لتوحيد الجهود من اجل محاربة الفساد بالعمل

في هذه البرهة التاريخية ينبغي من السياسيين توظيف الطاقات لتوطيد اللحمة الوطنية وتجاوز مظاهر التمييز الطائفي والاثني بين طبقات المجتمع العراقي الكريم الواحد الذي حاول ويحاول البعض من المتعطشين للدماء داخل العملية السياسية المتاجرة بها . لقد اختلطت دمائهم في كل المعارك التاريخية والحرب على الارهاب الدخيل واليوم كشف السياسي المتاجر والمستوطن في وسط االعملية السياسية والذي يمثل اخطر من الارهاب المسلح الذي اثبت انه ليسى لصالح احد ولايعرف الانسانية وسخرته واجهات داخلية بالتعاون مع جهات خارجية تحاولة الاتجار باسمه وعنوانه المشؤوم لصالح ماخططت له من اجل تمزيق المجتمع. بمصداقية لكل ما تم التعبير عنه .وليقف الجميع في محاربة الفساد لا بالشعارات انما بالعمل بجميع أشكاله لتأثيراته السلبية الكبيرة على الاقتصاد ومعدل النمو. فوجود البيروقراطية من جهة، والمحاباة من جهة أخرى، يسبب كثيراً من التعطيل لإجراءات وتصاريح الاستثمارات والبناء، لانه المغذي الرئيسي للرشى وذلك لتسريع الإجراءات البيروقراطية القاتلة في المراجعات اليومية للدوائر والمؤسسات الذي جعل علاج الفساد بالعراق بطيئا جداً. ولانه يشكل العدو الأول للتحول الاقتصادي ذلك لانه العدو الدود للاستثمار، ويعرف الفساد بأنه استغلال السلطة العامة لأهداف ومكاسب شخصية. وبحسب اختلاف الدراسات، فإن الفساد في الحكومات ينحصر تقريباً في ثلاثة أنواع، فهو إما فساداً عن طريق الرشوة، سواء كانت الرشوة مباشرة أو غير مباشرة، أو فساداً يتمثل في الاستيلاء على الممتلكات العامة، أو فساداً يكون على هيئة محاباة، أو بما يعرف بالواسطة . من البديهي القول أن محاربة الفساد تتطلب بيئة مناسبة تأخذ في نظر الاعتبار إمكانات وقدرة الفاسدين على إخفاء الوثائق التي تثبت فسادهم، ما يحول دون محاكمتهم،

كما فلتتوحد الكلمة وتتلاحم الصفوف تحت راية الوطن والعمل من اجله ومن أجل انقاذه من المتربصين له والحالمين بكابوس الانقسام والتشظي، والتفكر نحو بناء عراق حرّ كريم تحكمه عدالة الإسلام وتسوده كرامة الإنسان ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم بأنهم اخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم وتحقيق مثلهم العليا المستمدة من رسالته السماوية العزيزة وفجر تاريخه العظيم . اننا امام مسؤولية كبيرة للحفاظ على الإنجازات الأمنية التي تتطلب بذل جهود مضنية للحفاظ عليها من خلال العمل على توحيد الصفوف ومشاركة جميع فئات الشعب العراقي وكل من يعتقد أن خطر الإرهاب الذي يطال الدولة في هذه المرحلة سوف لا تطاله إنما هوفي وهم خاصةً أن هذه المجاميع المجرمة كشرت عن نواياها الخبيثة باتجاه إشعال الفتن الطائفية في العراق و المنطقة وبرغم مما تحدثه من خسائر في الأرواح يوميا إلا أنها باتت مدانة من عموم الشعب العراقي الذي بات موحدا ضدها.

كما ان دماء الالاف من الشهداء الذين لا يمكن ان تضيع دون قطف ثمار تضحياتهم و تدعوا لتحمل هذه الرسالة .

الكتل السياسية الوطنية والمكونات المجتمعية في العراق اليوم مطلوب منها حماية هوية التعددية وتنوعه العرقي والديني والثقافي والذي يعتبر مصدر اثراء للاجيال القادمة ، ورعاية حقوق الانسان ، والعمل على ترسيخ هذه المبادئ ، والقبول بالآخر ، بل لتحقيق التعاون البناء على الخير والعدل ، والإحسان.علينا ان نكون متفائلين دائماً ، فالتفاؤل يزيد من الإيمان و بقدرات الإنسان ومقدرته على حل المشكلات بل وعمل المعجزات. و أنّ صوت العقل هو الذي يلهم إبداع الإنسان. هو الصوت الذي يعلوا ليحثنا دائماً للوصول إلى الأفضل .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here