محمد باقر الحكيم وعمار الحكيم درسا وطن …استاذا وتلميذ

علي هادي الركابي

لاشك بان كل تجارب دول العالم؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها ؛ تعتمد في سياقاتها العامة على تجارب مؤسسي وقادة تلك الدول ؛ من حيث نظرية بعد النظر الاستراتيجي؛ وتحقيق الاهداف التي تناضل من اجلها وتقدم القرابين من اجل تحقيق الهدف الكبير وهو انشاء الدولة العادلة .
ما حصل اخيرا في العراق ؛ من حدث سياسي كبير وهو خروج قائد كيان سياسي كبير منه وتركه ارث كبير يمتد لأكثر من 35 عاما؛ كان فيه اسمه كل متبنيات ذلك التأسيس ؛ الشهادة والجهاد والعلم ؛ وتأسيسيه لكيان اخر بدون حدوث اي ضجة او تخبط سياسي يرهق البلد؛ زيادة على ما يحدث من مشاكل كبيرة . اذن من اين استلهم الشاب عمار الحكيم الدرس؟ ومن هو استاذه في السياسة والاخلاق ؟؛ .
في عام 1980 هاجر السيد محمد باقر الحكيم بلده العراق ؛وهو وشقيقه السيد محمد مهدي الحكيم وهما من مؤسسي حزب الدعوة الاسلامية في اواخر عام 1957 بمعية كلا من ( الصدر الاول والاديب والعسكري واخرون لايتجاوزعددهم العشرة )؛ وفي بيت السيد محسن الحكيم بدأت الحركة الاسلامية في العراق وكان خطواتها الأولى ؛ دخل السيد الحكيم ايران وهو في نيته الاستمرار في العمل السياسي تحت هذا المسمى ؛ مع جمع باقي اركان المعارضة العراقية في ايران وسوريا ؛ استمر في عمله اكثر من سنتين في محاولة لجمع الشتات العراقي تحت هذا المسمى ؛ واجهته الكثير من الصعوبات في خارطة طريقه اهمها اختلافه مع عدد من الدعاة؛ اغلبهم من الخط الثاني وصعوبة التواصل معهم وتحقيق الاهداف ؛ فكان خلاف ( المرجعية الموضوعية ) ابرز سماتها ؛ وتشكيل افواج الجهاد وشرعية عملها ؛ دحل السيد محمد باقر الحكيم في نفق مظلم مع مرور الوقت وزيادة معاناة الشعب العراقي في المهجر ؛ فقرر قرارا جريئا جدا في تأسيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وجمع شتات المعارضة العراقية في الخارج ؛ وتأسيس افواج جهاد سميت فيما بعد بفيلق بدر؛ فقاد خطي السياسة والجهاد بنجاح كبير وطيلة اكثر من 22 عاما.
باعتقادي البسيط جدا ؛ وربطي للتاريخين وواقعتهما الكبيرتين ؛ ان السيد عمار الحكيم وكان في سن 12 عاما في تلك الواقعة ؛ قد اخذ الدرس وفهمه جيدا من عمه واستاذه الكبير ؛وكان شاهدا صغيرا على حرفية التعامل؛ عندما تنسد جميع الطرق التي تؤدي الى تحقيق الاهداف ؛ فقد اختلف مع القوم اللذين معهم اختلافا كبيرا جدا ؛ وصل الى حد القطيعة من البعض معه ؛ وكذلك اختلاف في الرؤى وتطبيق البرامج ؛ وربما اكبر من ذلك بكثير ؛ لا يمكنني الغوص به بعمق ؛ لكي لا يحدث الخدش في القلوب ؛ او ربما اختلاف يشبه اختلاف (المرجعية الموضوعية )في واقعة 1982 .
قرار السيد عمار الحكيم في تأسيس ( تيار الحكمة الوطني) يشبه كل شيء في تداعياته وطريقته في التأسيس؛ ما قام به اية الله السيد محمد باقر الحكيم ؛ فكلاهما قد ترك كل شيء في سبيل الهدف الكبير؛ الهدف الاسمى ؛ فكلاهما قد خرج رغم امتلاكهما كل المقومات لخروج الاخريين وبقاءهم وكذلك امتلاكهم …المرؤة ؛ وشيم الاصلاء والاخيار والنبلاء ….انها … بعد نظر قادة .. لا يمكن لأي احد امتلاك هذه الصفات …لأنها توهب من الله لا ولياءه فقط …ولأيمكن ان تكون لدى الشخص الا بتوفيق كبير وشاهدنا ما حصل للسيد محمد باقر الحكيم؛ عندما اختاره عليا (ع) ليكون له ضجيعا في قبره بعد 23 من الفراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here