و يبقى آلسّؤآل ألأهمّ بلا جواب!

حول العراق أسئلة كثيرة قد لا تحصى بسهولة و على كل صعيد .. بجانب دعوات كثيرة ظهرت لحلّ الحشد الشعبي و منذ الأيام الأولى لتأسيسه, لكونه كان يشغل بال الكثير من السياسيين و المتحاصصين, لخوفهم على مستقبلهم بعد هيمنة الحشد المجاهد على المفاصل السياسية و المالية و الأقتصادية .. خصوصا بعد ما شهدوا شعبيتهم في الساحة وهيمنتهم و بقوة سحريّة على قلوب معظم العراقيين و غيرهم .. للحدّ الذي إعتبروه – أي الحشد – أمل العراق و سفينة النجاة لضمان كرامتهم و مستقبلهم بدلاً من إدامة فساد السياسيين و الأحزاب التي حكمت بآلمحاصصة و سرقت أكثر من نصف أموال العراق و تقدر بأكثر من ترليون دولار كرواتب و مخصصات و حمايات و نثريات وووو على مدى سنوات حكمهم.

لكن هناك سؤآل واحد أهم و أكبر من كلّ تلك الأسئلة .. يبدو أنه سيبقى بلا جواب إلا ما رحم ربي .. و هذا السؤآل هو:
(هل سيسبب البعض بدعوات لحل الحشد و دمجه هدر دماء و جهود الحشد و الشعب المظلوم لمصلحة السياسيين)؟

في وقتها كانت الأسئلة الكثيرة المعنية بحلّ الحشد تصدر من أفواه السياسيين ألمتحاصصين بشكل خجول, بعضها كانت موجهة حتى للمرجعية نفسها و بشكل مباشر, و البعض منها كانت على مستوى الأعلام مبطنة ضمن أسئلة أخرى؛ و منها : [هل وجود الحشد الشعبي و بعد القضاء على داعش يُعتبر ضرورياً؟]
هل حلّ الحشد سيكون أمراً خاضعاً لقرار آلمرجعية أم الحكومة بعد الأنتهاء من مرحلة داعش؟]
بل جعلوا قوات الحشد تحت أمرة شخص لا يعرف أبجديات القيم السماوية, و لم يكن يصلي و يعبد الله, حتى بعد السقوط, كل ذلك للتقليل من شأنه.

من أول نظرة لهذا الأسئلة؛ بل للعراق, يبدو لي بأن العراقيين و في مقدمتهم السياسيون؛ لم يتعوّدوا على تفعيل الحقّ و إظهاره و الأنتصار له؛ بل يستسيغون الفساد و الظلم و الطبقية والفوارق الحقوقية عملياً , و ينادون بآلوطنية و المساواة و عدم وجود مواطن من الدرجة الأولى و الثانية و الثالثة .. بل الكل متساووين .. لكن إعلامياً فقط]

هذا النفاق الواضح خصوصاً من قبل المتحاصصين يبشر بمستقبل صداميّ خطير سيواجهه أهل العراق إن لم يكن أسوء من صدام .. و هم – أي العراقيون – أنفسهم مسؤولين على إختيار هذا المستقبل الأسود, كما إختاروا المسؤوليين الفاسدين حين وصل البعثيون الصداميون للحكم عام 1968م و عددهم لم يكن يتجاوز ثمانين شخصاً في كل العراق, و حين بدأ الشعب يُصفق لهم و بغباء كامل ترسخت شوكتهم بمرور الزمن و إمتد سطوتهم , ليفعلوا بآلعراق ما فعلوا بعد ما إمتلأت جيوبهم و إرتفعت قصورهم و غرّتهم الأموال و الرواتب العالية و المناصب و المسميات و كما هو الجاري الآن!

و اليوم يمرّ العراق بمرحلة شبيهة بما حدث عام 1968م و لكن بشكل أوسع و أشمل شارك و يشارك هذه المرة فيه كل ؤؤوساء الأحزاب و العشائر و تيارات الشعب و كأنهم يمهدون للتدمير المبرمج القادم على قدم و ساق, و الشعب عادّة ما يتبع حكومات الشيوخ و آلرؤوساء بغباء مطلق طمعاً بالأموال التي بأيديهم, و كما شهدنا ذلك منذ شهادة الأمام الحسن ثم الحسين(عليهما السلام) و حتى قبل ذلك!

أنا أحذّركم و أكرّر تحذيري .. بأنّ تنتبهوا لما جرى أو سيجري في عراق القسوة و القتل و الخيانة و الإرهاب و الجّهل و المآسي؛ بأن لا تُكرروا التجارب السابقة فيسومونكم – أيّ الحكومات – و بقوانين قرقوشية “برلمانية” سوء العذاب و الجوع و القتل و الحرب و الفساد؛ و كما فعل بكم صدام و حزبه و من شاركه في الظلم من الأحزاب و الكيانات و القوميات الأخرى!؟

و إسمحوا لي بأن أخاطب المرجعيّة العليا الموقرة و بآلقلم العريض مرّة أخرى بعد الألف بهذا الخصوص؛
أيّتها المرجعية العتيدة: لقد عَلِمْتي و قد كنت تعلمين؛ بأنّ الأنظمة التي تعاقبت على العراق بعد سقوط دولة العدل العلوية الألهية و للآن؛ لم تكن حكومات منصفة بل كانت ظالمة و بعضها كانت أكبر من الظلم نفسه, بل جميعها و بشعارات براقة و جذابة و “قانونية” باسم الأسلام و الوطنية و العروبة تارة و آلانسانية تارة أخرى؛ قد نهبوا و سلبوا العراق و العراقيين بلا حياء و خجل و أدخلوه مرّات و مرّات في أتون حروب و نزاعات مدمرة و قتل و سجن و ما إلى ذلك لأرضاء الأسياد و صرف أسلحتهم و تضعيف الأمة .. و علة العلل في هذا الفساد و الأنحراف هو؛ [إبتعاد الجميع – يتقدمهم رؤوساء الأحزاب و الحكومات عن حبل ولاية الله, و التمسك بدل ذلك عملياً بحبل الشيطان المتمثل بـ (المنظمة الأقتصادية التي تملك المال و البنوك) بعيداً عن من يُمثل الولاية بحقّ, بل و الأمر من ذلك كانوا يقتلون الولي الأمام الذي كان يريد خلاصهم بسبب حبّ الدنيا و الجهل المركب الذي أصيب به أكثر أهل العراق و الشعوب العربية و أكثر الأمم الأسلامية للأسف , و لذلك تسلط الشيطان على الأرض, و هو الحاكم و القائد و الزعيم الأكبر الذي يحكم و يأمر و ينهي كي يدخل الجميع جهنم الدنيا قبل جهنم الآخرة و العياذ بآلله و بآلتالي ليثبت موقفه أمام الله تعالى؛ بكونه – أي الشيطان – على حقّ حين رفض السجود لآدم.

أخاطبكم اليوم يا مرجعيتنا و بكل صراحة و وضوح؛ بأنّ طريق النجاة و أنتم الأعلم؛ لا يُحقّقه الأحزاب و لا الشخصيات التي تصدّرت المشهد السياسي العراقي و كما أثبتت المحاصصة ذلك, و إن 15 سنة من عمر العمليّة السّياسيّة كافية لتثبت لكم فساد كلّ الأحزاب خصوصاً الرؤوساء من فوقهم, و إن القضاء على (داعش) العسكري هي مسألة بسيطة بآلقياس إلى تبعات النهج السياسي و القانوني و الحقوقي و المالي المتبع اليوم, بسبب الفوارق الطبقية و المواطنية عملياً و ليس إعلامياً و كما يُصرح بذلك الفاسدون كلّ مرّة بعدم وجود فوارق بين المواطنين و الكلّ سواسي و من هذا الكلام الكاذب الرخيص الذي يدحضه الواقع و الوثائق و الكتب الرسمية و الوقائع العملية على كلّ صعيد!

المطلوب و بوضوح : إعلان الحقّ و عدم التكتم عليه بدعوى آلتقية التي قتلتنا بدل أحيائنا .. من حيث أنّ (التقية) باطله في مثل هذا الزمن .. لأنكم تمتلكون فيه أقوى جيش في المنطقة و هو جيش الدولة الأسلامية مع (الحشد الشعبي) و بدعم عموم الشعب العراقي الذي إنصاع لكم و نفّذ أوامركم في كلّ صغيرة و كبيرة بإستثناء السياسيين منهم, لذلك هذا الزمن يا مولاي هو الزمن المناسب لتأخذوا دوركم ألألاهي لأحقاق الحقوق و تطبيق قوانين السماء و نجاة العراقيين بدل تدميرهم بقوانين الأرض التي يتحكم بها الشيطان و أعوان الشيطان المتمثل بـ (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تُسيطر على البنك الدولي و بآلتالي على معظم حكومات الأرض عن طريق الديون المضمونة المدعومة بالأحلاف العسكرية الدولية كآلناتو التابعة لتلك المنظمة.

و لو فات هذا الوقت المناسب فلا أمل بآلخلاص ؛ لأن الأمور ستصل إلى طريق مسدود, و لا يبقى أمامكم سوى العودة للغرف المقفلة في الحوزة العلمية و سدّ الأبواب مرة أخرى و كما كان عليه الوضع في زمن المراجع العظام السابقين كزمن السيد الخؤوئي رحمه الله و ما قبله!

و من أولى الخطوات التي عليكم دعمها و إسنادها لا تمييعها هو تقوية الحشد الشعبي و عدم خلطه مع أية مؤسسة أخرى مشبوهة و مليئة بآلفاسدين مهما كانت المدعيات و التبريرات التي يعرضها عليكم السياسيون الفاسدون الناهبون الكاذبون المزوّرون الذين يجهلون فلسفة الأحكام و القيم و لا يهمهم سوى رواتبهم و مصالحهم الشخصية و الحزبية, و إن ضمّ الحشد تحت ظلّ أيّة مؤسسة أو وزارة لهو إجحاف و كفر بآلمبادئ و قيم السماء و هدر لمستقبل الأجيال القادمة و كما أثبتت الوقائع السابقة!

و الدليل الواضح على ذلك ؛ هو ما حدث في إيران, فعلى آلرغم من أنّ الولي الفقيه يشرف مباشرة على قيادة القوات المسلحة و رئاسة رئاسات كل الدولة الأسلامية و حتى القضاء بحسب النظام الأسلامي الجاري في إيران؛ إلا أنّ مؤسسة الحرس الثوري الأسلامي إلتي إنبثقت أول مرة كلجان شعبية صغيرة باسم (كميته إنقلاب إسلامي) بقت مستقلة بل و تطورت رغم دعوات الكثيرين بحلها في كل حين و دمج عناصرها مع الجيش أو الأمن؛ لكن القائد و الولي و المرجع الأعلى للأمة و للأنسانية السيد الخميني(قدس) و من بعده السيد الخامنئي حفظه الله وقفوا بشدّة أمام تلك الدعوات و التخرّصات الباطلة التي كان الهدف منها تمييع تلك المؤسسة العقائدية الثورية في الجيش أو الوزارات الأخرى تمهيداً لتضعيف الدولة و من ثم القضاء عليه, و لهذا نرى اليوم أمريكا و كل دول المتحالفة معها قد أعلنت بأن عدوها الأول و اللدود هي (حرس الثورة الأسلامية)!

و قد أثبت الزمن قوة و بصيرة و ولاية (الولي الفقيه) , حيث تطور (كميتة إنقلاب إسلامي) إلى (الحرس الثوري) لتصبح مؤسسة كبيرة و عماد (للدولة) تأتمر بأوامر القائد العام و لا تعترف بأية رئاسة أو حكومة, و لا تؤمن بأية مؤسسة أخرى, و في نفس الوقت لها علاقات منظمة مع جميع وزراء و مؤسسات الدولة الأخرى, و هم وحدهم من قضى على (داعش) و كما أعلن ألجنزال قاسم سليماني الذي تعهد بهزيمة داعش و كما أعلنها مؤخراً و قدّم الشكر لكم و لقائد الأمة!

أكرّر و للمرة الأخيرة بعد الألف و بكلّ إخلاص و تواضع :
أيتها المرجعية الرشيدة, لقد أنقذتي و حرس الثورة الأسلامي العراق و الأمة من خطر (داعش) الظاهري و بقي الخطر الباطني و الأصعب المتمثل بآلاقتصاد و الأدارة و الصناعة و الأموال التي يريد المتحاصصون الهيمنة عليها بعد القضاء على المؤسسة الشرعية الوحيدة المؤمنة بحبل الولاية التي قضت على داعش بعد ما قدّمت عشرات الآلاف من الشهداء و آلجرحى و أكثرهم لم يستلم حتى نصف حقه مع أربعين ألف مجاهد في الحشد لم يستلموا حتى راتبا ًواحداً, و هم صامتون و مهضومين إتّباعاً لأمركم و لوحدة العراق!
و إن دمج الحشد كقوّة ضمن تشكيلات القوات الأمنية أو العسكرية الحكومية, هي بداية المحن المستقبلية التي ستحرق العراق رويدا رويداً و كما حدث مع البعث و غيره من الحكومات الظالمة التي حكمت و نهبت حقوق و خزينة العراق و بأمر من اسيادهم في المنظمة الأقتصادية العالمية.و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي / مفكر كونيّ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here