وزير خارجية بريطانيا يزور إيران سعيا لإطلاق سراح مواطنة محتجزة

أجرى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون محادثات يوم السبت مع نظيره الإيراني ومسؤولين آخرين خلال زيارة لإيران يسعى خلالها لإطلاق سراح المواطنة البريطانية إيرانية الأصل نازانين زاغاري-راتكليف.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن جونسون تحدث ”بصراحة“ مع نظيره الإيراني جواد ظريف بشأن ”القضايا القنصلية لأصحاب الجنسية المزدوجة“ مثل نازانين زاغاري-راتكليف التي تقول بريطانيا إنها كانت في زيارة لعائلتها عندما اعتقلتها إيران وسجنتها بتهمة محاولة قلب نظام الحكم.

واكتسبت القضية أهمية سياسية في بريطانيا خاصة منذ أن قال جونسون الشهر الماضي إن زاغاري-راتكليف كانت تتولى تدريب صحفيين وهو ما نفته المؤسسة التي تعمل راتكليف لصالحها. واعتذر جونسون في وقت لاحق عن تلك التصريحات. وطالبه معارضوه بالاستقالة إذا تسببت تصريحاته في أن تقضي عاملة الإغاثة وقتا أطول في السجن.

وقال مسؤول بالخارجية البريطانية إن من المتوقع أن يجتمع جونسون مع الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأحد لبحث القضايا الثنائية والإقليمية.

والزيارة هي الثالثة التي يقوم بها وزير خارجية بريطاني لإيران خلال الأربعة عشر عاما الأخيرة.

وقال مكتب جونسون إن المحادثات مع ظريف كانت ”بناءة“ رغم الخلافات بين البلدين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية في بيان ”تحدث الاثنان بصراحة عن العقبات التي تقف أمام العلاقات بما في ذلك مخاوف وزير الخارجية إزاء القضايا القنصلية لأصحاب الجنسية المزدوجة البريطانية والإيرانية“.

وتأتي الزيارة وسط تصاعد حدة التوتر على الساحة الثنائية والإقليمية والتطورات في المنطقة. وقالت المتحدثة إن جونسون أكد على دعم بريطانيا لاتفاق إيران النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015.

ولم تُرفع العقوبات الدولية عن إيران إلا مؤخرا في إطار الاتفاق وهو معرض للخطر الآن بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم التصديق على امتثال طهران لبنوده.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن جونسون التقى أيضا مع علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس البرلمان علي لاريجاني في أول يوم من زيارته التي تستغرق يومين.

ولم يذكر بيان وزارة الخارجية البريطانية زاغاري-راتكليف بالاسم رغم أن جونسون تعهد بألا يترك ”بابا إلا وطرقه“ من أجل إطلاق سراحها.

وأدانت محكمة إيرانية زاغاري-راتكليف وهي مديرة مشروع بمؤسسة تومسون رويترز بالتآمر للإطاحة بالمؤسسة الدينية وقضت بسجنها لمدة خمس سنوات. لكن زاغاري-راتكليف تنفي الاتهام.

وزاغاري-راتكليف ليست الحالة الوحيدة من مزدوجي الجنسية المحتجزين في إيران لكن قضيتها تحظى بالاهتمام الأكبر.

وقالت مؤسسة تومسون رويترز، وهي مؤسسة خيرية مستقلة عن شركة تومسون رويترز ووكالة رويترز للأنباء، إن زاغاري-راتكليف كانت تقضي عطلة ولم تكن تُدرب على الصحافة في إيران.

وقال ريتشارد زوج زاغاري-راتكليف إنه تم إبلاغها بأنها ستمثل أمام المحكمة في العاشر من ديسمبر كانون الأول.

وستختبر الزيارة قدرة جونسون على الخوض في مشهد سياسي مليء بالشراك المحتملة.

وتحولت إيران إلى كيان مارق في نظر معظم دول الغرب والكثير من جيرانها في الشرق الأوسط منذ الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979.

وعبرت بريطانيا عن دعمها المستمر للاتفاق النووي لكنها أيضا واحدة من عدة قوى غربية تبدي قلقا من نفوذ إيران ”المزعزع للاستقرار“ بالمنطقة.

إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here