حِوارٌ شامِلٌ عَن آفاقِ العَلاقةِ بَينَ بَغداد وَالرِّياض [٥]

نـــــــــــزار حيدر
السُّؤال الخامِس؛ إِلى أَيِّ مُستوى تتوقَّع أَن تُؤَثِّر السِّياسة الطائفيَّة المعروفة عن الرِّياض على علاقاتِها مَعَ بغداد؟!.
الجواب؛ لا تقتصر السِّياسات الطائفيَّة التي تنتهجَها الرِّياض على مواطنيها فقط وإِنَّما تعدَّتها لتشمل كلَّ القضايا والملفَّات في المنطقة والعالَم!.
أُنظر كيفَ تتعامل بطائفيَّةٍ مع ثورة شعبِ البحرَين المُسالم؟! وكذلك مَعَ حربِها العدوانيَّة على شعبِ اليَمن؟! وكيفَ تعاملت بطائفيَّةٍ مَعَ الأَزمة في سوريا؟! وكذلكَ مَعَ كلِّ أَزمةٍ سياسيَّةٍ يشهدها لبنان؟! فضلاً عن طريقةِ تعاملِها الطَّائفي مَعَ العراق منذُ التَّغيير ولحدِّ أَشْهُرٍ خلت من الآن!.
إِنَّ الرِّياض يوظِّف الطَّائفي لكسب الأَزمات السياسيَّة التي يدسُّ فيها أَنفهُ!.
حتَّى هُنَا في واشنطن يبني مجموعات الضَّغط التي تنشط لصالحهِ فيما يخصُّ الأَزَمات في المنطقة على أَساسٍ طائفيٍّ!.
إِنَّ مُشكلة النِّظام في الجزيرةِ العربيَّةِ هي أَنَّهُ نظامٌ طائفيٌّ بامتيازٍ ولذلكَ تحوَّلَ إِلى مصدرٍ ومنبعٍ للقلاقلِ والأَزماتِ التي تُثار في المنطقة! ولا أَعتقدُ أَنَّ هَذِهِ السِّياسة ستتغيَّر في المستوى الزَّمني المنظور! إِذ ستظلُّ مُلازمةً لَهُ فترةً زمنيَّةً أُخرى على الرَّغمِ مِن أَنَّ الكثير من المُراقبين تصوَّروا بادئ الأَمر بأَنَّ وليِّ العهد الجديد سيخلع ثوبَ الطائفيَّة بعد أَن بدت عَلَيْهِ إِمارات الفصل بينَ السُّلطة والدِّين شيئاً فشيئاً! باعتبارهِ مُقبلٌ على تدشينِ عهدٍ جديدٍ من السُّلطة إِلّا أَنَّ خطاباتهُ وأَحاديثهُ المُختلفة أَثبتت بأَنَّهُ لا يختلف كثيراً عمَّن سبقوهُ مِنَ المُلوكِ والأُمراء إِلَّا اللهُمَّ بالعُمرِ فقط! وببعضِ التوجُّهات التي تُشيرُ إِلى تغييرٍ ما ولكنَّهُ لا يُلامسُ الجُذور وإِنَّما يبقى يتحرَّك على السَّطحِ فقط! على الأَقلِّ لحدِّ الآن!.
إِذا لم تنزع الرِّياض ثوبها الطَّائفي وتبتعِد عن إِنتهاج السِّياسات الطائفيَّة فستظلُّ تُكرِّر أَخطاءها كما سيتكَّرر الفشل في مُختلفِ مواقفِها! بالاضافةِ إِلى أَنَّها ستبقى مصدر قلقٍ وخطرٍ ليس فقط على الشَّعب في الجزيرةِ العربيَّةِ وإِنَّما كذلك في عمُومِ المنطقةِ والعالَم!.
وهيَ سوفَ تفشل في إِقناع العراقيِّين مِن أَنَّها تنوي إِطلاقِ عهدٍ جديدٍ في العِلاقةِ معهُم إِذا لم تضع سياساتَها الطَّائفيَّة خلفَ ظهرَها! فالعراقيُّون حسَّاسينَ جداً من السِّياسات الطائفيَّة لأَنَّ الواقع العراقي لا يتحمَّل المزيد منها أَبداً خاصَّةً بعد كلِّ هذه التَّجربة المُرَّة التي غذَّتها الرِّياض وشقيقاتها الخليجيَّات منذُ التَّغيير على وجهِ الخُصوص والذي شرعنتهُ فتاوى التَّكفير التي أَصدرها فُقهاء البِلاط جماعاتٍ ووِحداناً!.
*…يَتبَعُ
١٠ كانُون أَلأَوَّل ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here