لماذا اعترف ترامب بالقدس عاصمة موحدة لاسرائيل وفي هذا الوقت بالذات؟

قبل مدة كتبت مقالة’عبرت عن قناعتي بأن هناك تامر واضح ضد دولنا وشعوبنا
والسبب هو ان في اراضينا ثروات طائلة تغري الاخرين بالاستيلاء عليها
وعن طريق التامرعلينا’وبمختلف الاساليب
وذكرت ان اهم اسباب نجاح التامر’هو’اننا امة ومشتتة متكارهة عدوانية النزعة
ورغم انها تتكون من دول واوطان تحمل اعلاما ورموزا’الا ان روح الوطنية والتازر والتكاتف’شبه معدومة’
بل بالعكس’كل اسباب التنافروالصراعات الببينية متوفرة بشكل مأساوي
وتلك حالة نادرة بين الامم
كما انه’وبكل تأكيد
نحن امة ’تقبع في ادنى سلم التطورالحضاري والاجتماعي والسياسي
كل دول العالم نجحت فيها التجارب الديموقراطية
واعتمدت التناوب السلمي للحكم وعن طريق انتخابات حرة(نزيهة)
الا امتنا’’وحالات شاذة اخرى كما في كوريا الشمالية وكوبا’وايران
لذلك لم يكن من الصعب على المتامرين ان يشعلوا بيننا خلافات كبيرة
فقط عن طريق اثارة النعرات الطائفية والاثنية’والتي
غالبا ما تتحول الى صراعات وحروب ’لاتكاد تنتهي
وما ان تخمد ناراحداها’الا ونرى حرب اخرى’
في مكان اخر’وبشكل جديد مستحدث
قد اشتعلت’,وامتد ت نارها’لتحرق اكبر عدد ممكن من البشر
وتدمر البنى التحتية والاجتماعية’ولتزيد الطين بلة
منذ عقود’وبعد حرب الايام الستة ’عام 1967والتي تمكنت خلالها القوات الاسرائيلية من احتلال الضفة الشرقية لنهر الاردن والجزء الشرقي لمدينة القدس
,واعلانها عن عزمها ضمه الى الجزء الغربي’واعلان القدس كاملة عاصمةلاسرائيل
ونحن نسمع الرؤساء الامريكان يوعدون ’بالاعتراف بان القدس عاصمة موحدة لاسرائيل’وبعزمهم نقل سفارتهم اليها
لكن احد لم ينفذ ذلك الوعد’بل كان واضحا انهم كانوا يهيئون الاجواء لتحقيق ذلك الامر يوما ما
وها هو ذلك اليوم الموعود قد ازف
واعلن الرئيس ترامب صراحة اعترافه بالقدس عاصمة موحدة ابدية لاسرائيل
السؤال :-لماذا الان’وفي هذا الضرف بالضبط؟!
الجواب واضح
حيث ان المخططات الستراتيجية لابد ان يكون فيها تفاصيل ’وخطوات’لها سيناريوهات معدة سابقا’وخطط بديلة جاهزة للتطبيق في حالة حدوث اية مفاجئة غير متوقعة
كل الدلائل العقلية والحسية تؤكد ان داعش كانت نتاج مخطط ستراتيجي’
ظاهرها’عبارة عن ميليشيات وعصابات ’غارقة بالجهل والتخلف’,افرادها يستعملون سلاحا فتاكا لم يسبق له مثيل
وهو نتفيذ عمليات انتحارية
تحدت كل خطط ودفاعات المنظومات الامنية
وقوى مكافحة الاهاب في الدول التي احتضنتها’
وامتدت حتى الى اوربا الامنة
حيث تسببت باحداث ضجة عالمية
وبررت لكل الدول العظمى
مسألة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية كافة
,كما تسببت باشتعال حروب شعواء ’اغلبها كانت داخلية
ثم سرعان ماعمت كل دول الشرق الاوسط
وكان اهم من اكتوى بنارها هم العرب
وبعد ان دمرت داعش البنى التحتية واشعلت حروب اهلية’
ادت الى حصول دمار شامل في العراق وسوريا واليمن وليبيا’والاهم هو,استددراج دول الخليج النفطية الى الزج بكل قواتها من اجل الدفاع عن كياناتها
ضد التهديد الايراني’وطموحات حكومة الولي الغقيه بالامتداد غربا ’واحتلال الاراضي المقدسة’
ذلك ادى الى تحقيق اهم هدف’
لذي هو اجبار الاخرين’واستنادا الى الوقائع والتهديدات الجدية
الى الالتجاء الى امريكا وحليفاتها من اجل شراء السلاح
وحتى شراء الحماية’لقاء معظم واردات النفط
السلاح مقابل النفط
هذا هو العنوان الحقيقي لما يجري فعلا
لذلك فان توقيت اعلان ترامب’بأن القدس عاصمة لسرائيل
تزامن مع اندحار داعش والقضاء على خطرها بشكل كبير’سواءا في العراق اوسوريا’
او حتى الجزيرة العربية’مما يعني ان سيناريو داعش قد انتهى
وبطريقة غريبة عجيبة!
حيث ان اغلب مقاتلي داعش’وخصوصا خليفتهم’البغدادي
قد اختفوا فجأة’كما سبق وظهروا فجأة
من تامل في ظاهر داعش وباطنها’سوف يتأكد’وبمجردالتفكير الرزين الجاد والتحليل المنطقير
بان وراء داعش منظمات عسكرية واستخبارية غاية في التطوروالرقي
خططها محكمة
منها سايكولوجية
’قادرة على الحاق اكبر الاذي بالنفس العربية المتفائلة
والتي تتمنى حياة افضل لها
ولاولادها’فسقطت في بحار من اليأس وخيبة الامل والخوف من المستقبل’مما يؤدي الى حدوث اضرار كارثية في بنية المجتمع
ويجعل المواطن خائغا خانها ذلولا
جاهزا للتعامل مع اي حل
يصمن له عيشه
وهاهي الضروف تعود لتهيئ’لجولات اخرى من العنف
وهذه المرة لمقاومة قرار نقل السفارة الى القدس
ويقينا سنرى ونسمع عن ولادة
جبهات الصمود والتصدي
لتقاتل المصالح الامريكية في المنطقة
وعن طريق محاربة عملاء الامريكان
والمتخاذلين
وستقوم المخابرات الامريكية بتطويركل اساليب الدعاية لتلك الجبهات المقاومة
وستشكك بالحكام
وستدعو الى النضال حتى النصر او الشهادة
وفي كل الحالات
فانا واثق من سيناريو الفصل القادم قد اعد
واشبع بحثا وتحليلا
ووضعت خطط بديلة
كلها ستكون في غير صالح الامة العربية والاسلامية
لكن الضحايا سوف يعينون المعتدي وينفذون اوامره
وينتحروا
واخيرا هل ستكون هناك صحوة قبل
ظهور النسخة الجديدة من مسلسل المنظمات الارهابية
والتي هي بالتأكيد من
تصميم واعداد واخراج المخابرات المركزية الامريكية
ولحساب صانعي ومنتجى ومصدري السلاح
الم يحن الوقت لكي يكف خطباء الصمود والتحدي عن الثرثرة القاتلة واستدراج الشباب المتحمس الى الفخ الامريكي
والى اتون نار لاترحم
القوي قوي والضعيف ليس امامه خيارات كثيرة
فهل سينتصر العقل على ثقافة(
بالروح بالدم)’نفديك يا فلان؟
ام ان قدرنا سوف يعمي عيوننا اكثر واكثر؟

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here