دقيقة واحدة فقط من الرياضة تفعل الأعاجيب لصحة الإنسان

 ترجمة / أحمد الزبيدي

دقيقة واحدة فقط من التمارين الرياضية المُكثّفة تفعل الأعاجيب لصحة الإنسان

إن ممارسة الرياضة أمر مهم لصحتنا، و لا يخفى على إحدى الفوائد الجمّة التي من الممكن أن نحصل عليها جراء ممارستها، وفي جميع المجالات النفسية مثل التخلص من التوتر و القلق، و الجسدية العلاجية مثل خفض نسبة الكولسترول والسكر في الدم، و الوقائية مثل تنشيط و تفعيل جهاز المناعة، و لكن السؤال الذي قد يحيّرنا، ما هي المدة التي يجب أن نقضيها في ممارسة الرياضة؟

انشغلت وسائل الإعلام. في العالم ببرنامج ممارسة التمارين الرياضية الذي أعلن عنه مؤخراً وهو النظام المعروف بأسم “تمارين رياضية مدتها دقيقة واحدة”. و يبدو الأمر غير قابل للتصديق، فهل أن ممارسة : “دقيقة واحدة من التمارين الرياضية المكثّفة يمكن أن يكون اكثر فائدة لصحتنا من ممارسة 30 إلى 60 دقيقة من التمارين الرياضية معتدلة الكثافة “.
ولكن هل هذا مجرد نوع آخر من تلك البرامج التي لا تصمد أمام الزمن، أم أن هناك بعض الأدلة العلمية التي تدعمه ؟ وربما السؤال الأهم من ذلك كله، هل ينبغي لنا جميعاً أن نفعل ذلك؟
ينبغي لنا جميعاً أن نمارسه بانتظام، ولا شك في ذلك. ولكن ممارسة الرياضة سلوك معقّد للغاية، والعمل على “أفضل” ممارسة للتمارين الرياضية من اجل تحسين الصحة يشكل تحدياً. ذلك يعتمد على ما تحاول تحقيقه. على سبيل المثال، قد يكون برنامج التمارين الرياضية المثلى للذين يعانون من انخفاض ضغط الدم مختلفاً جداً عن برنامج التمارين المثلى لزيادة اللياقة البدنية لمرضى القلب أو لمن يرغبون في فقدان الوزن.
وتعتمد المبادئ التوجيهية للصحة العامة الخاصة بالتمارين الرياضية على نهج “مقاس واحد يناسب الجميع”. فمن المستحسن أن نمضي ما لا يقل عن 30 دقيقة من ممارسة تمارين رياضية معتدلة الكثافة في معظم أيام الأسبوع. انها مسألة بسيطة و تقوم على أدلة علمية جيدة.
والمشكلة هي أنه ليس هناك عدد كافٍ من الأشخاص يقوم بذلك على أساس منتظم، فهناك عامل واحد يشترك فيه كثير من الناس وهو ضيق الوقت.
والبرنامج الجديد لممارسة تمارين رياضية عالية الكثافة هي الحل المحتمل. فمن خلال زيادة شدة التمرين وأداء ذلك على فترات قصيرة تتخللها فترات من الراحة، فإن ذلك قد يقلل من مقدار الوقت الذي نحتاجه لممارسة التمارين الرياضية.
وأساس عمل هذا البرنامج هو بذل جهود مكثفة قصيرة بأقصى قدر من الجهد وبشكل “شامل “.. وقد درس علماء التمرينات الرياضية هذا البرنامج لفترة من الوقت و يتضمن مجموعة من التمارين الكلاسيكية تستغرق “30 ثانية ” مع وجود أربع دقائق من الراحة بين كل واحدة منها.
وأفادت إحدى الدراسات التي أجريت حول هذا البرنامج، بأنه بعد ست جلسات فقط من التمرين والتي امتدت لأكثر من أسبوعين تضاعف عدد المشاركين فيه، وتظهر الدراسات الحديثة، أن هذا البرنامج يمكن أن يساعد أيضاً في خفض ضغط الدم، والحد من مستويات السكر في الدم، وتحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية. وكل هذه عوامل مهمة لغرض الحد من خطر الاصابة بالأمراض، المشكلة أن هذا البرنامج مكثّف للغاية وربما لا يمثل خياراً عملياً بالنسبة لمعظم الأفراد. كما أنه ليس فعّالاً جدا من ناحية الوقت. بسبب فترات الراحة التي تتخلله، وانه يستلزم تمضية حوالي 30 دقيقة في الدورة الواحدة ، وبذلك فهو لا يختلف عن المبادئ التوجيهية لممارسة التمارين الرياضية المعتدلة.
لكن احدى الدراسات التي قام بها باحثون من جامعة ماكماستر في كندا أظهرت من أن برنامجاً مماثلاً (مع ثلاثة سباقات سرعة أمدها 20 ثانية) قد ساهم في خفض مستويات ضغط الدم لدى المشاركين. و هذه التحسينات مشابهة لنتائج ممارسة برامج التمارين الرياضية المعتدلة الشدّة التي تستغرق خمسين دقيقة – أي دقيقة واحدة من التمرينات المكثفة التي تفصلها فترات راحة تتراوح بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق أعطت نتائج مماثلة إلى 50 دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة.
والنتيجة هي أن جلسة التمرين يمكن أن تفيد الصحة في أقل من 10 دقائق.
لكن هناك بعض التحذيرات. فالدراسات التي أجريت حتى الآن حول هذا الموضوع قليلة العدد، وصغيرة الحجم، ولا تقيس سوى حفنة من المؤشرات الصحية المهمة. وقد تميل الدراسات أيضاً إلى أن تنصح بممارسة ركوب الدراجات، وبالتالي فإن الوصول إلى هذه المعدات هي مشكلة تحتاج إلى معالجة.و ليس هناك شك في أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط الجسدي المعتدل أسبوعياً أو 75 دقيقة من التمارين الرياضية المكثفة لخفض احتمال الموت المبكر.
لكن لا إجماع بين الخبراء حول وتيرة هذا النشاط وحول ضرورة أن يكون يومياً أو مجمعاً في يوم واحد أو يومين.

عن سبيكتاتور

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here