في العراق.. بدأ بعجوزين وتجاوز المليون شاب

في العراق.. بدأ بعجوزين وتجاوز المليون شاب

كان لافتا صورة عجوزين عراقيين ضاربين في العمر وهما يهمان بارتداء الاحذية العسكرية التي تعرف محليا باسم “البسطال” بعد حضورهما لخطة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف بمدينة كربلاء حيث أعلنت من هناك فتوى الجهاد الكفائي ولم يكد يمر على الاجتياح الداعشي وسقوط الموصل ثلاثة ايام.
تلك الحادثة كانت إيذانا بانطلاق حملة تطوعية وهبة جماهيرية من نوعها في العالم لمواجهة أشرس تنظيم إرهابي عرفه العصر الحديث وكان قوامها مليون متطوع من مختلف الاعمار والأجناس والمكونات جمعهم هاجس الدفاع عن الوطن في جغرافيته وعن العالم بأجمعه.
ذلك هو باختصار “الحشد الشعبي” أكبر ظاهرة تطوع إنسانية تعدت حدود الوطن في خدماتها رافعة شعار مكافحة داعش والقضاء عليه ومساعدة ضحاياه واغاثتهم فضلا عن دوره العسكري الذي حسم أكثر المعارك تعقيداً عرفها تأريخ الحروب، وكانوا في نفس الوقت أكثر المتطوعين الذين تم رميهم بسهام النقد والزيف والصاق تهم ما انزل الها بها من سلطان عكس اقرانهم من المتطوعين في بقية انحاء العالم.
استمرت حملة الحشد تلك ثلاث سنوات لانجاز مهمته الابرز ليسجل بذلك رقما قياسياً ايضا غير مسبوق في تاريخ حملات التطوع التي عادة ما تستغرق عدة ايام او اسابيع في احسن الاحوال، ويبغي القائمون عليها من وراء استحصال شهرة او لفت النظر لقضية معينة او الترويج لأجندة. ولم تقف حدود حملة تطوع الحشد عند العمل العسكري والميدان فكان لهم الدور البارز والحضور اللافت في اغاثة العوال النازحة التي هجرت مناطق سكناها بسبب البطش الداعشي، حيث اكتظت بهم مدن العراق الاخرى ومخيمات النزوح، فكان الحشد خير معين وناصر لهم بعدما حرر اراضيهم ومدنهم.
وشارك في الحملة التي حملت اسم “لأجلكم” أكثر من 5100 متطوع من 13 محافظة عراقية حيث انطلقت أول قافلة ضمن هذه الحملة يوم الجمعة 17/3/2017 والتي ضمت اكثر من 1500 عجلة باحجام مختلفة انطلقت لتصل الى جميع مخيمات النازحين في الموصل.
ويبين الناطق الرسمي السابق باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي، أن “المساعدات التي قدمت خلال الحملة تجاوزت ثلاثة الاف عجلة وبأحجام مختلفة وصلت الى مخيمات النزوح متضمنةً مواد غذائية متنوعة من سكر وحبوب وحليب الاطفال وماء وغيرها من الاساسيات التي يحتاجها النازحون في مخيمات النزوح”.
وأضاف أن “الحملة وفرت أيضاً مستلزمات منزلية مثل اجهزة كهربائية خفيفة واغطية مطارح بالاضافة الى كميات كبيرة من ملابس اطفال وكبار الى جانب بناء اكثر من 200 خيمة لإيواء النازحين ضمن حملة لاجلكم”.
وبعد انقضاء مرحلة داعش، ينتظر الحشد الشعبي مهمة تطوعية اخرى قد لا تقل اهمية عما قام به خلال السنوات الثلاث الماضية وهي إعادة الاستقرار للمناطق المحررة ضمن خطط الحكومة العراقية ما بعد التحرير والتي تشمل إعادة وتأهيل المدارس والمنشآت العامة وعودة جميع النازحين.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اقرت يوم التطوع الدولي ليكون في 5 كانون الأول من كل عام، وينظر إليه على أنها فرصة فريدة للمتطوعين والمنظمات للاحتفال بجهودهم، وتقاسم قيمهم، وتعزيز عملهم فيما بين مجتمعاتهم المحلية، والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، والسلطات الحكومية، والقطاع الخاص.انتهى
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here