقد برزت المجموعة في مناطق الصراع الواقعة بين بغداد وإقليم كردستان، وفي وقت تقترب فيه الحكومة الاتحادية من الاعلان رسمياً عن هزيمة داعش.
وجرى الاشتباك الاول بين (الرايات البيضاء) مع فصائل من الحشد الشعبي في مناطق تضم نازحين من العرب السنة بالاضافة الى نازحين كرد فروا مؤخرا من طوزخرماتو.
هذه المعطيات دفعت بعض الجهات الى الاعتقاد بأن ما حدث في تلك القرى هو رد فعل من بعض النازحين على الاحداث التي شهدتها مدينة الطوز، التي أدت إلى إحراق مئات المنازل والمحال التجارية.
لكنّ أطرافا كردية تعزو ما يحدث هناك الى محاولات “استفزازية” ضد أهالي تلك المناطق لإفراغها من الكرد، عن طريق عناصر مسيئة داخل الحشد.وانتشرت القوات الاتحادية وفصائل من الحشد الشعبي، في منتصف تشرين الاول الماضي، داخل مدينة الطوز ثم دخلت الى مركز كركوك.
وأدت عملية الانتشار الى هروب نحو 100 ألف شخص من مناطق كركوك الى إقليم كردستان. وشهدت مدينة الطوز اشتباكات بين فصائل من الحشد التركماني وأطراف كردية.

بديل لداعش!
وشهدت كركوك، مساء الاربعاء الماضي، قتل 3 من منتسبي الحشد وإصابة 7 آخرين، خلال اشتباك مسلح مع جهة مجهولة في جنوب شرق داقوق، بحسب نجاة حسين العضو التركماني في مجلس محافظة كركوك.
ويقول حسين، في تصريح لـ(المدى) أمس، إن “قوة من الحشد وقعت في كمين بمنطقة تسمى جنبور، قرب مواقع التماس بين القوات الاتحادية والبيشمركة، وقامت بالاتصال مع فصائل أخرى من حشد طوز خرماتو الذي جاء مع قوة من الجيش”.
وأضاف المسؤول التركماني إن “القوة التي جاءت وقعت في كمين هي الاخرى، وتسبب ذلك بسقوط شهداء وجرحى”. وأكد أن “الجهة المسلحة المجهولة فرت بعد ذلك الى الجبال”.وينفي حسين، وهو أمين تيار الحكمة في كركوك، علمه بهوية المسلحين. لكنه يؤكد ان جهات في طوزخرماتو، تتحدث عن تشكيل إرهابي جديد يسمى الرايات البيضاء او السفيانيين، ينشط في مناطق قرب داقوق.
لكنّ محمد مهدي البياتي، قائد تنظيم الشمال في منظمة بدر ووزير حقوق الإنسان السابق، يتحدث عن امتلاكه معلومات ان “الرايات البيضاء لديها معسكرات في تلك المواقع وبنفس أساليب داعش”.
واضاف البياتي، في اتصال مع (المدى) امس، ان “تلك المجموعة هي من بقايا تنظيم داعش، وقد استغلت التوترات الاخيرة التي حدثت في كركوك لكي تهدد المحافظة وديالى ايضا”.
ويشير الوزير السابق الى “وجود شواهد وعمليات مسلحة تؤكد وجود تلك المجموعة التي يرتدي عناصرها اللثام، وتتبنى التكفير شأنها شأن داعش، لكنها لم ترسل انتحاريين حتى الآن”.

حرق المنازل
وإثر انتشار القوات الاتحادية، شهدت بعض مدن كركوك حالة من الفوضى وعدم الوضوح، بحسب مسؤول محلي.
ويؤكد المسؤول، الذي صرّح لـ(المدى) شرط عدم الكشف عن هويته، ان “كركوك تشهد عمليات قتل وتسليب للمنازل في وضح النهار، وفيها عدد غير معروف من التشكيلات المسلحة”.
وأكد المسؤول المحلي ان “الحكومة في بغداد مغيبة عن الوضع في كركوك، وتستمع الى آراء غير منصفة”، محذراً من “انفجار الوضع في المحافظة”.
على الصعيد ذاته، يقول شوان الداودي، النائب الكردي عن كركوك، إن المحافظة “تضم أنواع المسلحين والمتطوعين غير المنضوين في الحشد الشعبي، بالاضافة الى بقايا داعش”.
وأكد الداودي، في اتصال مع (المدى) امس، ان “كركوك كانت تضم 3 آلاف داعشي قبل تحريرها في تشرين الاول الماضي، فيما عثرت القوات على 800- 1000 جثة مسلح”.
ويعتقد النائب الكردي هروب عناصر داعش المتبقين الى مناطق محيط كركوك، مشيرا الى تحذيرات حكومية من وجود مسلحين في مستنقعات الحويجة.
وكانت الاشتباكات الاخيرة قد حدثت في قرى تضم نازحين من الطوز، وآخرين من العرب السُنة، نزحوا منذ 3 سنوات من مناطق سليمان بيك، شرق تكريت.
ويكشف الداودي، وهو عضو في الاتحاد الوطني الكردستاني، عن نزوح 50 الف كردي حتى الآن من الطوز، بعد تفجير 400 منزل وحرق ألف محل تجاري يمتلكها مواطنون كرد.
وبحسب الأمم المتحدة فمنذ 16 تشرين الأول فرّ 35 ألف مدني من مدينة طوزخورماتو. وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت القوات العراقية بمهاجمة مدنيين كرد بطريقة عشوائية. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من افتعال حرائق وعمليات نهب في المدينة.
ويرى النائب شوان الداودي ان “ما يحدث في داقوق هو عملية إفراغ للكرد والسُنة كما حدث في طوزخرماتو، ورفض عودة سكان سليمان بيك، التي تحررت منذ أكثر من عامين”.
وتحدث الداودي عن “اعتداءات بالرمانات اليدوية وبالرصاص على المنازل والشباب الكرد في المقاهي بشكل يومي”.
وكان البرلمان قد شكل، الاربعاء الماضي، لجنة تحقيقية بخصوص أحداث قضاء طوزخورماتو، تضم أعضاء كرداً وعرباً وتركماناً.
ويقول المسؤول المحلي في كركوك، الذي تحفظ على نشر اسمه، ان “المحال التجارية بالطوز التي كتب عليها تركماني سلمت من الحرق، فيما التي تحمل عبارة كردي التهمتها النيران”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here