الجعفري لصحيفة سعوديّة: العراق ليس ديمقراطيّاً 100%

أكد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، أمس، أن العراق سيتجه الى منح مزيد من الصلاحيات للمحافظات تكريساً لمبدأ اللامركزية، فيما وصف المحاصصة السياسية بـ”السرطان”.

وانتقد الجعفري، خلال حوار مع صحيفة عكاظ السعودية،”مبدأ المحاصصة المعمول به في النظام السياسي الحالي”، ووصفه بـ”السرطان”.
وأكد وزير الخارجية”أننا اندفعنا أكثر وأكثر باتجاه وحدة الصف وجمع الكلمة وتحقيق نظام يُرسى على قاعدة الديموقراطية من جانب والفيدرالية من الجانب الآخر، ونحن لا ندّعي اليوم أن النظام في العراق ديموقراطي مئة في المئة ولا حتى فيدرالي، ولكننا مارسنا الفيدرالية”.
ورأى الجعفري ان”نظام الحكم سينحو باتجاه منح مزيد من الصلاحيات للمحافظات تكريساً لمبدأ اللامركزية”. ولفت الى ان”نظام الحكم سيكون لامركزيا من دون شك، فخير لنظام الحكم أن ينفتح على المحافظات والأقاليم ويمنحها الصلاحيات بما لا يخل بالسيادة، خصوصا الوزارات السيادية، لأنها تهم جميع أبناء البلد، وفيما عدا ذلك يمنح للمحافظين مباشرة من خلال منحهم سلطات لامركزية على ألا تؤدي إلى تجاذب بين المحافظات والأقاليم وإنما تحقق نوعاً من التقارب”.
وحول استفتاء إقليم كردستان لتقرير مصيره، قال الجعفري”لا شك أن قضية التقسيم شكلت عقبة أساسية جثمت على صدر العراق، وهذه القضية أثارت هواجس العراقيين، كما أثارت هواجس الدول المجاورة ذات المكونات الكردية (تركيا وسوريا وإيران)، فعدوى الفيدرالية والانفصال سرعان ما تنتقل من بلد إلى آخر، ولا نقول أننا أنهينا تماماً هواجس التقسيم، ولكن القضية أصبحت مطمئنة في الوقت الحاضر إلى حد كبير”.
واعتبر وزير الخارجية ان”الحل يكمن بتطبيق الدستور العراقي الحالي، وإيجاد علاقة متوازنة بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات وحكومة إقليم كردستان، والمشاركة الحقيقية في الحكومة”.
وتعليقاً على وصف الحشد الشعبي بالميليشيات، قال الجعفري إن”الحالة العسكرية في العراق ليست ميليشيات، فهناك فرق بين مفهوم الميليشيات ومفهوم المقاومة. البلد عندما يتعرض للاحتلال يقاوم، وعندما يتعرض للإرهاب يقاوم، والعراق لا توجد فيه ميليشيات”.
وأضاف رئيس التحالف الوطني السابق في حديثه للصحيفة السعودية”إلى الأمس القريب والقريب جداً لم تزل بعض فلول داعش جاثمة على صدر بعض المدن، وكل دول العالم عندما تمر بظروف أمن استثنائية تشكل جيوشا إضافية للدعم، ولك أن تسميها ما شئت، والعراق ليس بدعة من القوم، فالمحافظات كادت تسقط كلها، محافظة وراء محافظة فماذا نعمل؟”.
ولفت الجعفري الى ان”داعش سيطر على محافظة الأنبار ومحافظة صلاح الدين ومحافظة الموصل، وكادت تسقط جميع المدن، وبناء على ذلك نادت المرجعيات بضرورة الدفاع بمفهوم الجهاد الكفائي وتطوع هؤلاء جميعاً وعملوا تحت لواء القوات المسلحة العراقية، وحققوا نصراً كبيراً”.
وتابع وزير الخارجية بالقول إن”هؤلاء لم يأتوا من خارج الحدود وإنما أبناء العراق، وفي الوقت نفسه قدموا تضحيات وتعاملوا بطريقة رائعة جداً”.
وشدد الجعفري على ان”الجيش العراقي الرسمي، والبيشمركة، والحشد الشعبي، والحشد العشائري كيانات وليست ميليشيات، وهي اليوم مقررة في الدستور، بمعنى أنها كيانات عسكرية تستظل بالدستور العراقي والبرلمان العراقي، وتأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة وهو رئيس الوزراء”.
وأكد ان”حركة أي قوة عسكرية داخل العراق تجري تحت إمرة رئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة”.
وبشأن مشاركة قوات الحشد في الانتخابات قال الجعفري إن”القانون العراقي سيطبق على مقاتلي الحشد الشعبي وإذا كان لهم حقوق سيمارسونها، وإذا لم يكن لهم لن يمارسوها، والانتخاب حق للقوات المسلحة العراقية وهم جزء منها، وإذا امتنعوا عن الممارسة فلن يجبرهم أحد، والدستور العراقي لم يحرّم على أبناء القوات المسلحة الدخول في الانتخابات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here