نیچیرڤان بارزاني يوجه رسالة إلى العبادي

بعد سنوات من المشاكل والخلافات بين الامين العام لحزب الدعوة الإسلامي، نوري المالكي وقيادة إقليم كوردستان، أقدم المالكي في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية على كسر الجمود في العلاقات مع الإقليم، وقال إنه ” لم يبقَ أي مبرر لعدم العودة إلى الدستور والبدء بالحوار وفتح صفحة جديدة”.

وقال نائب رئيس جمهورية العراق نوري المالكي، إنه “يجب أن يبدأ الحوار على خلفية الشعور المشترك بالعلاقات والأخوة والشراكة الوطنية التي تجمعنا، أما تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات فما المقصود منها؟! فوضع الإقليم لايتحمل، ويجب إجراء مراجعة سريعة لوضع الإقليم قبل فوات الآوان، والحكومة المركزية تستطيع أن تساعد الإقليم لمواجهة التحديات ولكن على الإقليم أيضاً أن يتقدم نحو الحكومة المركزية وأن يتفاعل معها وفق السياقات الدستورية”.

 وقال مسعود حيدر، النائب عن حركة التغيير في البرلمان العراقي بشأن بدء المفاوضات بين أربيل وبغداد، إنه “في حال تم إجراء الانتخابات العراقية في وقتها المحدد 12 أيار المقبل، فإن المفاوضات ستؤجل إلى ما بعد الانتخابات لأن الطرف الذي يفاوض الكورد ويتفق معهم سيتهمه الطرف الآخر بالخيانة”، مشيراً إلى أنه “من المحتمل أن يتم تأجيل الانتخابات حتى تشرين الأول القادم وفي حال تم تأجيلها بالتأكيد المفاوضات ستبدأ بين الجانبين”.

ووصف حيدر، المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع المالكي بـ “السياسية، وكانت رسالة لإقليم كوردستان والعبادي”، مشيراً إلى أن “المالكي يترأس أكبر كتلة برلمانية ولديه قوة كبيرة وبمقابلته بات العبادي في حيرة من أمره وهذا يدخل في إطار مصلحة الكورد وقد يحلحل الأزمة”.

وبحسب معلومات لشبكة رووداو الإعلامية، “بعد طرح عدة مبادرات من إقليم كوردستان وإعلان استعداده للحوار والضغوطات الدولية على بغداد، فمن المقرر أن يزور وزيري الداخلية، قاسم الأعرجي، والدفاع عرفان الحيالي أربيل لبحث مسألة المطارات والمنافذ الحدودية مع المسؤولين في حكومة إقليم كوردستان”.

وقال النائب عن حركة التغيير في البرلمان العراقي، مسعود حيدر بشأن زيارة الوزيرين، إن “زيارة الوزيرين تأتي بعد الضغوط الدولية والداخلية على بغداد”، موضحاً أن “الزيارة لها علاقة بتصريحات المالكي الأخيرة بشأن الأزمة العالقة بين أربيل وبغداد”.”

وفي السياق ذاته، قال رئيس كتلة حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، آريز عبدالله، إن “المالكي يدعم الحوار باعتباره يعلم جيداً أنه تشكل دعماً دولياً لإقليم كوردستان وتأخير المفاوضات له تأثير على جميع العراق”.

من جانبه، قال رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في البرلمان العراقي، عرفات أكرم، إن “المقابلة التي أجريت مع المالكي شكلت مخاوف لدى العبادي وقد يشكل الكورد تحالفاً معه”، واصفاً “التقارب بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني بالمهم”.

وأكد كرم أن “الرسائل التي وجهها المالكي في مقابلته إيجابية في الإطار العام إلا أن قادة الشيعة يغيرون سياساتهم بمجرد وصولهم إلى الحكم”.

أعلنت حكومة إقليم كوردستان بعد تجميد نتائج استفتاء الاستقلال واحترامها لقرار المحكمة الاتحادية العراقية استعدادها للحوار إلا أن بغداد حتى الآن لم تقبل ببدء المفاوضات بين الجانبين.

وعلى الرغم من الضغوط الدولية على بغداد بشأن بدء المفاوضات مع إقليم كوردستان وحل الأزمة الراهنة معها إلا أن العبادي لم يرد على مطالب المجتمع الدولي ويزيد من ضغوطاته على الإقليم.

ووصف آريز عبد الله، رئيس كتلة حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني في البرلمان العراقي، رئيس الوزراء، حيدر العبادي بـ “المغرور”، موضحاً أن “موقف أمريكا وبريطانيا يشجع العبادي على المزيد من التعنت”.

أما رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في البرلمان العراقي، عرفات أكرم، قال “أمريكا والمرجعية الدينية تسطيعان أن تضطغطان على الحكومة العراقية”، موضحاً أن “إيران لا تريد أن تبدء الحوارات مع أربيل لأنها تود أن يسقط كيان إقليم كوردستان إلا أن بغداد ستكون في النهاية مجبرة على الجلوس على طاولة الحوار مع أربيل”.

وتسعى الحكومة العراقية لإقرار موازنة العام المقبل بنسبة تصل إلى 12.6 بالمئة بخلاف الحصة السابقة والبالغة 17 بالمئة.

وقال النائب عن التغيير في البرلمان العراقي، مسعود حيدر بشأن حصة إقليم كوردستان في الموزانة المالية للعام المقبل 2018، إنه “في حال دفعت بغداد أقل من 10 مليار دينار إلى إقليم كوردستان فإن الصندوق النقد الدولي لن تمنح قروض جديدة للعراق”.

وأشار إلى أن “مسؤولين في صندوق النقد الدولي بالعاصمة الأردنية عمان أكدوا أنه في حال لم يتم زيادة حصة إقليم كوردستان فإنهم لن يمنحوا قروضاً جديدة للحكومة العراقية، ومن هذا المنطلق بغداد مجبرة على أن تجري المفاوضات مع أربيل”.

يشار إلى أن الحكومة العراقية قطعت حصة إقليم كوردستان من الموازنة منذ نحو ثلاث سنوات كما تسعى حالياً لإقرار موازنة العام المقبل بنسبة تصل الى 12.6 بالمئة بخلاف الحصة السابقة والبالغة 17 بالمئة.

وبعثَ الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، رسالةً مشتركة لكل من رئيس حكومة إقليم كوردستان، نیچیرڤان ارزاني، ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو گوتيريس، طالب من خلالها ببدء فوري للمفاوضات بين أربيل وبغداد.

وبحسب معلومات شبكة رووداو الإعلامية، فإن “رئيس حكومة إقليم كوردستان، نیچیرڤان بارزاني وجه رسالة إلى رئيس وزراء العراقي، حيدر العبادي، مشيراً إلى أنه من غير الممكن أن نرد على بعضنا من خلال المؤتمرات الصحفية، وفي نهاية المطاف ينبغي حل المشاكل الراهنة عن طريق المفاوضات، إلا أن العبادي حتى الآن لم يوجه أي رد على الرسالة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here