العشائر ودورها في المجتمع

بقلم هاشم الطباطبائي

قبل أيام وأنا في طريقي في منطقة حي أور في جانب الرصافة من بغداد سمعت إطلاقات نارية كثيفة في الشارع الفرعي واعتقدت إن هناك عمل إرهابي أو هجوم مسلح وركنت سيارتي جانباً لأعطي مجال لمرور القوات الأمنية التي يفترض حضورها خلال ثواني وكنت أترقب الوضع ولم أرى القلق والخوف او حاله طارئة في المنطقة, اذاً ربما تشيع لشهيد من القوات الامنية او الحشد…..سالت احدهم عن أسباب هذه الطلقات أجابني… هاي( دكه)… قلت ماهي دكه اجابني ليش أنت مو عراقي قلت بلي والله…قال إذا كيف لا تعرف ذلك وعلمت منه بأن خلاف بين عائلتين على مسأله الزواج والطلاق ولم يتفقوا قام احد الاطراف بإرسال ثلاثة مسلحين ليفتحوا نار بنادقهم دون مراعاة من يسكنه من الأطفال والنساء.. تحت شريعة ((الدكة))، وهي استخدام الأسلحة الخفيفة أوالمتوسطة أحياناً في الهجوم على بيت المدان الذي لم ينزل إلى عشيرة المجني عليه طالباً رضاهم ومنفذاً لطلباتهم ولم يكتفوا بهذا الأسلوب المدان بل هناك أسلوب أخر أكثر قساوة عند الخلافات يتم الكتابة على واجهات المنازل (البيت مطلوب عشائريا لا يباع ولا يشترى) احتمال شخص واحد قد اقترف ذنباً فما ذنب الأطفال والنساء. هناك الكثير من القيم والأعراف الاجتماعية البغيضة والمدانة لا تليق مع القيم الإنسانية والإسلامية المتحضرة لماذا هذا الاضطراب والفوضى في نراه في ظل هذا الواقع المأساوي الذي تعيشه جيل بعد جيل والوصول بنا الى اخر مستويات الانحطاط والفقر والتخلف مما وصل الحال بالفساد ان يجري في عروق معظم المسؤولين ومسؤولي العشائر الجدد في بلد صاحب اكبر إرث حضاري والتراث العظيم ويطفوا على بحر من النفط في بلد الملل والاديان المذاهب المختلفة تجمعنا ارض الرافدين منبع الحضارات العريقة ومركز ألخلافة الاسلامية وفيها تراث الأنبياء وللائمة الأطهارهذه الحوادث والمظالم والمآسي تتكرر دائماً في ظل غياب القانون وفي بعض الحالات الى الانفلات وانجرارها الى حالات الابتزاز والتجارة المربحة وسبباً في سفك الدماء كما حصل بين عشائر البصرة وميسان أو قسم من عشائر المناطق الغربية التي مهدوا للزمر التكفيرية أن يدنسوا أرض العراق الطاهر لأجل حفنة من السحق الحرام من فئات ودول معادية للعراق وكذلك الظواهر المدانة التي تمارسها البعض باسم العشائر كالاعتداء على الأطباء والمدرسين والضغط على مصادر القرار مثل القضاة والمراكز التنفيذية بصيغة التهديد والوعيد مما اضطر العراقي يحتمي بالعشيرة لحماية نفسه وعائلته.. لم تكن العشائر العراقية الأصيلة الاّ عامل خير ومودة وصاحب ثورة ومقاومة كما حصل في ثورة العشرين ومقاومة المحتل أنّ التقليل من هذه الظاهرة يجب على الدولة أولاً تطبيق القوانين ليكون مجتمعاً متحضراً يعرف حقوقه وواجباته لإنصاف الضعفاء من الذين لا يملكون قبائل تدافع عن حقوقهم. كما للمرجعية الدينية الدور الأكبر لحث الناس والعشائر أن يكونوا عامل خير ومودة بين الناس العشائر واقع مفروض وموروث من الماضي البعيد والقريب ويمكن التعايش معها مؤقتا والاستفادة منها لتحقيق الأمن وإلحاق الهزيمة بالإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة في الظروف الحالية حيث الحكومة ضعيفة ومؤسساتها المدنية في طور البناء تحت تأثير المحاصصة هناك حاجة الى دعم العشائر ورجال الدين وتوظيف كل موروث اجتماعي لخدمة التقدم والنهوض كما حدث بالاستجابة الكاملة لنداء المرجعية هبت ابناء العشائر الغيارى بالتطوع في صفوف الحشد الشعبي وكان لرؤساء العشائر الدور الكامل للاستجابة لذلك النداء ويجب ان لا نسمح للظروف القاهرة المؤقتة أن تكرس آثار سلبية ضاره بالمجتمع على المدى الطويل كما إن للمرجعية تنظر لبعض الفصول العشائرية من باب المحرمة والمكروه ويجب أن يكون الفصل العشائري طريقة لحل النزاعات بشكل أمثل وليس الخروج والتطاول على الناس وأن لا يتعارض مع بنود الدستور العراقي نحن ننظر إلى عشائرنا العراقية الكريمة إلى أنها تلك العشائر الأصيلة التي تحافظ على سمعة الوطن وكرامة أبنائه، ولا ننسى بأن في كل شعوب العالم أناس ضعفاء النفوس يمارسون بعض الممارسات الابتزازية، لا يمكن احتسابهم على العشائر العراقية تبقى العشائر العراقية الاصيلة لها دوراً ايجابياً وحراً وطنيا لكي تبقى العشيرة تلعب أدواراً جوهرية، إيجابية، ويبدو أن هناك حراكاً إيجابيّاً في إعادة قراءة الواقع العراقي الراهن العشائر واقع مفروض على وموروث من الماضي البعيد والقريب ويمكن التعايش معها مؤقتاً والاستفادة منها لتحقيق الأمن وإلحاق الهزيمة بالإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة في الظروف الحالية حيث الحكومه ضعيفه ومؤسساتها المدنية في طور البناء تحت تأثير المحاصصة هناك حاجة الى دعم العشائر ورجال الدين وتوظيف كل موروث اجتماعي لخدمة التقدم والنهوض شرط إن لا يتعارض مع بنود الدستور العراقي ويجب أن لا نسمح للظروف القاهرة المؤقتة أن تكرس آثار سلبية ضاره بالمجتمع على المدى الطويلان راي المراجع :-
تم السؤال من آية الله العظمى السيد السيستاني: ما حكم الفصل العشائري المتعارف لدينا في العراق بالنسبة الى: -الشخص أو الاشخاص الذين يحددون قيمه الفصل أو الذين يأخذون الفصل أو من يجمع المبلغ بالرضى أو الإكراه…؟ كان جواب سماحته ما يلي :- اذا كان من قبيل والقضاء فيجوز الا بشروطها الشرعية ولا يجوز اخذ الفصل في حالتين:
اذا اعطاه صاحب المال بالإكراه ولم يكن مستحقا عليه شرعاً فيما اذا كان المستحق لاخذه صبياً او كبيراً لايرضى بأخذ غيره له كما له. كما لو كان الفصل من قبيل الدية ولم يكن من ورثة المقتول أو ممن رضي ورثته بأخذ ليس عليهم شئ ولا يجوز اكراه الآخرين فيما لم يثبت عليهم حق شرعي كما اجاب المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه:- السنن العشائرية وحكم الشرع فيها:_
اجاب سماحته:- وهي مجموعة من الأحكام والبنود التي تواضع عليها مجموعة من رؤساء العشائر ووجهائها أو مجموعة رؤساء الأفخاذ لعشيرة واحدة لغرض السيطرة على شؤون العشيرة داخلياً وخارجياً بما يوفر الحماية والأمن لأفرادها.
هذه الأحكام غالباً ما تكون منافية للأحكام الشرعية لأنها مشرعة وموضوعة من قبل أناس بعيدين عن الشريعة المقدسة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here