في مكتب البريد

علي الزاغيني
ربما لا يختلف معي الكثير ان عمل دائرة البريد في العراق قد تغير كثيرا بعد انتشارالتكنلوجيا الحديثة والانترنت بشكل واسع الذي جعل من العالم كانه قرية وكذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي قربت المسافات بشكل كبير, ويعتقد البعض ان عمل دائرة البريد قد تلاشى او اضمحل ولكن في الدول المتقدمة تعتبر دوائر البريد من الدوائر المهمة لتسهيل عمل الدولة والمواطن وتقلل كثير من الروتين والمراجعات وتساعد كثيرا على رفع الحالة المعنوية للمواطن وكما يؤدي دور كبير في رفع المستوى الثقافي لدى المواطن وهذا يجعل من المواطن حريص على التواصل مع مختلف الدوائر بدون عناء او جهد او مضيعة للوقت .
بحقيقة الامر ان التعاون وحب العمل والاخلاص هو الاساس في نجاح عمل دوائر البريد وهذا العمل مهما كان بسيط وسهل الا انه صعب جدا ويحتاج الى الكثير من العمل الدؤوب والصبر لاتمامه , واعتقد ان عمل ساعي البريد قد تقلص كثيرا على ماكان عليه في السابق بعد ما كانت دوائر البريد تعمل بجد ونشاط على مدار الاسبوع بسبب كثرة الرسائل والبريد داخل وخارج العراق , الا انني لاحظت خلال زيارتي لدوائر البريد مدى قلة هذه الرسائل في الوقت الحاضر واغلب صناديق البريد مغلقة بدون مشتركين وهذا يقلل كثيرا من عمل هذه الدوائر .
يحاول البعض ان يجد وسيلة ارسال بريد اكثر تطورا او سرعة في ايصال رسائله او ما يريد ارساله من طرود وهذه الدوائر الاهلية المنتشرة في بغداد والمحافظات تمتاز بالفترة الزمنية القصيرة بتسليم الرسائل وكذلك الدقة الا انها مكلفة جدا مقارنة بدوائر البريد الحكومية التي تعمل بجد وان اغلب الرسائل والطرود البريدية لا تتاخرا كثيرا بالوصول الى اغلب دول العالم بفترة لا تتجاوز اكثر من اسبوعين او اقل .
مالم تكن هناك ثقة متبادلة بين المواطن وبين دائرة البريد سوف هناك فجوة كبيرة لا يمكن تجاوزها بسهولة , هذا الامر حدث معي في بداية العام الحالي عندما كنت انتظر طرد بريدي من خارج العراق ارسله احد الاصدقاء وطال الانتظار فتأخر الطرد اكثر من ثلاث اشهر تقريبا وبعد انتظار طويل اتصل احد العاملين في دائرة البريد يخبرني بوصول الطرد المنتظر , وعندما وصلت الى دائرة البريد كانت المفاجئة بأنتظاري عندما اخبرني الموظف المختص بأن الطرد البريدي تم استلامه مكسور ومفتوح و لا يحتوي الا على ( ربطة عنق رجالية ) وباقي المواد المرسلة مفقودة ؟
بحقيقة استغربت من كلامه من استلام الطرد او رفضه واذا كنت راغبا باستلام الطرد يجب ان ادفع المبلغ المطلوب للحسابات , وبدل من استلام الطرد اصابني الذهول لما حصل بعدما فقدت جميع المواد المرسلة من خارج العراق , بعد الاستفسار والتقصي قال الموظف المختص ان الطرد تم استلامه في المطار مفتوح وتم املاء استمارة بالحادث وانتهى الامر .
بالحقيقة ان ما جرى في دائرة البريد ليس سهلا ويجب ان يحقق بالامر ولا سيما انه يتكرر كثيرا حسب ما علمت من البعض وخصوصا الاجهزة الالكترونية وغيرها .
بعد هذا الحادث فقدت الثقة بدوائر البريد ولم اجدد اشتراك صندوق البريد , يا ترى من يتحمل مسؤولية ما جرى ويجري في دوائر البريد او باستلام البريد في مطار بغداد , وهل هناك من تقصير متعمد او اهمال من قبل العاملين الذين ينقلون الشحنات داخل المطار ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here