بيان الفلاسفة لسنة 2018م: لا خَيرَ في أوطاننا

بسم الله ربِّ العشق و آلجَّمال
أيُّها الناس: لا خير في أوطانٍ .. مُعظم – إنْ لم نقل – كلّ المسؤولين و الشيوخ و النواب و الوزراء فيها يسرقون بـ “القانون” قوت الفقراء عبر قوانين على مقاس جيوبهم و مصالح أحزابهم .. أقلّها الرّواتب و المخصصات و الحمايات التي يمتازون بها كحصص ثابتة خارج كل القوانين حتى الوضعية, حتى باتت أغلبها مَدِينَة للأستكبار العالمي! و المصيبة العظمى؛ أنّهم يُعلنون أمام الملأ الغافل و بلا حياء و ضمير؛ وجود ألمساواة بين الشعب في الحقوق و العدالة في الحكم, و لا يُوجد مواطن درجة أولى و ثانية و ثالثة؛ و الأعجب من ذلك؛ أنّهُ لا واحد من هذا الشعب ألمُخدّر الضائع الجّاهل يسأل رئيس الوزراء أو الجّمهورية العراقية الفاسدة أو الناطقين بإسمائهم: كيفَ ذلك .. و راتب مُواطن مثلكَ يا أيّها الرّئيس؛ يصل لـ 80 مليون دينار مع حماية يُقدر عددهم بـ 500 رجل أمن برواتب خاصّة و مكاتب و مستشارين يتقاضون المليارات .. و في مقابل ذلك لا يصل راتب مواطن أو موظف بسيط أو عامل لـ 500000 دينار فقط!؟
فأين العدل و المساواة في المواطنية؟ أم أِنّها شعارات تخديرية لأدامة الفساد!؟
ثمّ كيف هو لون الطبقيّة و الظلم و الفوارق في المواطنية يا سيادة الرئيس !؟

لهذا فأنّ آلأوْلى بكم يا شعبنا العراقيّ .. و يا شعوب العالم النائمة .. ألمغفلة .. المُقيّدة بقوانين و شرطة ظالمة لحماية تلك الوعود الكاذبة بآلنهضة و الثورة لأجل المساواة في كل شيئ .. خصوصاً و إنّكم قد كشفتم تفاهة و خيانة و زيف و نهب و ظلم و نفاق السّياسيين و أحزابهم القشريّة التي تستوزر العدالة و الفلاسفة و العرفاء ككانت و شوبنهاور و آلصدر .. وشهدتم فقدانهم لأبسط مبادئ الفكر الكوني الأصيل؛ و التي محتْ بدورها المحبة و المُثل و الأخلاق و فلسفة القيم من بين الناس و علّمتهم عمليّاً بدل ذلك؛ على الكذب و النفاق و القسوة و الدّجل و بكون “الدِّين – السّياسة” وسيلة للحكم و آلتسلط لأجل النهب و الإثراء و تحقيق ضربة العمر بكلّ وسيلة ممكنة لا غير .. حتّى باتَ الأمر سُنّة و شرعاً يتنافس عليه العراقيّون و الشعوب الأخرى كنتيجة طبيعية لتلك التربيّة و الدّين الفاسد الذي علّمهم على آلحسد و الضغينة و النميمة و النفاق و الخيامو و الأفكار السطحية و الأساليب التربوية و التعليمية الخاطئة و لقمة ألحرام التي ملأت بطونهم بعد ما نهب ألمُـحاصصون أموال البلد وأصبحوا من أثرياء العالم على حساب الحقّ وحقوق الناس, و عليكم إن أردتم النّجاة و بعد فساد الأخلاق و شرعنة .. بل و إنتشار الرّذيلة و الزنا و الغيبة و الكذب والعنف و القسوة و حتى القتل بينكم لأجل الكسب الحرام؛ عليكم أيّها الناس؛ قراءة مقالاتي بوعي لأنها تحكي قصّة الأنسان و الوجود و فلسفة الخلق و الحقوق و العدالة .. و و آلله لم أكتبتها كما تُكتب المقالات السطحية – العادية أو الرسائل الجامعية العديدة و المكررة؛ بل كتبْتها كوريث للفكر و بآلدّم و الدّموع من خلال أسفار و محطات كونيّة عبر غربة قاتلة حتى و أنا مُسجى على فراش المرض و الموت في مستشفيات الشرق و الغرب, إنّها حصيلة جهادٍ فكريّ و فلسفيّ عميق .. ثمّ كَوْنيٌّ مرير إمتدّت لنصف قرن .. حتى توصلتُ إلى ينابيع الحكمة و سرّ الكون و مغزى الكرامة الألهيّة و آلأحكام المختلفة التي أذهلتني منذ أن كَرّمَ بها الباري إبتداءاً بني (آدم) الذي لا يعرف الناس حتى معنى (آدم) و حقوقه و مرتبته الكونية!
أكرر بني (آدم) و ليس (البشر) و لا حتى (الأنسان)(1) الظلوم الكفور الجاهل وآلمنافق!

كلماتي و أفكاري التي حدّدتها في نظرّيات شملتْ خلاصة آلفكر الكونيّ من آدم(ع) و إلى (الخاتم) و ما قبلهم و بعدهم للآن؛ لِتُمثل كلّ مدى الوجود و السفر في آلأنفس و الآفاق المنظورة في فلسفة الخلق, كما سعيتُ كثيراً في تبسيطها و بيان آلحكمة من الوجود و العلّة من خلق الأنسان(2) تتقدّمها (الأسئلة الستة) المركزية لهدايّة الناس و سعادتهم بعد خلاصهم من الحكام .. حكيتُ في بعض جوانب تلك آلنظريات؛
قصّة الأخيار ألألاهيين كعليّ و الحسن و الحسين و الحلاج و الصدر في أوطان متعجرفة غير آمنة ..
و في أرض منقبضة منفوسة تعجّ منها رائحة الدّم و الموت و المؤآمرآت و الخيانة و الأنقلابات ..
على أرضٍ طالما ذبحوا عليها الأخيار و الأنبياء و المعصومين و العرفاء ليحكمها الأنذال و الأشرار تارة باسم معاوية و تارة باسم عليّ و تارة باسم الله و أخرى باسم الديمقراطية ..
في أرض ملعونة .. ملغومة بآلمحن و المصائب الدائمة, خصوصا بعد ما قُتل عليه الحسين(ع) و أهل بيته .. حيث دعى عليهم بدعاءٍ إهتز لهُ العرش و غيّر مسير الكون في أمّ الكتاب؛ دعاءٌ أليماً قالها الأمام ألحسين على أرض كربلاء الملعونة التي يعتبرها أهل العراق الجُّهلاء الشياطين بأنها كربلاء (المقدسة), في حين قال عنها الأمام الشهيد نفسه؛ بأنها أرض (كرٍّ و بلاء), و دعى على أهلها بدعاء أليم جاء فيه: [ألّلهم شتّت شملهم و فرق جمعهم و لا تُرضي الولاة عنهم أبداُ], كما لعنها والده الشهيد عليّ من قبل بقوله: [لقد ملؤوا قلبي قيحاً و دماً فأملأ قلوبهم قيحاً و دماً]؛ بمعنى أدِمْ عليهم العذاب و آلغضب و القسوة و الشقاء و الكرّب و النهب الدائم لكرامتهم من الحاكمين إلى القيامة .. في هذا آلوطن .. و أيّ وطن و لدنا فيه و كبرنا و الخوف من الأرهاب و المستقبل منذ ولادتنا كان حليفنا الدائم, و صاحبنا في كلّ مكان و زمان؛ في البيت من بطش الوالدين(3)؛ و خارجهُ من بطش الجيران؛ و في الشارع من ظلم الناس؛ و في المدرسة من بطش التلاميذ و ظلم المعلم و المدير؛ و في المحاكم من ظلم القضاة الذين لم نشهد منهم غير الأحكام الفاسدة الجائرة؛ و في الدّوائر الحكومية الأجحاف و الرّوتين لأجل الرّشوة؛ و من الشيوخ والحكام الكبار السلب والنهب و العنف و التكبر و القتل و السجون و التشريد و الطبقية و العبودية؟
إنّهُ العراق؛ عراق أحزاب الجّهل و ألأنتهازيّة و العشائريّة و آلدّم و القسوة و آلأهانة, لذلك قلتُ و كم قلت:
إنّي من الوطن الذي مأســــــــــــــاتهُ فوق إحتمــالي
وطنٌ رُؤى الأنسان أرخصُـ……فيه من شسع النّعال
ما للشّريف بأرضـــــــــه…… غير المذلة و الحبال!
وطنٌ لا يتلذّ و لا يحتضنْ ولا يطرب .. سوى للفاسدين, يضمّ الكفر و آلبلوى مع آلآهات و الأهانات, بجانب المُتناقضات و الفساد و الرّشوة؛ وطن يتقن مواطنيه كلّ ألوان الخديعة و آلنّفاق و الدّجل, و لا يلمع فيه سوى المنافق و الأشر؛ وطنٌ لا يُعادي سوى المحبّة و العدالة و الأنسانية و التواضع!!

و هكذا فَقَدَتْ أوطاننا الخير و الحاكم العادل و إنتشر بدلها المنكر و الفساد كما هو حال كلّ ارض الله اليوم تقريباً مع بعض الفوارق, حتى تحولت إلى سجن لتعبيد الناس لآلهة الأرض الذين يحكمون العالم من خلال الأقتصاد و (آلدولار) و بطش جيوش و قوات ألأمن و آلشرطة و المخابرات و من ورائهم الاحلاف العسكرية كـآلناتو التي تحمي تلك الآلهة لأنها أباحت حقوق و دماء المواطن المسلوبة “قانونياً” بعد ما صوّبت ما يسمى بـ (قانون الضرائب العادلة) بسبب جشع الحكومات و البرلمانات (ألديمقراطيّة المستهدفة) التي تُنفّذ أوامر تلك (المنظمة الأقتصادية العالمية) و بكل قوّة و إخلاص و تفصيل, حتى نسوا آخرتهم بعد ما ماتت ضمائرهم لتتحول أوطاننا إلى سجون للقهر و آلمذلة و العبودية لِملأ جيوب الحاكمين و بناء قصورهم و مستقبل أبنائهم خارج أوطانهم وفي دول الجوار و الخارج! لذلك ؛ لا خير في أوطاننا.
عزيز الخزرجيّ/مُفكّر كونيّ/عن المفكرين و الفلاسفة في شمال و جنوب و شرق و غرب أمريكا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هناك فرق كبير و كبير جداً بين معنى الحالة (البشرية) للبشر, و بين الحالة (الأنسانية) للأنسان, و بين الحالة (الآدمية) للآدميّ.
لمعرفة تفاصيل هذه القضية المحورية؛ راجعوا بحوثنا المكثفة المعمقة في مؤلفاتنا و مقالاتنا المعروفة.
(2) في مدينة تورنتو العاصمة الأقتصادية لكندا: كانت لي و لسنوات محاضرات مكثفة عن بعض تلك الموضوعات؛ و كان الحاضرون و من مستويات مثقفة نسبياً بعضهم من الكتاب و الصحفين و يشرفون على مجلات و صحف معروفة؛ كانوا يشكون من صعوبة و عمق تلك الأطروحات .. ناهيك عن البعض ممّن تصور بأنه يفهم شيئا لأنه ينتمي للأحزاب الوضعية كحزب البعث و حزب دعاة اليوم و غيرهم حيث كانوا لا يحضرون ليس لأنهم جهلاء عاديين و منافقين؛ بل لانّ الجهل كان قد أخذ مأخذه منهم بحيث قلب الموازيين في وجودهم, و لذلك أطلقت عليهم صفة الجهل الفكري و العقائدي بإمتياز.
(3) في العراق كما الدول العربية و أكثر دول العالم؛ يعتبرون المرأة ضعيفة و قد خلقت للجنس و خدمة الرجل, و لذلك وُلد الأرهاب فيها طبيعياً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here