من جديد حول مؤتمر ” سوتشي “

من جديد حول مؤتمر ” سوتشي ”
صلاح بدرالدين

ثورات الربيع لعفويتها المفرطة وفراغ ساحاتها من قوى وطنية ديموقراطية صلبة ومبدئية ومجربة تكالبت عليها جماعات الاسلام السياسي وخسرت القيادات الكفوءة الموحدة لادارتها وايصالها الى الانتصار وبر الأمان وفي مراحل لاحقة وعندما تقضي مصالح الأطراف الدولية والاقليمية المعنية التي كانت اما مساهمة في التدمير ومحتلة أو متفرجة لفرض السلام ليس من أجل تحقيق مطامح الشعوب بل لبسط النفوذ والسيطرة واستثمار اعادة الاعمار ستجد وتلملم ( باللصق والتزوير ) أفرادا وجماعات من هنا وهناك باسم المعارضة والموالاة لتحقيق ماتصبو اليه ولايهمها تحقيق السلام الحقيقي العادل والدائم هذا مايحدث الآن لبلادنا ولبلدان أخرى مثل ليبيا واليمن وحصل لمصر فهل بامكان تلك الأطراف تمرير خططها وتثبيتها تحت غطاء الشرعية الدولية ؟ أم أننا بانتظار حراك ثوري مستقبلي آخر ومن أنماط جديدة لاعادة التوازن وتصحيح المسار .
المحتلون الروس ومنذ حين وانطلاقا من كونهم يعتقدون أنهم مسيطرون عسكريا على الأرض والنظام تابع لهم فلهم الحق في تقرير مصير البلاد ينكبون على التحضير لمؤتمر واسع نهاية الشهر الأول من العام الجديد في – سوتشي – يستدعون من يرغبون به بشروط واضحة ومعلنة أولها قبول الاحتلال الروسي وثانيها الانصياع للمصالح الروسية في سوريا والقبول بقواعدها العسكرية ومطاراتها وشرعية نفوذها على كامل الأراضي وتثبيت ذلك ضمن القرارات وثالثها الموافقة على تفاصيل الحل الروسي للقضية السورية بمافي ذلك التسليم بنظام الاستبداد بكل مؤسساته ومن ضمنها رأس النظام وكل القيادات العسكرية والأمنية والحزبية وكذلك بنود الدستور المقترح والنظام السياسي ثم رابعا التسليم بأحقية وأولوية القرار الروسي في مسألة اعادة الاعمار وهنا طبعا بيت القصيد .
ليس هناك فائدة للشعب السوري وقضيته ان عقد مؤتمر ( سوتشي ) أو لم يعقد بل أن أغلب الظن أنه لن يكون الا عقبة جديدة أمام السلم والاستقرار والمزيد من التعزيز لمؤسسات نظام الاستبداد ليس لأننا ننكر مسارالتاريخ ( من حيث المبدأ ) عندما تفاوض ممثلوا حركات التحرر الوطني محتليهم لنيل الاستقلال بل لأسباب أخرى ومنها الافتقاد الى وفد وطني موحد يمثل كافة الأطياف والمكونات يحمل مطالب السوريين المتمثلة بأهداف الثورة لفرض حل عادل ولأننا نحن الكرد مازلنا في ” شقاق ” ولسنا مهيؤون لترتيب بيتنا أو توكيل من يمثل شعبنا ولأن الحضور وبالأسماء تقرر مسبقا كانعكاس للمحاصصة بين الروس والنظام وتركيا وايران ولأن النتائج معدة سلفا بحسب توافقات الأطراف المعنية والمشاركون ماهم الا شهود زور على سوريا قادمة محتلة مقسمة بين نفوذ الأطراف الدولية والاقليمية وبوجود البقية الباقية من مؤسسات نظام الاستبداد ثم اختتم صديقي الحديث بتوديعي قائلا ” معك حق ” .
على الصعيد الكردي ومن شدة التزاحم من جانب ( الأحزاب الكردية السورية ) والاستقتال في حضور المؤتمرات – أيا تكن – نجدها تقفز فوق كل القضايا الخلافية في الحركة السياسية الكردية وتنسى كل اطروحاتها السابقة والراهنة حتى لايفوتها قطار – سوتشي – وقبول كل أنواع المهانة من قبيل ماتردد أن الروس لن يدعوا أطرافا حزبية ويتركون الأمر لاختيار الطرف التركي لأشخاص مقبولين من جانبهم وفي واقع الأمر وان توفرت الجدية وانعقد مؤتمر وطني سوري حقيقي بارادة السوريين يجب تجاوز المشهد الراهن من – معارضة فاشلة وأحزاب فاقدة الشرعية الشعبية – والاعتماد على الغالبية الوطنية من المستقلين والثوار والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني .
حتى دعوات ” الوحدة ” الصادرة من أفراد بغية مصالحة أحزاب ( المجلسين – تف دم والوطني الكردي ) تبدو وكأن الهدف هو تحقيق وفد مشترك لحضور مؤتمرات من دون الولوج في لب الأزمة وأسبابها ونتائجها وللوهلة الأولى فانها تحوز على رضا المزاج الشعبي العام العفوي التواق دائما الى الخير وحتى لاتتحول تلك الدعوات الى مجرد شعارات عاطفية وحتى لا تحول ذلك الى نسيان أخطاء وخطايا القيادات الحزبية وماألحقت من أضرار بقضايانا والقفز من فوقها دون حساب ومساءلة علينا اعادة القضية الى أصحابها من الغالبية الشعبية وملامسة جوهرها من قبيل : البحث عن توفير شروط عقد المؤتمر القومي الجامع لكل الطاقات من أجل انجاز المشروع الوطني الكردي السوري واعادة الدور الكردي الى مواقعه الطبيعية ضمن النضال الديموقراطي السوري ووضع استراتيجية وخارطة طريق للحاضر والمستقبل هذا مانراه السبيل الصحيح لتحقيق الوحدة والاتحاد .
كان ملفتا تخوين رأس نظام الاستبداد اليوم لقسم من الكرد المتعاونين مع الأمريكيين والمقصود قوات – ب ي د – وليس كل الكرد كما صحح سؤال المراسل الصحفي جاء بعد لقائه نائب رئيس وزراء روسيا في – حميميم – وهذا له دلالته السياسية عشية مؤتمر – سوتشي – الذي يشارك النظام روسيا في وضع برنامجه والمدعوين اليه واقتصر رد ممثلي ( الادارة الذاتية ل ب ي د ) بالقول أن ( النظام مسؤول عن ظهور المتطرفين في سوريا وأن مرحلة جديدة قد بدأت ) وهو صحيح بما يتعلق بمساهمة النظام في احضار أطراف عديدة الى سوريا لمواجهة الثورة واذا كانت هناك مرحلة جديدة في التحالفات فالمطلوب من سلطة – ب ي د – التجاوب مع نداءات المخلصين في قبول وتقديم الدعم لانعقاد المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري من ممثلي الوطنيين المستقلين والأحزاب ومنظمات ىالمجتمع المدني في القامشلي أو عين العرب – كوباني أو عفرين للخروج ببرنامج واستراتيجية كردية موحدة لمواجهة تحديات السلم والمقاومة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here