وكالة تركية: إيران بدأت باستخدام الخط البري الواصل بين العراق وسوريا

منذ تدخلها العسكري في سوريا والعراق، كان لإيران هدف رئيسي من وجودها في كلا البلدين، وهو التحكم في مساحات ممتدة من العراق إلى سوريا عبر وكلائها، وصولاً إلى البحر المتوسط، يضمن لها تحركاً سلساً يثبت أقدامها في تلك المنطقة، ويساعدها على دعم حليفها الأبرز “حزب الله” في لبنان.

وتحقق هذا الهدف لطهران، فعقب سيطرة قوات نظام بشار الأسد، وميليشيا الحشد الشعبي العراقي على المناطق الواقعة على طرفي الحدود بين البلدين، بدأت التحركات العسكرية الإيرانية، تظهر في الخط الواصل بين طهران والبحر الأبيض المتوسط مروراً بالعراق.

وكانت قوات الأسد بسطت سيطرتها، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، على مدينة البوكمال، آخر المعاقل الكبيرة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الكبيرة في سوريا، بينما استولت عناصر الحشد الشعبي العراقي على الجانب الآخر من الحدود الفاصلة بين الدولتين.

وبحسب معلومات نقلتها وكالة الأناضول، اليوم الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول 2017، عن مصادر محلية في سوريا، فإنّ إيران بدأت باستخدام الخط البري الواصل بين العراق وسوريا.

وأشارت المصادر إلى أن قافلة مكونة من “الحرس الثوري” الإيراني، والحشد الشعبي العراقي، دخلت خلال الأيام الماضية الأراضي السورية عبر مدينة البوكمال واتجهت نحو محافظة دير الزور شرقي سوريا.

وبهذا تكون طهران بدأت فعلياً باستخدام خط “طهران – دمشق” لأغراض عسكرية، وامتلكت القدرة على مواصلة وجودها العسكري في سوريا.

مشروع عملت عليه لسنوات

صحيفة “الغارديان” البريطانية، كانت قد ذكرت في تقرير لها نهاية العام 2016، أن إيران في ذلك الحين كانت على وشك إكمال مشروعها، والانطلاق من أراضيها وصولاً إلى البحر المتوسط.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي كان يرصد دور إيران في جميع الحروب على مدار السنوات الخمس الماضية، قوله “إنهم يعملون على هذا بجد”.

وأوضح أن تحقيق إيران لذلك غير أنه سيمثل بالنسبة لهم “مسألة فخر”، فإنهم سيكونون أيضاً قادرين على نقل الناس والإمدادات بين البحر الأبيض المتوسط وطهران في أي وقت يريدون، وسيفعلون ذلك على الطرق الآمنة التي يؤمِّنونها أو يؤمِّنها وكلاؤهم.

تغيير الممر

وكانت إيران تنوي في البدء أن يكون الممر البري ابتداءً من أراضيها، ثم يخترق العراق ثم إلى شمال شرقي سوريا، مروراً بحلب وحمص وانتهاء بميناء اللاذقية على البحر المتوسط، ويوجد في سوريا 4 مدن تُطل على الساحل، وهي اللاذقية، وطرطوس، وجبلة، وبانياس.

لكن إيران اضطرت إلى التراجع عن ذلك الممر، بسبب وجود قوات أميركية في شمال شرقي سوريا، في مناطق تسيطر عليها القوات الكردية، وبحسب صحيفة “الغارديان” فإن القادة الإيرانيين كانوا يرون في تجمُّع القوات الأميركية ردعاً لطموحات طهران.

لذلك قررت إيران نقل ذلك الممر جنوباً بمساحة نحو (225.31 كم) لتجنُّب تجمُّعٍ للقوات الأميركية، وكانت مدينة الميادين التي تواجَد فيها تنظيم “داعش” محطة رئيسية لتحقيق المشروع الإيراني.

وجاءت أوامر تغيير مسار هذا الممر صدرت من قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، وقائد قوات الحشد الشعبي في العراق، هادي العامري.

وقال مسؤولون عراقيون -نقلت عنهم صحيفة الغارديان- إنَّ الممر الإيراني سيعبر من دير الزور إلى السخنة وحتى تدمر، ثُمَّ دمشق، باتجاه الحدود اللبنانية، حيث يمكن تحقيق الهدف الرئيسي لدعم حزب الله عن طريق إحداث تغييرات في تركيبة السكان بما يحقق مشروع إيران.

وسيضمن ذلك لإيران توفير مزيد من الدعم إلى حزب الله، الموجود بقوة في الأراضي السورية دعماً للأسد، وبإمكانها إمداده بالأسلحة المتورطة التي يحاول نقلها إلى معقله الرئيسي في لبنان، إلا أن ذلك استدعى مراراً رداً من إسرائيل التي قصفت مراراً بطائراتها قوافل أسلحة كانت متوجهة إلى مناطق الحزب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here