إذنْ .. لماذا عارضوا نظام صدام ؟

محمد الشجيري

لا انتمي الى اجيال الاحزاب الموجودة على الساحة والمؤثرة منها خصوصاً فعمري اصغر بكثير من ايام تأسيس الاحزاب الشيوعي والبعث والاسلامي والدعوة الاسلامية ولم اعش زمنياً حقبة الصراع الفكري والدموي الذي عاشته اجيال ذلك الزمن ومتبنياتهم من اجل القفز الى كرسي السلطة وبالتالي التحكم في مقدرات البلد ولا استطيع ان أجزم ان توجهات هذه الاجيال كانت هي بناء العراق والخروج به من حالة الفقر والتخلف الذي كان يعم العراق الى واحات العلم والمعرفة والبناء والازدهار !

تولى حزب البعث السلطة في العراق مرتين ولكن قُيّضَ له الاستيلاء على السلطة والحفاظ عليها لفترة قاربت الاربع عقود في المرة الثانية ولا احد يستطيع انكار ما كانت عليه الاوضاع الطيبة في البلد في العقد الاول من الفترة الثانية واعني هنا تنموياً واقتصادياً خصوصا بعد تأميم النفط عام ١٩٧٢ وتحسن اوضاع الفرد العراقي عبر مسيرة البناء والتنمية التي سار عليها حزب البعث ولا احد يستطيع انكار ذلك فالمنجزات شاخصة على الارض وقبل ان يتخذ مسار الحزب توجها مختلفاً في تموز عام ١٩٧٩ والتي كانت السبب في دخول البلد في متاهات اخذت بالعراق وشعبه الى مصير مظلم قاتم ولذلك بدأ تيار المعارضة بالنمو وبدأت وتائر الرفض والاحتجاج لهكذا سياسات تعم ابناء الشعب العراقي حتى انتهت هذه الحقبة وقد اصبح العراق عبارة عن خراب ودمار وتخلف رهيب في ٢٠٠٣.

اذن نحن امام سياسات خاطئة تبناها نظام صدام وتفرد واجرام امتاز بها وعلينا تصحيح هذه السياسات والاوضاع وتبني معطيات جديدة تعود بالنفع على العراق كبلد وشعب بعد عام عام التغيير في نيسان ٢٠٠٣ وهذا ما كان لعقاً على السنة الاحزاب المعارضة و كانت دائما الشعارات المرفوعة تدعو الى تخليص العراق من نظام صدام واسقاطه فالعراق وشعبه يستحق نظام افضل اكثر عدالة واكثر احتراماً للحقوق والحريات … والخ من الشعارات.

لكن الحقائق اليوم وعلى ارض الواقع وبعد ٢٠٠٣ تعكس ما كانت عليه رؤية احزاب المعارضة واثبتت لنا السنين القليلة الماضية ان هذه الاحزاب لا تملك رؤية وبرنامج ينهض بالعراق ويعود بالنفع على العراقيين اضف الى ذلك ان الاستبداد والظلم قائم وعسكرة المجتمع على قدم وساق ومحاربة الحريات والتعدي على حقوق الشعب والفساد بكافة اشكاله وصنوفه قائم و هذا ما يجعلنا نتسائل وبصراحة لماذا اذن عارضت هذه الاحزاب وهؤلاء الناس نظام صدام ؟

هل من اجل سلطة وامتياز ؟ هل كرهاً بصدام كشخص وحزبه فقط ؟ هل لان صدام وحزبه كان ربما يقف حجر عثرة امامهم ولمنعهم من سرقة اموال العراق وتخريب البلد وهذا ما نراه واقعاً في وقتنا الحالي ؟ ام انها موضة كما صرح في وقتها المعارض فائق الشيخ علي في احدى اللقاءات التلفزيونية قبل سقوط نظام صدام ( ان معاضة نظام صدام هو مبعث للفخر والمباهاة اي ( ابهة ) !!!

ما زلنا نحن الاجيال التي ولدت بعد هذا الصراع الفكري والدموي ندفع ثمناً كبيراً ليس فيه لنا لا ناقة ولا جمل سوى ان ابي وعمي وخالي وصديق ابي ورفيق عمي وخالي كانوا ينتمون الى هذه الاحزاب واورثونا هذا العبء وهذا الخراب والادهى انهم صرفوا وانفقوا ثرواتنا في امور لم تعد بالخير على بلدنا وعلي انا واقراني واصبحنا في الركب الاخير من قطار التنمية والرفاهية والتقدم الذي يعيشه اقراننا في الدول المجاورة.

انها جردة حساب في نهاية عام ٢٠١٧ حيث مرت علينا السنين الماضية ثقيلة وحزينة وفي نهاية كل عام وبداية اخر علينا ان نقيّم بعض الامور وان ننظر الى واقعنا الحالي نظرة جادة وان نرى سنين العمر كيف مضت وكيف ستكون غداً في ظل هذه الفوضى وهذا الخراب الحاصل.

كل عام وانتم بخير .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here