عدنان الأسدي نقطة الاختبار بين العبادي والمالكي

عدنان الأسدي نقطة الاختبار بين العبادي والمالكي
سليم الحسني

يعلم حيدر العبادي بفساد عدنان الأسدي بنفس الدرجة التي يعلمها نوري المالكي، لكنهما يتكتمان عليه لحسابات مصلحية صرفة، كما هو الحال عند كل زعامات الكتل الأخرى في التستر على كبار الفاسدين فيها.

أطرح فساد عدنان الأسدي هنا وأركز عليه، لتميز هذه الحالة عن غيرها مما هو موجود في الكتل الأخرى، فالأسدي معروف بالفساد عند قيادات حزب الدعوة، وعند الكيانات الأخرى وفي أوساط واسعة من الشارع العراقي. ولكون موقف النزاهة جامداً من الفاسدين، فان الأنظار تتجه الى العبادي في محاسبته باعتباره هو الذي أعلن حملته المزعومة لمحاربة الفساد.

لا يمكن أن نتوقع هذه الخطوة من المالكي لأن الأسدي من مقربيه المهمين، وهو موضع ثقته وقد دعمه حين سلّم لو وزارة الداخلية وكيلاً في ولايته الأولى، ووكيلاً مطلقاً في ولايته الثانية، وكان يعرف ما يرتكبه عدنان الأسدي ويتستر عليه، لذلك فهو يعارض أي محاولة لمحاسبته، كما حاول ذلك مع صلاح عبد الرزاق من قبل.

لا يمكن أن نتوقع أن المالكي سيعمل على إبعاد عدنان الأسدي ولو بضعة أمتار عنه، وعليه فأن محاسبته حزبياً أو قضائياً، أمر يقترب من المستحيل، لأن معنى ذلك أن إنكشاف مساحة كبيرة من الفساد، وبأسماء تمس المالكي شخصياً في مقدمتهم ابنه أحمد وصهره حسين المالكي والصهر الآخر ياسر عبد صخيل، الى جانب عدد آخر من الأسماء البارزة في فريق المالكي المقرب. فقد كان عدنان الأسدي قد جعل وزارة الداخلية متجراً واسعاً له ولهم، بما فيه من عناصر الشرطة والضباط وكبار المسؤولين.. كل أقسام وامكانيات هذه الوزارة السيادية الخطيرة، كانت تحت تصرف الطموحات التجارية للأسدي وعائلة المالكي ومقربيه.

وعلى هذا فان المالكي يسقط في اختبار النزاهة في قضية عدنان الأسدي، كما سقط في غيرها وغيرها.

أما العبادي فأنه لن يتخذ خطوة جادة مع وكيل وزارة الداخلية السابق، لتردده أولاً، ولخوفه من ردة فعل المالكي ثانياً. فهو رغم خلافه الحاد مع الأخير، إلا أنه لا يجرؤ على إثارته، حذر أن يعمل المالكي على إضعاف فرصه في الولاية الثانية التي تمثل حلم العبادي الأكبر.

صحيح أن العبادي يُدرك بأن المالكي سيعيق وصوله ثانية الى رئاسة الوزراء، لكن طريقة تفكير العبادي المحدودة، تميل الى إبقاء خصومه في مستوى العداء له دون استفزازهم لتصوره أن ذلك يرفع من منسوب عدائهم له. وبهذه النظرة لن يقترب العبادي من عدنان الأسدي ولا من غيره، سواء من مقربي المالكي أم من غيرهم من كبار الفاسدين في الكتل الأخرى.

في هذه المعادلة، ينجو عدنان الأسدي بفساده. لكن النتيجة التي لم يفكر بها العبادي ولا المالكي أنهما يبرهنان عملياً على أنهما يتستران على فاسد معروف.

سيحدث ذلك عندما تتكشف الأوراق، وسيلوذان بالصمت بطبيعة الحال، كما فعل المالكي مع مستشاره المقرب صلاح عبد الرزاق بعد طرده من حزب الدعوة.
لإستلام مقالاتي على قناة تليغرام اضغط على الرابط التالي:
https://telegram.me/saleemalhasani

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here