الهدف واحد

قرأت في صوت العراق بتاريخ 20 ديسمبر 2017 خبرا بعنوان ” الأجور الرمزية تدفع نقابة الأطباء اغلاق عيادات الأطباء السوريين في سوق الشيوخ ” . هذا الخبر أعادني الى عام 2009 يوم ارسل لي الأخ عادل امين رسالة في الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد زوجي الدكتور ابو ظفر وكانت بعنوان ” مشاهد مع الدكتور محمد بشيشي ابو ظفر”، ذكر في احدى تلك المشاهد ما يلي

في تلك الفترة وصل ابو ظفرالى هناك ، وأخذ على عاتقه طوعيا مهمة تفقد اوضاع الرفاق الصحية، و ايضا معالجة مرضى العوائل السورية التي تستضيف رفاقنا ردا بسيطا لجميلهم لاسيما أغلبهم من العوائل الكادحة .وذاع صيت ابو ظفر وازداد عدد مراجعيه من السوريين وكان يمارس هذه المهمة الانسانية باعتزاز وجهادية عالية

في أحد الأيام أرسل المرحوم عثمان ابراهيم ( ابو شهاب )، سكرتير منظمة الجزيرة للحزب الشيوعي السوري، الرفيق السوري ابو وحيد يطلبني على جناح السرعة . وصلت بيت ابو وحيد ودخلت مكتبه وهناك رأيت مجموعة من الأطباء السوريين جالسين ، وهولاء لهم عيادات ومستشفيات خاصة ويساعدون رفاقنا في جمع الأدوية ومعالجة رفاقنا من ابسط الحالات الى أعقد العمليات الجراحية . سلمت وقلت مازحا ( خير ان شاء الله لازم رفاقنا الأطباء يتطوعون في صفوف انصارنا في كردستان )، أجابني أبو شهاب بظرافته وهو لطيف في مزاحه ، وسألني ” أين طبيبك ؟ ” تعال اجلس أمام المحكمة يا قاطعي ارزاق الناس . لدى الرفاق الأطباء شكوى بأن لديكم طبيب اسمه ابو ظفر يعالج المرضى السوريين مجانا وهذا يؤثر على وضع الأطباء وعياداتهم وأرزاقهم … الخ . شرحت لهم ما يقصده ابو ظفر بعمله الأنساني هذا هو رد جزء من جميل العوائل السورية لما قدمته لنا ايام المحن . . اعتذرت منهم ووعدتم خيرا وغادرت . وبسرعة التقيت الرفيق ابو ظفر في أحد البيوت يعالج أمرأة كبيرة بالسن وطلبت منه ان يكف عن هذه المهمة . لملم ابو ظفر حاجياته الطبية ورجع الى البيت الذي يسكنه، وكان في داخله نوع من الألم والأنزعاج في تأثيره على ارزاق زملائه الأطباء السوريين من جهة وحرمانه من تقديم الخدمات الطبية للعوائل السورية الفقيرة التي بكل طيبة وسخاء احتضنت رفاقنا وقاسمتهم لقمة العيش رغم الظروف الأقتصادية الصعبة . وطرح الرفيق جلال الدباغ فكرة زيارة الأطباء والأعتذار منهم ، لكن عثمان ابراهيم رفض الفكرة قائلأ : ” لا حاجة للأعتذار . رفيقكم الطبيب قدم عملا

.”انسانيا لفقراء مدينتي وسيبقى سنينا في ذاكرتهم

واليوم يحصل الشيء نفسه . فنقابة الأطباء في محافظة ذي قار، وبطلب من بعض الأطباء العراقيين تريد غلق عيادات الأطباء السوريين في قضاء سوق الشيوخ لا لجرم ارتكبوه ، بل لأنهم يساعدون فقراء العراق ( وما أكثر الفقراء في العراق الأن في بلد يطفو على على بحيرة من النفط ) و الفحص في عياداتهم لايتجاوز العشرة آلاف دينار عراقي في الوقت الذي يكلف الفحص في عيادات الأطباء العراقيين كما يذكره لي الأقرباء ، خمس وعشرين دينار عراقي

ان الهدف مما يقدمه الأطباء السوريون للمرضى العراقيين الآن وما قدمه الشهيد الدكتور ابو ظفر للعوائل السورية الفقيرة واحد وهو مساعدة الفقراء و رد الجميل للعوائل التي احتظنتهم في محنتهم .

رفقا بفقراء العراق يا أطباء العراق .مهنة الطب ليست تجارة بقدر ما هي عمل انساني
بلقيس الربيعي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here