الكَلامُ المُباح (151) الشعب يريد اسقاط الفساد

لم يكن بدونَ معنى ترحيبَ عموم ابناء الشعب العراقي بتصريحات السيد رئيس مجلس الوزراء بشأن نيته محاربة الفساد، والتي دعت العديد من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنيً إلى تحويلها من تصريحات إلى إجراءات ملموسة. فهناك ايمان عميق ناتج عن المرارات المتراكمة ومعاناة ابناء الشعب طوال السنين العجاف للحكومات المتعاقبة منذ سقوط الصنم ، بأن الفساد هو أحد النتائج الخطيرة لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية وانه تحول الى منظومة سرطانية شلت اجهزة الدولة وافقدتها هييبتها . ومن هنا فان المراقبين يحذرون من ان القوى السياسية المتنفذة والمتهمة بالفشل في قيادة البلاد تسعى لتكريس هيمنها داخل الدولة باشكال ومناورات مختلفة ، لانها تصطدم بالرفض الشعبي وان بعضا من رموزها متهمون بالفساد . من هنا ايضا فأن القوى الوطنية الديمقراطية ، التي تدرك بأن محاربة الفساد عملية شاقة ولا تقل اهمية عن محاربة الارهاب، تدعو وتعمل لتوحيد صفوف القوى الديمقراطية الداعية لبناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة ،واستنهاض ابناء الشعب لاجل ايجاد البديل الكفيل بانجاز التغيير المنشود.

حين وصلت بيت صدّيقي الصَدّوق أَبُو سُكينْة، وجدت ان الجميع منشغلون في التعليق على ما تناقلته وكالات الانباء عن اقدام مسؤول عسكري صيني كبير متهم بالفساد ، على الانتحار شنقا في بيته ، مع البدء بالتحقيق معه عن علاقته بمسؤولين اخرين سقطوا بسبب الفساد، اثر اطلاق الرئيس الصيني حملته المناهضة للفساد قبل اعوام وتشديده عليها في المؤتمرات الاخيرة .

قالت سُكينْة مازحة : هل تريدون ان نوزع حبالا للفاسدين في العراق، هذا معناه سنخلق ازمة حبال.

ضحك الجميع وقال جَلِيل: العراق للاسف دائما يحتل ذيل القائمة في القوائم التي تصدرها
منظمة الشفافية الدولية ، وان الكتل المتنفذة رغم كل ما جرى لا تزال تتصارع على مواقع النفوذ والثروة .

قالت ابو جَلِيل: ما اختلفنا نصير بالذيل ، بالجانب اريد اعرف فلوس العراق المنهوبة بيها مجال ترجع لنا بطريقة ما ؟ وهاي الحملة على الفساد ممكن تجيب نتيجة مع الحيتان الصلفة ؟

تنحنح أَبُو سُكينْة وقال : ترجع الفلوس المنهوبة اذا تغيرت عقلية الناس وخلصنا من الحيتان ، ومن امثال هذا الذي راح للخطاط وطلب منه ان يخط له لافتة يكتب بيها (محاربة الفساد واجب ديني ووطني)، والخطاط قال له هذه اللافتة تكلف عشرين الف ، فقال له ولا يهمك بسيطة ، بس اكتب لي بعدين وصل بستين الف !

يوسف أبو الفوز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here