( الاشتباه بدفن الموتى سهوا ، ام قدراً )

كان لي خال من اقرابائي من طرف والدتي الام .انسان متقي مؤمن كريم النفس متعلم ومثقف يخالط الناس ويتفاعل معهم اجتماعياً؛ ولكنّه لا يقترف ما يقترفون من سيِّئات، أو يرتكب ما يرتكبون من معاصٍ أو يجرح احد بما اقترف من اثم ،،وهو دائما يردد العبارة القائلة انا من اموت من المسؤول عن دفني .ونحن نسكن في بيوت الزعيم عبد الكريم قاسم ( الالف دار ) التى وزعها على الشرطة المتقاعدين وكان والدي عريف شرطه متقاعد.وصدفه التقينا بالخال وتم التعارف وظهر من اقرباء والدتي من الام .كنا نسكن عوائل فرادي من البشر الشيعي والسني والكردي والمسيحي متجانسين بعضا البعض تجمعنا خيمة العراق ألواحد ، كانت العشائر في بغداد ضعيفه شبه مفككة سابقا والقانون هو سيد الموقف يحمي حقوق الناس جميعا ..

هذا الرجل المتقي له من الأولاد واحد ومن الإناث اثنان.الولد كان في زمن الملك فيصل الثاني شيوعي بعد ماتم التعارف عليهم في عام( 1959 ) سافر الى ألمانيا الغربية ولم يعد.مرت السنين كبر الرجل . واراد ان يعمر الدار الذي يسكن فيها وقدم على سلفة العقاري لبناء البيت وعندما استلم السلفة .رافقه شيطان من البشر وسرقها منه .وعندما وصل للبيت وفتش جيوبه ولم يرى المبلغ .مما إصابته ذبحة صدريه ،ونقل على اثرها الى مستشفى ابن النفيس للقلب في بغداد ، وكانت زوجته وبناته تتردد علية .في احد الايام جاءت والدتي للبيت .وصرخت خالك مات بالمستشفى ياابني اذهب له ،، وذهبت لهم للبيت ومن ثم ذهبنا انا وزوج بنته الكبيرة وبناته الى المستشفى .ولم نعثر على الجثة الخاصة له لا.بالمجمدات ،ولا.في المكان المخصص للجثث .والاطباء معنا يبحثون على الجثة اتصلت بالدكتور مدرس بالرياضة ( صادق ) ابن خالي أيضا عن طريق الأمهات من عشيرته اخرى وجاء معنا واتصل بالدكتور صديقه وزير الصحة الذي قتله صدام حسين عام (1982 ) رياض ابراهيم الحاج حسين ) وكانت النتيجة ان نذهب الى جنازتين في نفس اليوم واستلمت عناوينهم من تاريخ الوفاء عّام ( 1979 ) واحدة في مدينة الثورة . والثاني في مدينة الزعفرانية من اجل التأكد منهم وذهبنا الى مدينة الثورة فوصنا لهم وقرانا صورة الفاتحة للمتوفي ،وعندما طرحت الموضوع ظهر ان هولاء متاكدين من الجنازة عائدة لهم ، وذهبنا الى الفاتحة الثانية بالزعفرانية قرب جسر ديالى وشاهدنا ليس جادر واحد، بل منصوب ثلاثة جوادر قرب جسر ديالى الحديد لكون الرجل المتوفي رئيس عشيرة ( الوردية ) جلسنا وقرانا الفاتحة وطرحت الموضوع على اصحاب الشأن .ظهر هولاء الناس غير متاكدين من جثت المتوفى ،جاءوا معنا للمستشفى ثلاثة رجال اثنان اشقاء المتوفي مع شاب أبن المتوفي . ولما ذهبنا الى المجمدة التى تحفظ جثث الموتى ومعنا المدير وبعض أطباء المستشفى واثناء فتح الجرارات صرخ الولد هذا والدي بالمجمدة وتمت إهانتهم بكلمات بذيئة من قبل المدير وبعض الأطباء .وقال احد الرجال الكبار .اخواني نطلب الستر منكم نذهب سوا لمقبرة النجف ناخذ المتوفي معنا حتى تشاهدون قبر المتوفي الخاص لكم ذهبنا سوا.الى مقبرة النجف الأشرف واذا قبر خالنا قريب على ضريح امير المؤمنين ،عليه الصلاة والسلام تحت الشجرة الكبيرة هذا مقسوم له بالحياة ،والرجل الكبير قال لنا اخواني اعتذر منكم ونحن سوف نذهب الى الجديدة لدفن ميتنا المتوفي الغير مقسوم له هذا القبر.بل مقسوم الى خالكم وهو بري الذمة من قبلنا وفارقناهم ،مع السلامة ،،

ونحن راودنا الشك على ميتنا بل أرسلنا على الدفان لنتأكد منه وجاء الدفان ،وحفر القبر وشاهدنا المتوفي صحيح هو خالنا في وقتها طلبنا من الدفان ان يغلف القبر بالطابوق وقرانا صورة الفاتحة عليه ورجعنا الى بغداد لنقوم بالواجب الاخر .نصب الجادر وتعزية المحبين له في منطقة الالف دار بغداد الجديدة ،الحمد لله ،رحمك الله ياخالي ( جبر حسوني ) ياطيب القلب كانت أمنياتك من الله ان يسهل امرك للقبر في الآخرة بعد مماتك وكنت الوحيد بالحياة ، ما كنا مثل الان نساءل على العشائرالعراقية..كانوا العراقيين هم العشيرة في بغداد بداية عام 1979 .. تيقنت ان الاشتباه لدفن الموتى كان قدراً ،،، وليس سهواً ،،

الكاتب والناشط المدني . علي محمد الجيزاني .

الكاتب . علي محمد الجيزاني .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here