القوّات تلتقي في “مطيبيجة” بعد 4 عمليّات تحرير فاشلة

بغداد / وائل نعمة

تقترب القوات العراقية من السيطرة على المضافة الأكبر لتنظيم داعش، الواقعة في أطراف سلسلة جبال حمرين شمال بغداد.
وتحولت منطقة”مطيبيجة”، ذات الجغرافية المعقدة، خلال السنوات الماضية، الى محطة استراحة لمقاتلي التنظيم والهاربين من المدن التي حررتها القوات الاتحادية.

وبعد عدة عمليات عسكرية نفذتها القوات المشتركة خلال الاعوام الماضية،ولم تسفر عن مسك الارض، قررت هذه المرة تنفيذ حملة حاسمة.

والتقت القطعات العسكرية القادمة من محافظتي ديالى وصلاح الدين، يوم أمس، في مطيبيجة، بعد 24 ساعة من انطلاق العملية.
وبدأت القوات بعمليات تفتيش وتدقيق، في ما يعتقد أن أغلب مسلحي التنظيم لجأوا الى الجبل.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، يوم السبت، انطلاق عملية تحرير”مطيبيجة”من ثلاثة محاور. وقالت القيادة في بيان لها ان”قواتنا البطلة من تشكيلات قيادات عمليات صلاح الدين وسامراء ودجلة قامت فجر اليوم (أمس) بحملة مداهمة وتفتيش في منطقة مطيبيجة والمناطق والقرى المحيطة بها لملاحقة المجاميع الإرهابية والإجرامية والمطلوبين للقضاء”.

نهاية التهديدات
بدوره يؤكد مروان الجبارة، القيادي في الحشد الشعبي، أن”أغلب مسلحي داعش الذين هربوا من ناحية العلم والدور (شرق تكريت)، ومن الحويجة (جنوب غرب كركوك) والموصل، لجأوا الى مطيبيجة”.
وتقع المنطقة، التي تضمّ مجموعة كبيرة من القرى، أسفل جبل حمرين، وتربط بين محافظني صلاح الدين وديالى.
ويقول الجبارة، قائد لواء 88 في حشد صلاح الدين، خلال اتصال مع (المدى) ان”مطيبيجة بدأت تهدد الضلوعية وسامراء وقضاء الدور، كما كانت تعد ممراً مهماً الى الحويجة عبر منطقة الفتحة جنوب كركوك”.
وعندما انطلقت عملية تحرير مناطق غرب كركوك من سيطرة داعش، في أيلول الماضي، قررت القيادة العسكرية منع مقاتلي التنظيم من العودة الى المخابئ السابقة في الجبال الوعرة.
ووضعت القيادة خطة لمهاجمة المواقع التي كان يعتقد أنّ المسلحين سيلجأون إليها في وقت المعركة. وشنت هجوما، متزامنا مع عملية الحويجة، للسيطرة على سلسلة جبال حمرين الممتدة من ديالى الى كركوك.
وتمكنت القوات المشتركة، التي ضمت قطعات من الحشدين الشعبي والعشائري، من قتل عشرات المسلحين في الهجوم الاخير، وعثرت على مخازن سلاح، ومخابئ بمواصفات”فندقية”داخل الجبال.
ويقول الجبارة”بعد ان تحررت الحويجة ضاقت المساحة على المسلحين، وانقطعت الامدادات، وصار القضاء عليهم أسهل من قبل”.
وبعد تحرير الحويجة، قررت القوات تخصيص أعداد كبيرة من القوات، أغلبها من حشد العشائر، لمسك السلسلة الطويلة التي تمتد لنحو 200 كم.
ويؤكد القيادي في حشد صلاح الدين أنّ”القوات في عملية التطهير الجديدة لمطيبيجة فجرت عددا من المضافات والعبوات الناسفة، كما قتلت عددا من المسلحين”، لكنه يعترف بهروب بعض المسلحين الى الجبل.
وفي 21 أيلول الماضي، حينما هاجمت القوات ساحل الشرقاط الأيسر، أصدر داعش أوامر الى مقاتليه بالانسحاب الى الجبال.
ومنذ آب الماضي، وقبل خسارة التنظيم للموصل بشكل كامل، أعلن التنظيم عن تشكيل (ولاية الجبل)، أو (حمرين).
وقدر حينذاك، عدد المسلحين في تلك المناطق بنحو 200 مقاتل. وكانت أعدادهم قد تضاعفت بعد تحرير الموصل.

ملاحقة المسلّحين
ويعتقد الجبارة أن داعش ربما اختفى ايضا داخل أنفاق في المنطقة الوعرة، التي تضم مبازل ومستنقعات كبيرة وبعض المرتفعات.
وأكد القيادي في الحشد أن”طيران الجيش والقوة الجوية، ضربا عدة أنفاق، كما كانت هناك غارات قبل بدء العمليات البرية”.
وأعلنت قيادة القوات البرية، أمس الأحد، تطهير 25 قرية وتفجير 15 عبوة ناسفة ومعالجة خندقين اثنين، وثلاثة أنفاق، ومعبر يستخدمه العدو ووكر مفخخ، فضلا عن تدمير دراجتين ناريتين مفخختين من قبل طيران الجيش”.
وكانت قيادة عمليات دجلة قد أعلنت، السبت، عن تدمير ست مضافات لتنظيم داعش، وتفجير خمس عبوات ناسفة تحت السيطرة في عملية التطهير.
ومن المفترض أن تنهي العملية الاخيرة التهديد الواسع الذي كان يأتي من تلك المنطقة. إذ يتعرض طريق تكريت- الطوز الى هجمات دائمة انطلاقاً من مطيبيجة.
وعلى مدى العامين الماضيين، نفذت القوات الامنية في المحافظتين بالاضافة الى الحشد الشعبي، حملات عسكرية كان أغلبها لمطاردة ما يشبه الأشباح، إذ لم تسفر العمليات عن إنجاز ملحوظ.
وكان داعش يتحرك بحرية في تلك القرية، مستغلا خلافا عسكرياً بين 4 قيادات عمليات تتواجد في محيط المنطقة. وكانت تلقي كل قيادة مسؤولية الامن في”مطيبيجة”على الجهات الاخرى.
لكنّ عبد الخالق العزاوي، عضو اللجنة الامنية في ديالى، أكد ان”قوات من الشرطة والجيش من المحافظة وصلاح الدين ستمسك المنطقة بعد تحريرها”.
وهجر سكان المنطقة مساكنهم قبل 3 سنوات، عندما سيطر داعش على أجزاء من ديالى وصلاح الدين وأعلن بعد ذلك ولاية (الجبل).
واضاف العزاوي لـ(المدى) أمس، ان “القوات القادمة من المحافظتين التقت اليوم (أمس) في المنطقة وبدأت عمليات تفتيش للـدور، خوفا من وجود مسلحين أو عبوات”. وأكد”وجود خطة لملاحقة المسلحين الذين فروا الى الجبال”.
بدوره يرجح مروان الجبارة ان”العملية ستنتهي خلال الـ48 ساعة المقبلة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here