النيويورك تايمز تكشف كواليس احتجاز الحريري في السعودية

 نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا عن احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية وتعرضه لضغوط من أجل تقديم استقالته.

الصحيفة نقلت عن مصادرها، أنه في اليوم التالي لوجود الحريري في المملكة، تم توجيه الدعوة له في الثامنة والنصف صباحاً من مكتب الملك فهد.

وفي هذا اليوم، خرج الحريري للقاء مرتديا الجينز و”التيشرت”، ظناً منه أنه سيقابل ولي العهد محمد بن سلمان للقيام بجولة في الصحراء.

فوجئ رئيس الوزراء اللبناني بقيام عناصر أمن سعودية باعتقاله وتجريده من هواتفه المحمولة رفقة حرسه الشخصي، وقاموا بتوجيه الإهانات له، كما سمح بإبقاء حارس شخصي واحد برفقته.

وبحسب الصحيفة، تم إعطاء الحريري خطاباً مكتوباً لإعلان استقالته على التلفزيون السعودي.

وأشارت الصحيفة إلى رفض الرئيس اللبناني ميشيل عون خطاب الاستقالة، ليتمكن بعد ساعات طويلة من الاتصال بالحريري والحديث معه، ليشعر بأن رئيس وزرائه المستقيل لا يستطيع التحدث بحرية. ثم تبدأ بعدها محاولات دبلوماسيين لبنانيين لإقناع عدد من الدبلوماسيين الغربيين بأن الحريري محتجز.

وقالت الصحيفة إن الحريري كان في هذا الوقت محتجزا وقيد الإقامة الجبرية ولم تتح له الفرصة لرؤية زوجته وأولاده.

يذكر أنه في هذه الأثناء صرح عدد من الدبلوماسيين الغربيين الذين زاروا الحريري بأنه يتمتع بالحرية.

وتقول “نيويورك تايمز” إنه بقدر غرابة حلقة الحريري، فإنها كانت مجرد فصل واحد في قصة الأمير محمد، الوريث الشاب الطموح واضح العزم على هز هيكل السلطة ليس فقط في بلاده ولكن في المنطقة بأسرها. وتضيف الصحيفة أنه داخلياً سجن مئات من الأمراء ورجال الأعمال في ما يصفه بأنه حملة لمكافحة الفساد. وفي الخارج، شن حربا في اليمن وجابه قطر.

وقالت الصحيفة إن قيام ولي العهد محمد بن سلمان بخطوة الحريري هو رغبة للوقوف بوجه الطموحات الإقليمية لإيران في المنطقة، حيث لم تكن السعودية راضية عن لقاء الحريري بمستشار المرشد الإيراني للشوؤن الدولية علي أكبر ولايتي، حيث أشاد كلا الطرفين بضرروة التعاون بين البلدين.

وتوضح الصحيفة أنه في اليوم الذي أمر فيه الحريري بتقديم تقرير إلى الرياض، كان مجرد بيدق في معركة ولي العهد الشاملة: كبح جماح الطموحات الإقليمية للمنافس السعودي الطويل الأمد، إيران.

يذكر أن الحريري عاد إلى بيروت، آواخر تشرين الثاني، للمرة الأولى بعد إلقائه خطاب استقالته المفاجئ من الرياض في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وبعد عودته التقى بالرئيس اللبناني ميشال عون، ليعلن تعليق قرار استقالته.

وتؤكد الصحيفة أن “هذه هي كواليس غياب الحريري الطويل والغريب في المملكة العربية السعودية الشهر الماضي، كما كشفتها روايات اثني عشر مسؤولا غربيا ولبنانيا وإقليميا وشركاء للحريري”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here