في حضرة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دامت بركاته) .. كلمات تخط بماء الذهب

فؤاد المازني

يوم ليس كباقي الأيام وساعات ليست من حساب الزمن إستنشقنا فيها عبير الفجر مع تهجد الساجدين وقيام المصلين وطواف الزائرين في رحاب المرقد المقدس لأمير المؤمنين وأبا السبطين الإمام علي بن أبي طالب (ع) ومع بواكير الصباح المشرق وإكتمال النصاب إنطلقنا بمعية القيادات والمجاهدين الأبطال في فرقة العباس (ع) القتالية أخوة جمعتنا معهم الفتوى المقدسة التي نادت بالدفاع عن أرض العراق وشعبه ومقدساته ، سرنا معآ في زقاق ضيق جدآ لايتسع لمرور سيارة صغيرة واحدة ليأذن لنا في الدخول الى بيت مساحته صغيرة جدآ لكن صدره واسع ورحب يتسع لمئات الضيوف تفوح بين جنباته أنفاس العلم والتقوى والورع والخلق الرفيع وتعتليه سارية الزهد بأبلغ معانيها لنلتقي الحفيد المبجل لذلك الإمام الهمام الذي تشرفنا بزيارة مرقده الطاهر . الأعداد الحاضرة كثيرة لا يتسع لها البيت ولا الزقاق ولا الشارع المحاذي ولكن ببركة صاحب المكان جرت الأمور بسلاسة وإنسيابية لاتوصف وكأن يدآ من وراء الحجب تنظم سيرها ، وحانت لحظة اللقاء أمتار قليلة تبعدني عن المرجع الأعلى للطائفة سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (حفظه الله ورعاه) لم يخبرني أحد عما قاله ونطق به بل أنا رأيته وهو يستقبل أخي وصديقي أبا الشهيدين (سلمان البلداوي) وحين طلب منه أخي البلداوي الدعاء لزوجته أم الشهيدين فرأيت السيد المرجع وهو يشير بيده وسمعته وهو يشنف أسماعنا بكلامه الهادئ ونبرات صوته المشعشعة ونظراته المتفائلة نحونا قائلآ (( لولا ماقدموه الشهداء لذبح الرجال ولسبيت النساء سلامي الى أمهاتهم وهؤلاء الشهداء هم مع أصحاب الحسين (ع) وإسترسل رافعآ يديه يلهج في الدعاء دون إنقطاع للشهداء والجرحى والمرابطين والمجاهدين ولعوائلهم ولكل المخلصين الذين بذلوا أنفسهم وقدموا الغالي والنفيس نصرة لهذا البلد وأهله)) . رجل في نهاية العقد الثامن من حياته يحمل كل هذا العبأ على عاتقه لينقذ الأمة من الضياع في أتون الفتنة والجهالة والضلالة ويبعد عن هذا البلد كوابيس الخيانة والفساد في الداخل وخفافيش الظلام والمؤامرات من الخارج ويكرس حياته جاهدآ ليعيد البسمة والأمل الى شعب عانى الظلم والإضطهاد المادي والنفسي من قبل حاكميه سابقآ وحاضرآ ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here