ورثة صدام الجلاد وبشار المجرم

هذا الكلام ينطبق بصورة دقيقة على الذين يطلقون النار على المتظاهرين الذين يئسوا من ظلم وجور وفساد الحزبين الحاكمين وإستحواذهم على آبار النفط وأموال الكمارك وصرف الملايين على آلتهم الإعلامية وتدخلهم السافر في كل كبيرة وصغيرة وفي ظل حكمهم أصبح القانون في خبر كان وآلة بيد السياسيين ومسؤولي الجهاز الأمني والحزبي وهناك أمثلة عديدة على الوضع المزري الذي وصل إليه ، كما في قضية الدكتور كمال سيد قادر حيث تم إختطافه ونتيجة لضغوط عديدة إعترفوا بأنه موقوف عندهم وسيتم محاكمته ثم حكم عليه من دون السماح له حتى بتوكيل محامي بحكم قرقوشي بثلاثين سنة ٠٠
ثم وتحت الضغوط تم تخفيض الحكم إلى ثلاث سنوات ، ثم أطلقوا سراحه ، وكذلك قضية سيد أكرم خالد وكمرك إبراهيم الخليل فقد ظُلِمَ سيد أكرم بتهم ملفقة بعيدة كل البعد عن الحقيقة ، تهمته الحقيقية أنه قال الحقيقة حول أموال الكمرك ٠٠
كل هذه الممارسات الغير إنسانية هي لطمس حقائق الفساد المتفشي في الأقليم وبصورة لا مثيل لها في التأريخ البشري حيث المفلسون بعد سنوات وبقدرة قادر أصبحوا من أصحاب الملايين بل المليارات ، فللمحافظة على مكتسباتهم غير الشرعية فيقومون بإرهاب وخطف وتهديد وقتل المعارضين ومن الذين يهمهم مصير الوطن وتحقيق العدالة أمثال رؤوف عقراوي سردشت عثمان والكثيرين غيرهم ٠٠
بعدما عانى الشعب الكوردي من المآسي والآلام منذ قرون عديدة وأزدادت هذه المآسي في العقود الأخيرة وخاصة بعد آش به تال ١٩٧٥ وكيف أوقفوا المقاومة ومن دون أية إستحضارات أو توقعات لما سيحدث ومن دون أية مسؤولية تجاه الشعب وكشاهد عيان على المأساة ففي شهر أكتوبر ١٩٧٤ وكنا قد توجهنا من مقر قوة شيخان إلى جومان وحاجي عمران لجلب الذخائر والمؤن قبل سقوط الثلوج وقطع الطرق ثم توجهنا إلى كوردستان الشرقية وفي مهاباد ألتقيت ببعض المثقفين الكورد وتحدثنا عن أوضاعهم وعند رجوعنا وفي الطريق إلى حاجي عمران قلت لأحد المسؤولين من الباراستن وهو الآن
مسؤول سياسي في أربيل قلت له إنني متأكد بأن إيران سوف تتخلى عنا عاجلا أم آجلا فماذا سنفعل آنذاك ؟؟
فقال هذا لن يحدث لأن قائد الحركة قال لنا عند إجتماعنا به بأن إيران لن تتخلى عنا أبداً
ما أشبه اليوم بالبارحة ، نفس الجواب كان من السيد نيجيرفان حينما قال لأحد الصحفيين بأنه من غير الممكن أن نهاجم من أجل الأستفتاء ٠٠
وكذلك ما حصل لنا في ١٩٨٨وكشاهد عيان في منطقة برواري بالا وبعدما طوقتنا الجيش العراقي أقاموا ندوة في قريتنا والقرى الأخرى يحثون الناس بالبقاء في قراهم ولا يتحركوا وقال الكادر الذي أدار الندوة مصطفى مزوري بأن قضيتنا حلّت مع قضية إيران عند وقف إطلاق النار ، فكنت الوحيد الذي ناقشته في الموضوع وقلت له بأن مصير الأهالي في خطر الإبادة وليس لقضيتنا أية علاقة بإيران ، ولكنه ردد ماقاله وأكد ذلك ولكن كان كل المسؤولين الكبار قد أخلوا عوائلهم إلى الطرف الآخر من الحدود٠٠
وكذلك وعلى نفس المنوال حصلت مأساة شنكال وتركوا الأهالي عن عمد لكسب التأييد ولغرض في نفس يعقوب ٠٠
أمّا أُم المآسي الإستفتاء الغير المدروس وبعد تفريق الصف الكوردي وغلق البرلمان وعدم موافقة أي طرف دولي فكانت كارثة بكل المعايير ودلالة على عدم إكتراثهم بمصير الشعب وقد حذر الكثير من المواطنيين من تلك الخطوة في تلك الظروف ففقد الأقليم أكثر من نصف أراضيه ماعدى المآسي الإنسانية جراء الممارسات الميلشياوية فكانت كارثة إنسانية ٠٠
كل تلك المآسي والشعب كان أغلبيته ساكت نظرا للظروف التي مرت بالمنطقة من إرهاب وغيره والآن لقد طفح الكيل وبَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى فمن حق المواطنين مساءلة من أوصلهم إلى هذا المستنقع الخطير وعدم دفع رواتبهم وخنق الحريات وهم يتنعمون بكل ما ما لذ وطاب ويصرفون ويكدسون المليارات ، ومن يطلق النار على هؤلاء المتظاهرين فلا فرق بينهم وأحزابهم وبين صدام وحزب البعث أو الثعلب بشار وحزبه المستبد ٠٠
شيرزاد زين العابدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here