داعش حصل على السلاح من فصائل سوريّة دعمتها أميركا والسعوديّة

ترجمة/ حامد أحمد

كشف أكبر تحقيق شامل عن كيفية حصول تنظيم داعش على ترسانته الواسعة أن ثلث الاسلحة التي استخدمها مسلحو التنظيم في العراق وسوريا قد تم صنعها في دول الاتحاد الاوروبي.

وكان تقرير قد صدر يوم الخميس عن مؤسسة CAR لأبحاث تسليح المعارك، وهي منظمة دولية معنية بتوثيق عمليات نقل الاسلحة لمناطق القتال، كشف بأن مسلحي التنظيم اعتمدوا اعتماداً كبيراً على أسلحة وذخائر مصنوعة في رومانيا والمجر وبلغاريا وألمانيا.
ويقول باحثون في مؤسسة كار بان هذا الكشف يتعارض مع الجهد الذي يبذله الاتحاد الاوروبي لكبح قدرات التنظيم العسكرية، ويسلط الضوء على مدى سهولة انتهاء مسار الاسلحة لتكون بأيدي الاشخاص الخطأ المنخرطين بمعارك فوضوية.
ويوفر تقرير المؤسسة البحثية الذي شمل 200 صفحة أوسع دراسة تحقيقية شاملة عن تسليح التنظيم حتى الآن، حيث يقدم تحليلاً عن أكثر من 40 ألف قطعة سلاح استعيدت من مسلحي التنظيم عبر فترة ثلاث سنوات.
ويستنتج التقرير بأن تجهيزات الاسلحة العالمية التي كانت ترسل لفصائل المقاومة السورية تنتهي بأيدي مسلحي داعش، الامر الذي يؤكد مدى كمية ونوعية الأسلحة في ترسانة التنظيم.
وخلال المراحل الاولى من المعارك كان معظم خزين التنظيم من الاسلحة متأتّياً من ترسانة الاسلحة التي استحوذ عليها من القوات العراقية والسورية، ولكن اعتباراً من نهاية عام 2015 بدأت مؤسسة كار ترصد مصدراً مهماً آخر لتسليح داعش قادم من مصانع سلاح دول أوروبا الشرقية.
وكانت الاسلحة والذخيرة يتم تصنيعها في أوروبا، وتباع الى الولايات المتحدة والسعودية، ثم يتم نقلها عبر الحدود التركية إلى داخل سوريا.
وقالوا إن تجهيزات واشنطن والرياض من الاسلحة الى مجاميع المعارضة في سوريا سمحت لداعش أن يحصل بشكل مباشر على كمية كبيرة من ذخيرة متطورة مضادة للدروع وأسلحة موجهة مضادة للدبابات طراز ATGW، التي تم استخدامها في ما بعد ضد قوات التحالف الدولي التي يدعمونها.
وقال جيمس بيفان، المدير التنفيذي لمؤسسة كار”قلنا سابقا ونقول الآن بأن دولا تسعى لتحقيق أهداف سياسية قصيرة الأجل تقوم بتجهيز مجاميع ليست لها أية سيطرة عليها بالاسلحة، وهذه الاسلحة غالبا ما تجد طريقها الى المجاميع المسلحة المتطرفة الأكثر تنظيماً وكفاءة”.
وفي واحدة من الحالات تابعت مؤسسة كار عدداً من الاسلحة الموجهة المضادة للدبابات ATGW باستخدام أرقام الإنتاج المثبتة عليها واكتشفت بأنها صنّعت في الاتحاد الأوروبي وبيعت الى الولايات المتحدة التي نقلتها بدورها الى مجموعة معارضة في سوريا حيث تم تحويلها من هناك إلى مسلحي داعش في العراق.
وحصلت كل سلسلة تنقلات الاسلحة هذه خلال فترة شهرين من تاريخ نقل هذه الاسلحة من المصنع. وفي مثال آخر باعت رومانيا في تشرين الاول عام 2014 للجيش الاميركي 9,252 مقذوفة آر بي جي طراز PG-9 بي- جي 9. وأرسلت أميركا هذه المقذوفات الى جماعة الجيش السوري الجديد المسلح والمدرب من قبل أميركا لمقاتلة داعش شرقي البلاد.
ولكن بطريقة ما وجد قسم من مقذوفات بي- جي 9 من نفس هذه الشحنة طريقه الى البلد المجاور العراق، حيث عمل خبراء داعش على نزع الرؤوس الحربية من القذائف المسروقة الاصلية قبل إضافة مواصفات جديدة جعلتها مناسبة أكثر لمعارك حرب المدن مثل التي جرت في الموصل.
وسجلت مؤسسة كار أيضا تسريب عدد من الاسلحة الى العراق وسوريا من معارك أخرى في المنطقة بضمنها ليبيا واليمن وجنوب السودان حيث تم نقلها عبر البلدين المجاورين الأردن وتركيا.
 عن: صحيفة التلغراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here