فاطمة وبعلها عليهم السلام وقيادتها للأمة ..

نزار الخزرجي
كثيراً ما نقرأ في طيات التأريخ عن حياة سيدة نساء العالمين وما كان لها من الأثر البالغ في المجتمع أنذاك , وكيف كان لها من الرأي الحازم في إتخاذ القرارات الحاسمة لقيادة الأمة الأسلامية ورفضها الصريح المعلن للخلافة بعكس ما إحتج بهِ التيمية في وجود اجماع على بيعة الخليفة ابي بكر “رض” من بعد وفاة أباها الرسول الأكرم “صلى الله عليهِ والهِ وسلم”بل وكيف كانت هي المحامي عن بعلها علي “عليهم السلام ” أنذاك حتى إنه لم يبايع أبا بكر “رض” الى بعد وفاتها “عليها السلام.
لذلك قد يحتج البعض كيف إن فاطمة “عليها السلام”وهي إمرأة كانت تحمي علي “عليه السلام” وهو سيف الله الغالب !حيث يتضح لنا من خلال التأريخ والروايات التي نُقِلت الينا إنهُ بالفعل كذلك , ويعود الفخر الى من حقق في تلك الروايات موضحاً اللغز الذي حير الكثير , وهو المحقق الحكيم والعالم الفذ السيد الصرخي الحسني حيث كشف الحقيقة مستدلاً بالروايات وتوقيتها الدقيق , كما وأظهر سماحتهُ جانب الاحترام والتقدير للصحابة وامهات المؤمنين “رض ” مع بيان ارجحية معتقده ورأيه في عدم انعقاد البيعة من قبل الامام علي “عليه السلام” لأبي بكر” رض” بل كانت مصالحة بعد قطيعة ومعارضة وخلاف واختلاف داعيا الجميع ان ينتهج هذا المنهج في المصالحة وبحسب ما نصت عليه رواية السيدة عائشة ” رضي الله عنها” التي جائت في البخاري:المغازي// مسلم: الجهاد والسير: نشير لبعض ما جاء فيها {{ ..عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ (رضي الله عنه): أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ بِنْتَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِى بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ..فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ عليها السلام مِنْهَا شَيْئاً فَوَجَدَتْ(غَضِبَت) فَاطِمَةُ عليها السلام عَلَى أَبِى بَكْرٍ فِى ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، ……………. وَكَانَ لِعَلِىٍّ مِنَ النَّاسٍ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَعليهما السلام فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ عَلِىٌّ عليه السلام وُجُوهَ النَّاسِ فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِى بَكْرٍ أَنِ ائْتِنَا، وَلاَ يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ، كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ … فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ … )
واوضح المرجع {{فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ عَلِىٌّ عليه السلام وُجُوهَ النَّاسِ، فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِى بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ}}،
“المعنى واضح في أنّه لو لم تَتوَفَ فاطمةعليها السلام فإنّ علياعليه السلام لا يستنكر وُجوهَ الناس فلا يلتمِس مصالحةَ ومبايعةَ أبي بكر وَلَبقِيَ على عدم مبايعته له!! (بسبب استنكار الناس التجأ للمصالحة) وهذا دليل على أن بيعته عليه السلام للصديق(رض)، لو صحّت، فإنها كانت بالإكراه ودفعا للحَرَج والضَّرَر الذي وقع فيه علي عليه السلام بسبب مواقف وتصرفات الناس معه بعد وفاة فاطمةعليها السلام، فأين شيخ تيمية من هذا الإكراه الثابت بالصحيح، حيث يقول ابن تيمية: {وأما علي عليه السلام وبنو هاشم فكلهم بايَعَه باتّفاق الناس، ..وبكل حال فقد بايعوه من غير إكراه” إنتهى كلام سماحتهِ
وبهذا يتضح جزء من الصورة للقارئ الكريم كيف كانت حياة الأمام على “عليه السلام” في عهد زوجه وكيف أصبحت بعد إستشهادها “عليها السلام “

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here