النجباء تستغرب فكَّ ارتباط الأحزاب بفصائلها: ماذا عن المقاومة؟

بغداد / وائل نعمة

رأى فصيل شيعي بارز أنّ إعلان أطراف سياسية فكّ ارتباطها بأجنحتها المسلحة، المنضوية ضمن الحشد، يهدّد مستقبل مقاتليه، وسيمنع هذه الاحزاب من الدفاع عن حقوقهم لاحقاً.

وأعربت حركة النجباء، التي أعلنت عدم خوضها الانتخابات المقبلة، عن استغرابها من قرار فك الارتباط في ظل وجود التهديدات الإرهابية. وتساءلت عن مصير”فصائل المقاومة”التي تمتلك قوات تقاتل خارج العراق!
لكنّ عصائب أهل الحقّ تؤكد أنها اتخذت قرارها بعد انتهاء التهديد العسكري، وإيماناً من قيادتها بإنهاء”عسكرة المجتمع”، وتبديد الاتهامات حول ارتباط الحشد بأحزاب سياسية.
وتضم هيئة الحشد الشعبي أكثر من 40 فصيلا شيعيا مسلحا، بواقع 120 ألف مقاتل. التحق أغلبهم بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الأعلى في النجف إثر احتلال داعش لمدينة الموصل.
وبعد أيام من إعلان انتهاء العمليات العسكرية ضد داعش، قررت بعض الفصائل فكّ ارتباطها بالاجنحة المسلحة استعداداً للانتخابات المقبلة.
وأعلنت منظمة بدر وعصائب أهل الحق، كلًّاً على حدة، الاسبوع الماضي، فكّ ارتباطهما بأجنحتهما المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي.
وقال وكيل المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة الاخيرة، ان”النصر على داعش لا يمثّل نهاية المعركة مع الإرهاب والإرهابيين، بل إن هذه المعركة ستستمر وتتواصل…”.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، يوم الجمعة، بدء تطبيق”حصر السلاح في يد الدولة. ورحب بدعوة المرجع الديني علي السيستاني إلى”عدم استغلال المتطوعين والمقاتلين في الحشد (الشعبي) سياسياً”.
وأكد العبادي أهمية إبعاد المؤسسات الأمنية عن الانخراط في العمل السياسي،”وهو ما يؤيده مقاتلو الحشد الشعبي ومنتسبوه”.
ويرى هاشم الموسوي، القيادي في حركة النجباء، أن”الحرب لم تنتهِ، والمرجعية أكدت أن الخطر مازال مستمراً”.

الحرب مستمرّة
ويؤكد هاشم الموسوي، في تصريح لـ(المدى) أمس،”هناك تعرضات على الحدود العراقية-السورية، وتوترات أمنية في الطارمية، بالاضافة الى وجود مسلحين في جنوب كركوك”.
وكشف مسؤولون، منذ أسبوعين، عن وجود تنظيم مسلح جديد قرب طوزخرماتو، شمال بغداد، يطلق على نفسه (الرايات البيضاء).
ويقول الموسوي”لاأعرف ماذا يعني فك ارتباط الاحزاب بألوية الحشد، فمازال هناك مسلحون وأطفال يموتون بالهاونات”.
ولا يخفي المتحدث باسم حركة النجباء قلقه حول مصير مقاتلي الحشد، اذ يقول”سيؤثر الإجراء الاخير (فك الارتباط) على دعم المقاتلين، كما لايمكن لقادة الفصائل بعد الآن المطالبة بزيادة عددهم او الحصول على مخصصات لأنهم سيتحولون الى سياسيين”.
ويتزامن إعلان بعض الاحزاب السياسية فك ارتباطها بأجنحتها المسلحة مع اقتراب موعد الانتخابات المتوقع إجراؤها في أيار من العام المقبل.
وقرر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، تسليم سلاح سرايا السلام الى الدولة، رغم إعلانه إبقاء بضعة آلاف من مقاتليه للمرابطة في مدينة سامراء.

من أجل الانتخابات
وقبل ذلك، أعلن المتحدث السابق باسم الحشد الشعبي أحمد الاسدي، الذي يقود فصيل جند الإمام، استقالته من منصبه. وظهر في لقاءات تلفزيونة وهو يرتدي بزة مدنية، لأول مرة منذ 3 سنوات.
لكنّ هاشم الموسوي يقول”لو كان الامر متعلقاً بالانتخابات، فيمكن للشخص الذي يروم دخول السياسة ان يستقيل لوحده من الهيئة قبل 6 أشهر من الاقتراع، لا أن يفك ارتباطه بالفصيل المسلح”.
وينص قانون الاحزاب في (المادة 8/ ثالثاً)، على ان”لا يكون تأسيس الحزب او التنظيم السياسي وعمله متخذاً شكل التنظيمات العسكرية أو شبه العسكرية، كما لا يجوز الارتباط بأية قوة مسلحة”.
وفي السياق ذاته، يقول القيادي في عصائب أهل الحق جواد الطليباوي إن إعلان حركته فك ارتباطها بجناحها المسلح ضمن الحشد”جاء لإنهاء عسكرة المجتمع بعد تحرير العراق من داعش، ولدخول الانتخابات”.
وخاضت عصائب أهل الحق الانتخابات البرلمانية في 2014 تحت قائمة (صادقون)، وحصلت على مقعد واحد في مجلس النواب
ويضيف الطليباوي، في اتصال مع (المدى) أمس، ان”الإجراء جاء لتفويت الفرصة على من يتهم الحشد بانه تابع لأحزاب أطراف سياسية”.
ولدى عصائب أهل 3 ألوية داخل الحشد الشعبي، بواقع 10 آلاف مقاتل. فيما تشارك منظمة بدر بـ 12 لواءً بواقع 24 ألف مقاتل، وهو الاعلى ضمن صفوف الحشد.
وتساهم قوات كتائب حزب الله بأكثر من 8 آلاف مقاتل. ويبلغ عدد مقاتلي سرايا السلام المنضوين في هيئة الحشد نحو 6 آلاف جندي.
ويؤكد القيادي في العصائب “لايوجد مكان يسيطر عليه داعش الآن لنقاتله. المعارك انتهت، وما تبقى من توترات في العراق يحتاج الى عملية أمنية تقوم بها الجهات الاستخبارية”.

فكّ الارتباط
لكنّ القيادي في حركة النجباء يرى ان”إعلان فك الارتباط الآن، يضعنا في حالة إرباك، حول ماذا كانت تسمى تلك الفصائل قبل إعلان النصر!”. ويردف بالقول”قبل ذلك كان قادة الفصائل قد اتفقوا على أنهم جهات مقاومة ولديهم فصيل تحت إمرة القائد العام. فنحن في النجباء مثلا لدينا فصائل تقاتل في سوريا ولاتخضع لأوامر هيئة الحشد”.
ويؤكد الموسوي أن”كل الاحزاب الشيعية بما فيها حزب الدعوة والفضيلة لديها فصائل مسلحة داخل الحشد الشعبي”.
ولاتوجد حتى الآن إجراءات واضحة لعملية انتقال الفصائل المسلحة من الجهات السياسية الى الحكومة.
ويلفت جواد الطليباوي الى أن فكّ ارتباط الاجنحة العسكرية بأحزابها”بدأ منذ إعلان الحكومة ضم الجهات المسلحة الى التشكيلات العسكرية في تموز 2016″. ويضيف”منذ ذلك الحين لم نعد نطلق على فصائلنا خلال مشاركتها في المعارك اسم عصائب أهل الحق، بل حملت أسماء الى لواء 41، 42، 43″.
ويتابع القيادي في العصائب”بعد الاعلان عن فك الارتباط، أصبحت ألويتنا الثلاثة تتدرب وتتجهز وتأخذ أوامرها مباشرة من هيئة الحشد والقائد العام للقوات المسلحة”.
لكن النائب محمد الكربولي، وهو عضو لجنة الامن في البرلمان، يقول”ننتظر توضيحا من الحكومة حول آليات فكّ الارتباط وطمأنة الشارع بأن الاحزاب التي ستشارك في الانتخابات لاتملك فصيلا مسلحا”.
ويضيف الكربولي، في حديث مع (المدى) أمس، ان”ارتباط المقاتلين بالفصائل هو ارتباط عقائدي، ولانعرف كيف سيمكن الفصل بين الطرفين”.
وبشأن مصير الحشود العشائرية في المناطق المحررة، يؤكد النائب عن الانبار انها”لن تتخذ مواقف مشابهة (نزع السلاح)، لأنها لاتملك سلاحا ثقيلا، والدولة هي من أعطت السلاح وستعود لتأخذه”.
ويضم الحشد حوالي 30 ألف مقاتل سني، في تشكيلات يتجاوز عددها الثلاثين فصيلا، أغلبها مرتبط بقيادات سياسية.
لكنّ الكربولي، الذي شكّل حزبه الحلّ لواء أعالي الفرات في الانبار، يقول”نحن ساعدنا في تشكيل الفصائل لكنها لم تأخذ الاوامر من سياسي او حزب او حتى من زعيم عشيرة، وإنما تحركت بأوامر الحكومة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here