أصداء القدس جرفت العراقيين بعيدا.. ولم يحتفلوا بالنصر الكبير ! ..

أصداء القدس جرفت العراقيين بعيدا.. ولم يحتفلوا بالنصر الكبير ! ..

بالرغم من إعلان يوم النصر النهائي على مغول العصر الدواعش ، والذي يُعد بحق إنجازا وطنيا كبيرا و هائلا ، يجب أن يُعتز به و يُفتخر ، ليس بالنسبة لغالبية العراقيين فقط ، إنما لكل البشرية جمعاء ، و ذلك لما اتسمت به هذه العصابة المارقة والهمجية من خطورة شديدة على البشرية كلها ، من خلال سلوكها المتوحش و أفعالها ووسائلها البربرية التي اتسمت بأقصى و أفظع ضروب رهيبة من همجية وقسوة سادية مفرطة من قطع رؤوس ، و حرق لأناس أحياء ، و رمي من فوق سطوح عالية لضحاياها المغلوبين على أمرهم من المدنيين الذين كانوا ينتمون لكل المذاهب و الطوائف و الأعراق ، فضلا عن عملياتها الانتحارية وسياراتها المفخخة شبه اليومية والتي كانت تتفجر عند رصيف شوارع و في وسط ساحات و أسواق مزدحمة بالناس المتبضعين ..
فالانتصار على مغول العصر الدواعش ربما قد يكون بمثابة و مستوى الانتصار على النازية ..
ومع ذلك فلم يحتفل بهذا النصر الكبير و الانتصار العظيم إلا قليلا من العراقيين ، ربما السبب ــ حسبما نظن و نعتقد ــ يرجع إالى كوننا نحن أغلبية العراقيين ننقسم بولائنا بين صفوف قوميين و أمميين و إسلاميين عالميين !! ، فربما لهذا نكون غيرمكترثين لأمور تهم بلدنا ..
و إلا ما هو سر ولعنا بالأهتمام المبالغ به بالقضايا القومية و الأممية أو الإسلامية العالمية على حساب إهمال قضايانا العراقية ؟ ..
هذا دون أن نذكر ظروف القتال الصعبة في قيظ الصيف الجهنمي الفظيع ، طبعا ، إلى جانب استشهاد عشرات الأف من الجنود العراقيين و قوات الحشد الشعبي ، وتعرض أعداد كبيرة جدا لجروح شديدة بين شلل و معوق ومشوه بحروق وشظايا تفجيرات ..
حقا ………………….
نحن شعب غريب الأطوار و متضارب الأنواء وعجيب الأهواء !.

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here