لا للتفريط بـ”الحشد” ولا للمتاجرة بتضحياته

لا للتفريط بـ”الحشد” ولا للمتاجرة بتضحياته

تعودت ان اتحدث بصراحة لكي انصف من يستحقون الانصاف في اوقات ينساق الاخرون مع الجوقة، من الضروري ان ننصف شريحة على غرار شريحة الشعبي من الطعنات التي تتعرض لها، طعنات من جميع الاتجاهاترغم كل ما حققه ابطالها من منجز على الأرض!
ان مقاتلي الحشد الشعبي العراقيين يتعرضون لظلم كبير، الكل يتبرأ من الدفاع عنهم خصوصا من النخبة، ان الابتعاد عن الطائفية من وجهة نظر بعضنا يبدا من الطعن بكل مشروع الحشد الشعبي وتضحياته!
الغريب ان هذه الشريحة تقطعت اوصالا من اجل حماية هذه البلاد طولا وعرضا، انهم يضحون يوميا وننظر لهم بعين “الكش والبرّة”! نمنّ عليهم ان اعترفنا لهم بالجميل ولو على مضض! من وجهة نظرنا عليهم ان يثبتوا حسن سلوكهم ووطنيتهم قبل ان يتحدثوا عن المنجزات والحقوق! من زاوية مسترخية وباستعلاء ليس له مبرر ننتقص من وطنيتهم ونلقي جهودهم في سلة الاخرين! في ذروة دفاعهم عن العراق فترة القتال لداعش نسمّيهم “ميلشيات طائفية”، واذا انخرطوا في أجهزة الدولة تلبية للارداة السياسية وحصرا للسلاح بيد الدولة.. وسمناهم بـ”الدمج”. ماذا نريد منهم..؟! هل لنا في رقابهم دين اكثر من دين المواطنة واستحقاقاتها التي تشملنا جميعا؟! كاننا ننطلق من موقف مسبق بان كل ما يفعلوه من اجل العراق ليس الا “هوس طائفي”!
الملفت ان الحماس والدعاية للموسم الانتخابي يمثل فرصة مؤاتية للطعن بتضيحات وجهود المضحين من أبناء الحشد الشعبي وما اكثرهم.
ان هذه الوقفة التي تنصف أبناء الحشد الشعبي لا تستهدف على الاطلاق من يطلق صيحات الانتقاد لابعاد قيادات الحشد الشعبي عن الحراك الانتخابي، ولا تستهدف أساسا من يتظاهر او ينتقد سلوكا لبعض المنظوين تحت لواء الحشد الشعبي… كل ذلك دور محمود لجماعات الضغط نحن بحاجة اليه من اجل ان يتكامل المشهد. لكني اتوقف هنا مع المواقف المجافية للواقع التي تلقي كل وبال الطبقة السياسية على كاهل المقاتلين المضحين من أبناء الحشد الشعبي.
اننا نردد باجحاف مبالغ فيه البروباغندا التي يسوقها الاعلام الخليجي والبارزاني بخصوص تشويه الحشد الشعبي عمدا.
نعم من حق المتخوفين من سلاح الحشد الشعبي الحديث بصراحة وبروية وبانصاف عن بطولات الحشد الشعبي، حوار من هذا النوع ضروري جدا، اثارة الجدل هنا لا تعني بالضرورة الانتقاص من دور الحشد الشعبي بل هل فرصة يمكن استغلالها بهدف الوصول الى صيغة ناضجة تخضع الحشد الشعبي لسلطة الدولة من جهة ومن جهة ثانية لا تجلعه مجرد تشكيل ضمن وزارة الدفاع والا تنتفي فكرته اساسا.
ان أسباب سقوط الموصل والانهيارات الميدانية التي حصلت آنذاك ورغم كل محاولات الإصلاح من اجل تلافيها لكن بعضها على الأقل لازال موجودا ولا نريد تكرار الخطايا بطريقة ساذجة، فمنطقة الشرق الأوسط حبلى بالحروب وليس من المنطقي ان نفرط باوراقنا الرابحة في غفلة من الزمن. الحفاظ على الحشد الشعبي من وجهة نظري ليس فقط انصافه حينما يتعرض لهجمة غير بريئة كالتي يتعرض لها حاليا، بل أيضا ابعاده عن التوظيف السياسي قدر المستطاع، لقد احترقت اسماء وكيانات ورموز سابقا بذات الطريقة فلا تحرقوا الحشد بحشره في السياسة، ويمكن إيجاد اليات أخرى غير خوض الانتخابات من اجل الحفاظ على مكتسبات الحشد والمطالبة بحقوق افراده.
جمال الخرسان

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here