هولاند : نهاية «داعش» لا تعني نهاية الإرهاب

أكد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة أثبتت قدرتها على تحقيق ما عجزت دول أخرى عن تحقيقه، وهو التوفيق بين الهوية والحداثة والوفاء للإسلام والانفتاح على ثقافة العالم. مشيرا إلى أن افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي يعد تتويجًا لواحد من أهم مشروعات التعاون المشترك بين فرنسا والإمارات، وهو بما يمثله من رمزية يدل على أن العلاقة بين البلدين تخطت مفهوم المصالح الاقتصادية والسياسية المتبادلة، لتصل إلى تحقيق رسالة إنسانية مشتركة، تدعو إلى حوار الحضارات ونشر مفاهيم التسامح.

وفيما يتعلق بالإرهاب، قال هولاند إن سقوط تنظيم داعش لا يعني نهاية الإرهاب، فهزيمة التنظيم المتطرف أدت إلى إعلان أعداد كبيرة من المسلحين نيتهم العودة إلى مواطنهم الأصلية، ما يشكل تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية في معظم دول المنطقة.

جسر ثقافيوأوضح هولاند أن العلاقات بين فرنسا والإمارات هي علاقات استراتيجية متميزة، وأن «اللوفر» لا يكتسب أهميته في إطار العلاقات الإماراتية الفرنسية فحسب، وإنما تمتد دلالاته باعتباره جسراً ثقافياً بين الحضارات والشعوب، مشيراً إلى أن بلاده تولي أهمية كبيرة للجانب الثقافي و الفني في تعزيز علاقاتها مع دول العالم.

تنسيق أمني

وتطرق الرئيس السابق في تصريح لـ «البيان» إلى عدد من المواضيع السياسية الراهنة سيما ما يتعلق بالإرهاب، وقال إن سقوط داعش أدى إلى إعلان أعداد كبيرة من المسلحين نيتهم العودة إلى مواطنهم، ما يشكل تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية في تلك الدول، وأضاف إن خطر تنفيذ هؤلاء عمليات إرهابية جديدة في بلدانهم يظل ممتداً ولا يمكن الكف عن التفكير فيه، على اعتبار أن العائدين لا يزالون يعتنقون الفكر المتطرف حيث إن الآلاف منهم تدربوا واكتسبوا خبرة قتالية، ما يستدعي تنسيقاً أمنياً كبيراً بين جل الدول واتخاذ اجراءات الحيطة لمنع حدوث أعمال انتقامية من قبل مسلحي داعش بعد دحرهم في العراق وسوريا.

وتطرق إلى الخطر من أن يؤدي تمدد مسلحي داعش إلى تسلل أفرادها إلى أوروبا من خلال الهجرة غير الشرعية وعبر التخفي وسط اللاجئين، فيما أشار إلى أن الوضع الأمني على الأراضي الليبية، وانتشار الفوضى في هذا البلد المترامي الأطراف والتي ساهمت في تحوله إلى بيئة خطيرة لتحالف الجماعات الإرهابية، أدى إلى تصاعد المخاوف من أن تساهم الأوضاع المتردية في مخاطر أمنية إلى أوروبا عبر بوابة المهاجرين، خاصة في ظل التحركات التي تقوم بها عناصر التنظيمات على الحدود.

تنامي الخطر

وكان هولاند أكد خلال كلمته بإحدى جلسات الدورة العاشرة من المنتدى الاستراتيجي العربي بدبي أنه على الرغم من هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا إلا أن خطر الجماعات الإرهابية سيتنامى، خاصة فيما يتعلق باستهداف المدن العالمية الكبرى من خلال مجموعات وخلايا صغيرة من الصعب السيطرة عليها. كما حذر من خطورة انتشار الأسلحة النووية، وطالب بالمزيد من التعاون الدولي لضمان عدم وصول هذه الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية.

تعاون

كان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند متعاوناً جداً مع وسائل الإعلام، حيث انه بالرغم من التزاماته الكبيرة إلا انه أبى إلا أن يلبي رغبتنا في التواصل معه والتصريح لأول صحيفة في الإمارات على هامش المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي حيث إن الحوارات كانت مقتصرة فقط على وسائل الإعلام الأجنبية، واللافت انه يحبذ التواصل مع الصحافيين الذين يجيدون اللغة الفرنسية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here