كنت تكفي مواجهة ترمب بإجراءات دبلوماسية و اقتصادية و سحب ودائع مالية بمئات مليارات

كنت تكفي مواجهة ترمب بإجراءات دبلوماسية و اقتصادية و سحب ودائع مالية بمئات مليارات

مثلما كان متوقعا ، فقد أثبتت النظم و الحكومات العربية الانبطاحية مرة أخرى تحت أقدام ترمب تخاذلها ونفاقها إزاء اعتراف ترمب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، إذ أنها لم تفعل أكثر من احتجاج خجول لرفع العتب والخروج من دوامة الإحراج أمام جماهيرها و شعوبها الغاضبة فعقدت اجتماعات و مؤتمرات و أطلقت تصريحات نارية لا تخيف حتى ولا أرنبا ناهيك عن دجاجة ، بل لقد وصلت الوقاحة و الصلافة لإدارة ترمب أن تهدد أية دولة عربية أو إسلامية لمجرد احتجاجها على مسألة القدس ، فإلى هذه الدرجة من الاستهانة بهذه النظم و الحكومات العربية و الإسلامية والسعي الواضح لإلحاق الإهانة و آيات التركيع الذليل بها ، لتمضي قدما في تكملة مراسيم الاعتراف وتوابعها الباقية ، طبعا دون أن يتفاجئ أحد بخصوص هذا الأمر إذ أن كل شيء قد جرى حسب أصول و خطوات أمريكية معتادة لتأتي منسجمة ومتسقة ومنغمة مع خضوع عربي متأصل و معروف لمنطق اليانكي منذ عقود طويلة ..
علما بأن عملية التصدي الصحيح والجدي الحاسم و الصادق لهذا المنطق الصلف و الاستفزازي الأمريكي هذا ، بخصوص أزمة القدس الراهنة ، نقول أن هذه العملية أو المواجهة المفترضتين ما كانت لتتطلب قرع طبول حرب و لا لعلعة رصاصات و دوي مدافع معارك أو جبهات ملتهبة و ساخنة لمواجهة الإدارة ألأمريكية على هذا الصعيد ، إنما ، و فقط ، بمجرد قيام بقطع علاقات دبلوماسية و تجارية واقتصادية شاملة ، مع سحب الودائع المالية العربية و الإسلامية البالغة بمئات مليارات دولارات مودعة في بنوك أمريكية مختلفة ، فضلا عن وقف عمليات الاستثمارات للشركات ألأمريكية في المنطقة و إلغاء عقود شراء أسلحة أمريكية بعشرات مليارات دولارات ..
فكل هذه الإجراءات الدبلوماسية و الخطوات المالية والاقتصادية والاستثمارية الردعية ــ في حالة حدوثها أو حصولها ــ لكانت كافية لتهز الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية ، زلزلة عاصفة وملموسة ومحسوسة و بالصميم المؤثر مباشرة م و ذات شديد الوقع السلبي على الوضع الأمريكي برمته .
أجل ..هكذا ..
و بكل سهولة و بساطة .
لو ……
نقول لو كانت معظم الأنظمة و الحكومات العربية و الإسلامية جدية و صادقة على صعيد مواجهة أزمة القدس الراهنة و بالمستوى المطلوب و ذلك بهدف التصدي للغطرسة الأمريكية العابرة لكل الخطوط الحمراء . .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here