كان يوماً مشهوداً ذلك اليوم الذي أعلن فيه رئيس الوزراء نهاية الحرب مع داعش ، وتحرير
العراق من قوى الظلام والفاشية والكراهية ، كان يوماً عظيماً لكل الأحرار وأهل القلوب
الرحيمة من العراقيين ومن غيرهم من شعوب الأرض ، لقد أثبت العراقيين إنهم أهل لكل
خير فبصبرهم وجهادهم وتضحياتهم تحقق النصر ، الذي ما كان أن يكون لولا وثبة الشعب
بكل أطيافه ومكوناته وإيمانهم الراسخ بأن إرادة الشعوب لن يقهرها الظلام ، وكان جيش
العراق وحشده في الطليعة لتحقيق هذا الحلم ، وفي ذلك كانوا أبطالا بواسل شهدت لهم
الدنيا إنهم لن يضيعوا حقاً ولن يسكتوا على باطل ، وهكذا رأيناهم شجعاناً غير مبالين ومن
خلفهم شعب قل نظيره في التضحية والصمود والمجالدة ، يقودهم رجل شجاع عارف
بالحق متمسك بقيم العراقيين وتاريخهم وإرثهم الحضاري ، لم يتردد ولم يضعف ولم يلين
وكان دائماً في مقدمة الصفوف
.
في عيد النصر يحدونا أمل واقعي ان تستكمل دورة العمل المخلص طريقها في التخلص
من الفساد والمفسدين ، الذين كانوا أعوان الشيطان في حربه على العراق وعلى
العراقيين ، وأملنا يزداد بأنه ومن الآن فصاعداً سوف لن يكون لمتآمر وحاقد دورا في مسيرة
التنمية والبناء ، ونظن إن الفرز اليوم واجب بين من هم مع الوطن ومن هم أعداءه ، وشعبنا
وجيشنا يعرف أولئك الخونة من لحن القول ومن عملهم المشين وسرقاتهم التي أضرت
بالعراق والعراقيين ، وساعدت الدواعش في التمكن من بعض العراق وجزئه
.
إننا في يوم النصر نجدد الثقة بقواتنا الأمنية وبحشدنا الشعبي وبعشائرنا الغيورة
وبالبواسل من البيشمركة الذين ضحوا من غير منة ، ورجائهم أن يعيش العراق وشعبه
عالي الهمة مرفوع الجبين ، وقد تحقق لهم ما أريد فلهم جميعاً التحية والإجلال والأكبار ،
كما يهمنا التذكير بدور الشهداء وبدمائهم الزكية إذ لولاها لما كان يجب أن يكون ، فلهم
التحية ولذويهم الصبر والعزاء فهم وبتضحياتهم أعيد للعراق حقه وكرامته وعزته
.
ونحن في مجال الذكرى لا بد من التنويه بمحاسبة أولئك المتسببين بهذه الكارثة التي
أضرت بكبرياء وهيبة العراق ، نريده حسابا عادلا غير كيدي فالحق أحق أن يتبع ، كما ننوه
بدور المرجع السيستاني وحكمته في تحشيد العراقيين حول هدف واحد ، مبتعداً عن كل ما
من شأنه إثارة الفتنة ، فله ولكل المخلصين العاملين جزيل الشكر والعرفان
.
إن شعبنا مدعواً اليوم لرص الصفوف وتفويت الفرصة أمام كل حاقد وحاسد ، لأن ما ينتظره
من مهام في التنمية والإعمار أكبر بكثير مما فات ، إن وحدة شعبنا وقوآنا العاملة هي
القادرة على تحقيق وحدة ارضنا وحماية مقدراتنا من العبث والفاسدين ، وإن شعبنا عليه
واجب ومسؤولية في عدم تكرار تجربة السنوات الماضية ، ولتكن مرحلة الإنتخابات المقبلة
خير إختبار لجهده وعقله ووطنيته ، وهذا ما نعول عليه نحن الليبراليون الديمقراطيون . في يوم النصر وفي عيد النصر لا بد من القول إن من حقق النصر هي الإرادة والعزيمة والإيمان والصبر ، وهذه كفيلة بتصحيح مسار الدولة والحكم في الأيام والسنوات المقبلة ، فلكل المضحيين والعاملين بشرف وأمانة كل الوفاء وكل العرفان ، ولجنودنا البواسل كل الحب ولحشدنا الشعبي دوام الإستمرار في العطاء ونكران الذات ، وللشهداء الرحمة ولعوائلهم الصبر والعزاءوللعراق العز ولشعبه السلام
الدائرة الثقافية والإعلام المركزي الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي بغداد 10 – 12 – 2017
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط