رسالة مفتوحة الى ” المجلس الوطني الكردي “

رسالة مفتوحة الى ” المجلس الوطني الكردي ”
صلاح بدرالدين

علمنا من وسائل الاعلام ومن تسريبات متفرقة عن تنصيب السيد – سعود الملا – رئيسا للمجلس الى جانب رئاسته للحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا بدلا من السيد – ابراهيم برو – وكان المفترض أن يعقد المجلس مؤتمره الدوري الاعتيادي وبصورة علنية كما في المرات السابقة ان تعذر في الوطن ففي اقليم كردستان العراق كما هو متبع عادة في مناسبات المجلس منذ تشكله ولكننا مثل غيرنا من الكرد السوريين لسنا على اطلاع كامل بمايجري داخل هذا المجلس المحكوم بالأحزاب الذي لايشذ عن القاعدة العامة لأساليب وممارسات السيستيم الحزبوي المتسم بالغموض والمواربة وليس الجماهيري المفتوح وما ان كان الاجراء الأخير خضع للمعايير التنظيمية المشروعة أم لا ؟ أو أن ماتم في القامشلي كان بعلم ومعرفة سلطة الأمر الواقع وسلطة النظام أم لا ؟ اننا وبالرغم من كل التساؤلات نحترم خيارات الآخرين حتى لو اختلفنا معهم سياسيا .
نحن نهنىء السيد الملا على رئاسته الجديدة ونرى أن تكون فاتحة عهد جديد تتميز بمراجعة بالعمق لماسبق بمافيه من أخطاء واعتراف بالاخفاقات واعادة نظر في الكثير من المفاهيم والسياسات بالانفتاح اولا على المحيط الكردي وصيانة البيت الداخلي وسلوك درب الانقاذ الكفيل بتحقيق تحول جذري نحو اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية والتمسك بالمشروع القومي – الوطني .
هناك الكثير من المواقف والرؤا تجمعنا مع أعداد لايستهان بها من الاخوة من أعضاء المجلس ( وليس مع جميعهم حيث هناك من يراهن على بقاء النظام ومؤسساته وبعض رموزه ) وخصوصا في مجال الوقوف الى جانب الثورة السورية والمعارضة الجذرية والايمان بضرورة التغيير الديموقراطي واسقاط نظام الاستبداد بالاضافة الى التقارب في الموقف وليس التطابق الكامل من اقليم كردستان العراق حيث نرى ضرورة التنسيق والعمل المشترك على أسس واضحة ومفيدة وأن لانتحول الى أعباء اضافية على عاتق الأشقاء بما يصون الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة مع انحيازنا الكامل والمعروف منذ عقود لنهج الزعيم الكبير مصطفى بارزاني .
المقترح
أولا – كل تلك الحقائق السالفة الذكر تشكل أسبابا مشروعة وشروطا موضوعية لطرح مقترحنا التالي على الاخوة في المجلس الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أنه فشل في تحقيق برنامجه وتعهداته وأخفق في توحيد الساحة الكردية وفي القيام بدور ايجابي حول تحقيق انجازات للقضية الكردية والتفاعل مع الشريك العربي السوري والقوى الديموقراطية السورية وعجز عن الحفاظ على الحد الأدنى من احتواء الوطنيين المستقلين والشباب ومنظمات المجتمع المدني كما لم يسلك الطريق السليم في ارساء العلاقات القومية ولم ينجح في بلورة وصياغة وحمل المشروع القومي كل ذلك يشكل سببا جوهريا للتنازل عن التشبث في وحدانية القرار وقبول الشراكة العادلة بأرجحية كفة الكتلة التاريخية من الوطنيين المستقلين مما يصب في مصلحة الشعب والوطن .
ثانيا – الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية من سبعة أعضاء ثلاثة مستقلين من – بزاف – وأطراف مستقلة أخرى واثنين من المجلس وقراراتها حسب أغلبية الأصوات .
ثانيا – تشرف اللجنة التحضيرية على عقد مؤتمر استثنائي انقاذي تحت اسم ( المجلس الوطني الكردي ) في مكان مناسب من ستين مشارك أو أكثر أو أقل وتقوم وحسب الأغلبية في التصويت بتحديد أسماء الحضور على أن لايكون الطابع الحزبي غالبا وفور انعقاده سيكون الاجتماع سيد نفسه يرسم مايراه مناسبا بما في ذلك اسم المؤتمر وشعاراته .
ثالثا – الهدف من المؤتمر هو اجراء مراجعة عامة وبحث الوضعين الكردي والسوري بكل تفاصيله والخروج بنتائج سياسية واضحة حول خيارات المستقبل حول الشأن الكردي ومسألة وحدة أو اتحاد الحركة الكردية والمؤتمر القومي وامكانية التواصل والشراكة مع – ب ي د – وتاليا التوصل الى صياغة موحدة للمشروع القومي والوطني الكردي السوري وسقف المطالب الكردية والنظام السياسي والاداري المناسب للحل العادل والدائم للقضية الكردية .
رابعا – بحث ومناقشة كل المآلات السورية والمواقف الاقليمية والدولية ودور المحتلين الروس والايرانيين والأتراك وكافة الميليشيات المذهبية والحالة الراهنة التي تعيشها سوريا وآفاق مستقبل الحلول السلمية ومسارات ( جنيف وأستانة وسوتشي ) ومسألة السلم والحرب والاعمار والخروج بمواقف موضوعية لمصلحة بلادنا وشعبنا وقضايانا .
خامسا – ايلاء الأهمية القصوى لفعاليات المجتمع المدني وجمعيات الصداقة بين الكرد والعرب والشعوب والمكونات الأخرى من أجل ترسيخ ثقافة العيش المشترك والوئام وحق تقرير مصير الشعوب وحقوق الانسان والتضامن بعد أن قام نظام الاستبداد وقوى الشر والظلامية من جماعات الارهاب والاسلام السياسي والطائفية بزرع مفاهيم العنصرية والشوفينية والتناحر القومي والديني والمذهبي .
سادسا – ارساء قواعد مبدئية ثابتة بشأن العلاقات القومية على أسس سليمة ومدروسة على قاعدة الاحترام المتبادل والتعاون والتنسيق وصيانة الشخصية الوطنية لكل طرف وعدم التدخل بشؤون البعض الآخر .
ونحن على ثقة كاملة بأن الأشقاء في اقليم كردستان العراق سيكونون عونا وسندا لمقترحنا هذا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here