الحشد مقدس فابعدوا عن مصالح الدنيا

ياسر سمير اللامي
إن مفردة التقديس لها مكانه كبيرة داخل المجتمع، وإطلاق تلك الكلمة تأتي من قداسة تصرف أو قول صاحبها، وترتبط هذه الكلمة ارتباطا عضويا بالمفردات الدينية وتستمد منها خصوصيتها التي تؤثر في النفوس كونها نقيه من كل شائبة.
لعب الحشد الشعبي بعد انطلاقته بفضل فتوى الجهاد الكفائي دورا محوريا في الحسم العسكري، فقد شكل نقطة قوة في المعركة العسكرية وتصدر المعارك وأعطى روحا جديدة للمؤسسة العسكرية العراقية ككل، واستطاع أن يبث بها روح الثبات والاندفاع نحو تحقيق النصر.
ونتيجة لذلك حاول الكثير أن يطمس تلك المنجزات، ويقلل من شانيها ويشوه صورة الحشد أمام العالم، بعد أن اتصف رجاله بصفات البطولة، والشجاعة، والإقدام على الموت دون خوف أو تردد.
إن الانتصارات التي تحققت طيلة السنوات الماضية، وبروز نجم المؤسسة الحشدية ورجالاتها بشكل لامع في الأوساط المجتمعية العراقية لا بل الإقليمية والدولية، دفع بعض قياداتها للتفكير باستغلال ذلك الألق الشعبي واستثماره سياسيا في الانتخابات العراقية المقبلة 2018.
ولكن ذلك الطموح الذي جعل البعض يدون خططه الانتخابية ويحضر إمكانياته اللوجستية، ومن ثم يشد الرحال نحو عالم السياسة بانتظار لحظة إعلان النصر، قد تفاجئ بتوجيهات المرجعية العليا في خطبتها يوم 15/11/2017 من على منبر العتبة الحسينية المقدسة وخصوصا ما ورد في الفقرة الخامسة منها، حيث إن المرجعية قد أكدت على أن من انتمى ودخل تلك المؤسسة كان غير طامحا لمنصب أو أموال أو جاه، بل كان كل ما يضمره داخل قراره نفسه أن يدافع عن أرض العراق ومقدساته ويبذل روحه فداء لتلك الأرض الطيبة.
إن النقاء القلبي الذي يتميز به رجالات الفتوى يجب أن يبقى بعيدا عن كل شائبة حتى وإن صغرت، ويبعد نفسه بالتالي عن التجاذبات السياسية كونها تجعله طرفا في معادلة سياسية تميل كفتها في بعض الأحيان لصالح طرف بمواجهة طرف أخر، وقد تفتح نار الانتقاد والتشويش والتضليل المجتمعي بوجه ذلك الطرف بسبب الاختلاف السياسي حول مسألة معينة.
إن بقاء الحشد بهذا الشكل ومن ضمن المؤسسة العسكرية المرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، بوصفها قوة عقائدية مهيأة لأي ظرف طارئ قد يطرأ، يصب في مصلحه المؤسسة ذاتها و يبعدها عن مفردات الانتقاص منها ويجعلها رمزا يطمئن الشعب ويسير بعجلته التاريخية نحو الأمام، كما إنه يعطي العراق قوة حقيقية تساعده على فرض الأمن والاستقرار الداخلي .
إن البعد عن عالم السياسة للمؤسسة الحشدية يحقق نتائج مهمة منها : _
1_إن وجودها سيشكل عنصر قوة في المعادلة السياسية الداخلية و الخارجية، وسيعطي العراق زخما إقليميا يجبر الجميع على التفكير ملئيا بقوة العراق ومكانته الإقليمية والدولية وتأثيره على تلك الساحات.
2_ كما إن وجودها يقطع الطريق على العديد من المحاولات الخارجية الهادفة لزعزعة الوضع الداخلي وإرباكه سياسيا.
3_ الاستفادة من الخبرات الأمنية التي تراكمت طيلة السنوات الثلاثة الماضية، واستثمارها في إعداد خطط أمنية جديدة وقائية تجنب الشعب المآسي التي تعصف به منذ سنوات.
4_ كذلك يحقق وجوده ضمان لوحدة العراق ويقطع الطريق على جميع مشاريع التقسيم تحت أي مسمى كان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here