رفض عربي صريح للسياسة الايرانية تجاه المنطقة

سعاد عزيز
التأزم السعودي ـ الايراني، والذي يراه بعض من المراقبين و المحللين السياسيين على إنه صراع بين الدولتين للعديد من الاسباب و الدوافع المختلفة، لکن هناك ثمة أمور و مسلمات يجب أخذها بنظر الاعتبار عندما نسعى من أجل تسليط الضوء على هذا الصراع و الاسباب و الدوافع التي قادت و تقود إليه.
الدور السعودي و بحسب ما کان معروفا عنه طوال العقود الماضية إتسم دائما بالکثير من التحفظ و النفس الطويل و سعة الصدر و کان يسعى على الدوام من أجل إمساك العصا من الوسط، وإن دخوله الى حلى الصراع و المواجهة و تحديدا مع إيران، لايمکن عزله و فصله أبدا عن المخططات الايرانية في المنطقة و التي تسعى للعمل من أجل مشروع سياسي واضح المعالم خصوصا بعد أن تمکنت طهران و من خلال تدخلاتها و دورها الملفت للنظر في العراق من أن تفتح طريقا لها يربطها بالبحر الابيض المتوسط عبر العراق و سوريا و وصولا الى لبنان، والبلدان الثلاثة کما نعرف تخضع للنفوذ الايراني، والاهم من ذلك إن النفوذ و الدور الايراني في المنطقة بعد أن وصل الى اليمن أي قاب قوسين أو أدنى من السعودية التي کما يبدو لو نجحت طهران في إخضاع اليمن کاملا لنفوذها فإن السعودية ستصبح بين کماشتين إيرانتين، وهو الامر الذي ليس لم تتقبله السعودية فقط وانما العالمين العربي و الاسلامي أيضا.
الدور الايراني المشبوه في المنطقة و الذي أثار و يثير الکثير من القلق و التوجس لخطورته على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة خصوصا بعد أن بات يستخدم اساليبا غير مألوفة من أجل زعزعة البناء الديموغرافي لمجتمعات و شعوب المنطقة کما رأينا و نرى في العراق و سوريا و اليمن و لبنان و کذلك السعي لنفس الامر في البحرين و السعودية و الکويت، ولعل الذي يدل على نفاذ الصبر السعودي و عدم تحمله المزيد، ليس فقط القيام بعملية”عاصفة الحزم” ضد التدخل الايراني في اليمن وانما تعداه الى القيام بتحالفات سياسية و أمنية عربية و اسلامية و دولية، ممايبدو واضحا إن السعودية صارت تأخذ التدخلات الايرانية بجدية أکبر من السابق، خصوصا بعد أن بات الشارع العربي کله يرفض بقوة التدخلات الايرانية و توسع النفوذ الايراني في المنطقة على حساب الامن القومي لبلدان المنطقة و سياداتها الوطنية.
الملاحظة المهمة التي يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار هي إن رفض سياسة التدخلات الايرانية في المنطقة لم يعد أمرا مقتصرا على بلدان المنطقة و العالم وانما على الشعب الايراني الذي صار يطلق شعارات صريحة خلال نشاطاته رافضا لتلك التدخلات و مطالبا بإنهائها و الاهتما عوضا ذلك بأوضاعه الوخيمة، کما إن المقاومة الايرانية من جانبها صارت تٶکد ولاسيما خلال الاشهر الاخيرة على رفض هذه التدخلات و مطالبة دول المنطقة و العالم على طرد الحرس الثوري من بلدان المنطقة بل وحتى المطالبة بإغلاق السفارات الايرانية في بلدان المنطقة لکونها وکما تٶکد المقاومة الايرانية أوکار لنشاطات تخريبية ضد بلدان المنطقة.
تصور الکثيرون من إن الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة و الذي بحث موضوع التدخلات الايرانية في المنطقة، من إنه بمثابة رفض عربي صريح للسياسة الايرانية تجاه المنطقة، ولکن هذا التصور ليس في محله أبدا ذلك إن الرفض الشعبي العربي و الاسلامي حتى قد سبقا هذا الاجتماع بفاصل زمني کبير، فقد سقط القناع الايراني ولم يعد بوسع طهران الاستمرار في عمليات الخداع و التمويه علب شعوب و بلدان المنطقة من خلال شعارات براقة و طنانة يتم في ظلالها تنفيذ مخططات مشبوهة!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here